[ محمّـد ] الجواد أن يسكن دينور فسكنها ، وينسـب إليها ، مولده سنة تسع وثمانين ومئة بالمدينة المنوّرة ، وعمره خمس وثمانون سنة ، وتوفّي سنة أربع وسبعين ومئتين (1) ، وله عقب من ابنه عبـدالله ، ومن محمّـد الأصغر التفليسي (2) ، ولهما عقب.
* وأمّا الحسن المكفوف بن الأفطس : وكان قد ولد ضريراً فسمّي المكـفوف ، [ فقد ] أعقب من أربعـة ، وهم : عليّ ـ قُـتل باليمن ـ ، وحمزة ـ الملقّب : سمّاناً ـ ، وقاسم ـ الملقّب : شعر إبط ـ ، وعبـدالله ـ المفقود بالمدينة ـ.
* فعليٌّ قتيل اليمن : أعقب من ابنه الحسين ترنج (3) ، وله عقب.
* وحمزة السمّان : ويقال لعقبه : بنو السمّان.
* والقاسم (شعر إبط) : له عقب من ابنه محمّـد ، [ و ] له عقب.
* [ و ] عبـدالله المفقود : أعقب من ولده محمّـد الأكبر ، ومنه في أحمد زبارة ؛ قيل : لقّب بذلك لأنّه كان بالمدينة إذا غضب قيل : قد زبر الأسد ، وله عقب.
* وأمّا عبـدالله الشهيد بن الأفطس : [ فـ ] ـقد شهد فخّاً متقلّداً سيفين وأبلى بلاءً حسناً ، وأوصى إليه الحسين صاحب فخّ ، وقال له : « إنْ أُصبت فالأمر بعدي إليك » ، وأخذه الرشيد وحبسه عند جعفر بن يحيى البرمكي ،
____________
(1) عمـدة الطالب : 345 ، وفيـه : مـا بلـغت قيمـته ، وفي المجدي : 215 : طيب بخمسين ؛ تهذيب الأنساب : 262 ، لباب الأنساب 1 | 636.
(2) ومن غيرهما أيضاً.
(3) كذا في لباب الأنساب 1 | 239 وفي بعض نسخ المجدي ؛ وفي عمدة الطالب : 346 : تزنح ؛ وفي تهذيب الأنساب : 258 ، والفخري : 81 : تزلج ؛ وفي المجدي : 217 : ترنح وبزلج ؛ وفي الشجرة المباركة : 174 : كان مع صاحب الزنج.
فضاق صدره من الحبس ، وكتب رقعة إلى الرشيد يشتمه فيها شتماً قبيحاً ، فلم يلتفت الرشيد إليه وأنكره (1).
ويقال : إنّه قال لمسرور العبد حين أمره بقتل جعفر [ البرمكي ] وقد سأله : بما يستحلّ أمير المؤمنين قتلي؟! قال : قل له بقتل ابن عمّه عبـدالله الذي قتله بغير أمره (2).
[فـ]ـأعقب مـن رجلـين ، هما : محمّـد ، [ و ] العبّـاس ، [ و ] عقـبه قليل ، ( فمن وُلده [ 36 | ب ] الأمير محمّـد ، وكان له عبـدالله فانقرض ) (3).
وينسـب إليه : بنو الفاخر ، وبنو المحترق ، وبنو الأعزّ (4) ، وأبو منصور محمّـد الإسكندر (5) بن نقيب المدائن [ أبي أحمد محمّـد بن أبي عبـدالله محمّـد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن محمّـد بن عبـدالله ] ، عاش مئة سنة ، وحضر عند السلطان مسعود ، فقال له : رزقك الله ما رزقني ، فتعجّب الحاضرون منه ، وقال : أنا عُمري مئة سنة ، آكل [ كلّ ] يوم عشـرة
____________
(1) وفي عمدة الطالب : 348 : فلم يلتفت الرشيد إلى ذلك ، وأمر بأن يوسّع عليه ؛ ولاحظ : المجدي : 220 ، ومقاتل الطالبيّـين : 375 وص 409 ـ وفيها ترجمته ـ وص 446 ، والشجرة المباركة : 176 وص 177.
(2) انظر : عمدة الطالب : 349.
وهذا من مكر طواغيت الدنيا ، فهم يلقون باللائمة والمسؤولية على أعضادهم ، ويتبرّؤون من شنيع أفعالهم ، حتّى يدفعوا نقمة الرعية ويبرّؤوا ساحتهم من الدماء الطاهرة من جهة ، ومن جهة أُخرى يبرّرون فعلهم مع من غضبوا عليه منهم.
(3) ما بين القوسين لم يرد في العمـدة ، ولم أجده في غيره.
(4) كذا في بعض نسخ العمدة ، وفي المطبوع منه : الأعسـر ، وهؤلاء هم بنو علي بن علي بن الحسين بن زيد ، وما بعده بنو أخويه محمّـد والحسن.
(5) كان في النسخة : الاسكندراني نقيب المدائن ؛ فصوّبناه حسب ترجمته من عمدة الطالب : 350 ، والأصيلي : 320. ولم ترد قصّته مع السلطان مسعود في العمدة ، ولم أجدها في سائر المصادر.
أرطال ، ولي ابنة عمّ أُحْوِجُها إلى الغُسل في كلّ يوم ، فأُعجب السلطانُ وسُـرّ بذلك.
وأمّا أبو محمّـد الحسن [ بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن محمّـد بن عبـدالله ] : وكان له أحد وعشرون ولداً ، كلّ منهم اسمه عليّ ، ولا يفرّق بينهم إلاّ بالكُنى ، أعقب من ثمانية رجال (1) ، والله أعلم.
وهذا آخر ما لخّص في معرفة أعقاب الحسـنين ـ رضي الله عنهما ـ ومعرفة فروعهم على التفصيلرحمه الله ليعرف به الدخيل في هذا النسب الشريف ، والوضيع من هذا الحسب المنيف ، حمانا الله تعالى من الزلل والخلل ، ووهبنا التوفيق بالقول والعمل ؛ آمين__________
(1) انظر بعض تفاصيل نسبهم في عمدة الطالب : 350.
الباب الثالث
محمّـد بن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب
رضي الله عنهما
المشهور بـ : ابن الحنفية ، ويكنّى : أبا القاسم.
وروي أنّ رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم رخّص لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في تسمية ابنه محمّـداً ، ويكنّيه بأبي القاسـم (1)..
أولد أربعة وعشرين ولداً ، منهم أربعة عشر ذكراً.
وقال النقيب تاج الدين : بنو محمّـد ابن الحنفية قليلون جدّاً ، ليس بالعراق والحجاز منهم أحد ، وإن كان فبالكوفة (2) ، وقال ابن عنبة : منهم
____________
(1) وقد وردت في ذلك روايات عديدة ، انظر مثلاً : شرح نهج البلاغة 1 | 244 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 42 | 99 ؛ وفيهما :
وقال قوم : إنّ أُمّ محمّـد بن علي هي خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية ، وكانت سـبيّة فـي أيّام رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقالوا : بعث رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً عليه السلام إلى اليمن فأصاب خولة في بنـي زبـيد وقـد ارتدّوا مع عمرو بن معد كرب ، وكانت زبـيد قد سـبتها من بنـي حنيفة في غارة لهم عليهم ، فصارت في سـهم عليّ عليه السلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : « إن ولدت منك غلاماً فسمّه باسمي وكنّه بكنيتي » ، فولدت له بعد موت فاطمة عليها السلام محمّـداً ، فكنّاه أبا القاسم.
وبهذا شهد خزيمة بن ثابت حين قال :
محمّـد ما في عودك اليـوم وصمـة * ولا كنت في الحرب الضروس معرّدا
أبـوك الذي لـم يركب الخيل مثلـه * عــليُّ وسمَّـاك النبـيّ محمّــداً
(2) في عمدة الطالب : 353 : وبقيّتهم إن كانت فبمصر وبلاد العجم ، وبالكوفة منهم بيت واحد ؛ وما بعده لم يرد في العمـدة.
بشيراز ، وأصفهان ، وقزوين ، ومصر ، والصعيد ، جماعة كثيرة ، والله أعلم [ 37 | أ ].
والعقب المتّصل الآن من أولاده من (1) رجلين ، عليّ ، وجعفر قتيل الحرّة ، و [ أمّا ] ابنه أبو هاشم عبـدالله الأكبر ـ إمام الكيسانية ـ فمنقرض.
* وأمّـا جعفر قتيل الحرّة : [ فـ ] ـ عقبه من عبـدالله وحده ، ومنه في ولده جعفر الثاني ، وهو في عليّ [ وعبـدالله ] ، يقال له : رأس المدري ابن جعفر الثاني.
وينسب إليه : بنو الصـيّاد (2) ، وبنو الأشـتر.
* وأمّـا عليّ بن محمّـد الحنفية [ فـ ] ـ أعقب من ولده أبي محمّـد الحسن ، وكان عالماً ، ادّعته الكيسانية إماماً بعد أبيه ، وعليّ بن [ الحسن ابن ] عليّ ، له عقب (3) يقال لهم : بنو أبي تراب ، وقيل : أعقب عليّ بن محمّـد الحنفية من عون والحسن ، لهم بقـيّة (4)
____________
(1) في الأصل : « هـما » بدل : « مـن ».
(2) كذا في عمدة الطالب : 354 ؛ وفي النسخة : « الصـاد ».
(3) له عقب من جماعة ، منهم أبو تراب الحسن بن محمّـد بن عيسى بن عليّ بن عليّ ، قيل : اسمه محمّـد ، وقيل : الحسن ، وقيل : كنيته أبو الحسن.
انظر : عمدة الطالب : 355 ، تهذيب الأنساب : 273 ، المجدي : 225.
(4) تهذيب الأنساب : 273.
الباب الرابـع
أبو الفضل العبّـاس بن عليّ بن أبي طالب
رضي الله عنهما
يلقّب بـ : السقّاء ؛ لأنّه استقى [ الماء ] لأخيه الحسـين يوم الطفّ ، وقُتل على شاطئ الفرات دون أن يُبْلغه إيّاه ، وعقبه قليل.
أعقب من ابنه عبيـدالله وحده ، [ وعقب عبيـدالله ] ينتهي إلى ابنه الحسـن.
* فأعقب الحسن [ بن عبيـدالله بن العبّـاس ] هذا من خمسة رجال ، وهم : عبيـدالله الأمير القاضي ؛ وكان أميراً بمكّة والمدينة قاضياً عليهما ، والعبّـاس الخطيب الفصيح ، وحمزة الأكبر ، وإبراهيم جردقة ، والفضل (1).
* أمّا الفضل : فكان لسناً ، شديد الدين ، عظيم الشجاعة ، [ و ] أعقب من ثلاثة ، وهم : محمّد ، والعبّاس الأكبر ـ له عقب يعرفون ببني صندوق ـ ، والعبّـاس الأصغر ؛ لهم عقب ، وقيل : جعفر أعقب (2).
* وأمّا إبراهيم جردقة : وكان فقيهاً ، أديباً ، زاهداً ، أعقب من الحسن ، ومحمّـد ، وعليّرحمه الله لهم عقب (3).
____________
(1) عمدة الطالب : 357 ، تهذيب الأنساب : 275 ، المجدي : 231 ، الشجرة المباركة : 184.
(2) عمدة الطالب : 357 ، تهذيب الأنساب : 285 ، المجدي : 232 ، الشجرة المباركة : 184.
(3) عمدة الطالب : 358 ، تهذيب الأنساب : 287 ، المجدي : 233 ، الشجرة المباركة : 185.
* وأمّـا حمزة الأكبر : فيكنّى أبا القاسم ، وكان يشبه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
خرج (1) توقيع المأمون العبّاسي بخطّه بأن يعطى حمزة بن الحسن لشبهه بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ألف درهم.
أعقب من عليّ ، [ و ] القاسم ، ولهما عقب (2).
* وأمّا العبّـاس الفصيح : فأعقب من أربعة ، وهم : أحمد ، وعبـدالله (3) ، وعليّ ، وعبـدالله [ الشاعر الأصغر ] ـ كذا قال العمري ـ.
وقال البخاري : العقب منهم لعبـدالله بن العبّـاس [ الأصغر ] ، والبقية انقرضوا.
وكان عبدالله بن العبّاس شاعراً خطيباً فصيحاً ، له تقدّم عند المأمون ، وقال المأمون لمّا سمع بموته : « استوى الناس بعدك ياابن عبّـاس » ، ومشى في جنازته ، وكان يسمّيه : الشيخ ابن الشيخ. وينسب إليه : بنو الشهيد [ محمّـد بن حمزة بن عبـدالله ] (4).
* وأمّا عبيـدالله أمير الحرمين وقاضيها ، أبو الحسن : فأعقب من أربعة ، وهم : عليّ ، وعبـدالله ، ومحمّـد ، والحسن.
____________
(1) في عمـدة الطالب : 358 : « أخرج... المأمون بخطّه : يعطى... مائة ألف درهـم ».
(2) عمدة الطالب : 358 ، تهذيب الأنساب : 285 ، المجدي : 234 ـ 235 ، الشجرة المباركة : 185.
(3) كذا في تهذيب الأنساب : 288رحمه الله ونعته بالأكبر ، وفي عمدة الطالب : 359 ، والمجدي : 237 : عبيـدالله. إلاّ أنّ نعت هذا بالأكبر ، ونعت الثاني بالأصغر يؤيّد صـحّة ما ورد في المتن.
(4) عمدة الطالب : 359 ، تهذيب الأنساب : 289 ، المجدي : 237 ـ 238.
* فعلي : له الحسين ، ومن ولده : بنو هارون (1).
* وعبـدالله : أعقب من أحد عشر رجلاً ، وينسب إليه بنو اللحياني (2).
* والحسن : له عقب من ابنه محمّـد وحده ، ومنه في جماعة (3).
* ومحمّـد : أعقب من جماعة بالمغرب (4).
___________
(1) عمدة الطالب : 360 ؛ وبنو هارون هم ولد هارون بن داود بن الحسين.
(2) وهو : محمّـد اللحياني بـن عبـدالله بن عبيـدالله بن حسن بن عبيـدالله بن العبّـاس الشـهيد.
وقد وقع خلط في عمدة الطالب : 360 ؛ فلاحظ.
(3) عمدة الطالب : 360 ، تهذيب الأنساب : 284 ـ 285 ، المجدي : 240.
(4) تهذيب الأنساب : 285 ، المجدي : 241.
* وأمّا الحسن المكفوف بن الأفطس : وكان قد ولد ضريراً فسمّي المكـفوف ، [ فقد ] أعقب من أربعـة ، وهم : عليّ ـ قُـتل باليمن ـ ، وحمزة ـ الملقّب : سمّاناً ـ ، وقاسم ـ الملقّب : شعر إبط ـ ، وعبـدالله ـ المفقود بالمدينة ـ.
* فعليٌّ قتيل اليمن : أعقب من ابنه الحسين ترنج (3) ، وله عقب.
* وحمزة السمّان : ويقال لعقبه : بنو السمّان.
* والقاسم (شعر إبط) : له عقب من ابنه محمّـد ، [ و ] له عقب.
* [ و ] عبـدالله المفقود : أعقب من ولده محمّـد الأكبر ، ومنه في أحمد زبارة ؛ قيل : لقّب بذلك لأنّه كان بالمدينة إذا غضب قيل : قد زبر الأسد ، وله عقب.
* وأمّا عبـدالله الشهيد بن الأفطس : [ فـ ] ـقد شهد فخّاً متقلّداً سيفين وأبلى بلاءً حسناً ، وأوصى إليه الحسين صاحب فخّ ، وقال له : « إنْ أُصبت فالأمر بعدي إليك » ، وأخذه الرشيد وحبسه عند جعفر بن يحيى البرمكي ،
____________
(1) عمـدة الطالب : 345 ، وفيـه : مـا بلـغت قيمـته ، وفي المجدي : 215 : طيب بخمسين ؛ تهذيب الأنساب : 262 ، لباب الأنساب 1 | 636.
(2) ومن غيرهما أيضاً.
(3) كذا في لباب الأنساب 1 | 239 وفي بعض نسخ المجدي ؛ وفي عمدة الطالب : 346 : تزنح ؛ وفي تهذيب الأنساب : 258 ، والفخري : 81 : تزلج ؛ وفي المجدي : 217 : ترنح وبزلج ؛ وفي الشجرة المباركة : 174 : كان مع صاحب الزنج.
فضاق صدره من الحبس ، وكتب رقعة إلى الرشيد يشتمه فيها شتماً قبيحاً ، فلم يلتفت الرشيد إليه وأنكره (1).
ويقال : إنّه قال لمسرور العبد حين أمره بقتل جعفر [ البرمكي ] وقد سأله : بما يستحلّ أمير المؤمنين قتلي؟! قال : قل له بقتل ابن عمّه عبـدالله الذي قتله بغير أمره (2).
[فـ]ـأعقب مـن رجلـين ، هما : محمّـد ، [ و ] العبّـاس ، [ و ] عقـبه قليل ، ( فمن وُلده [ 36 | ب ] الأمير محمّـد ، وكان له عبـدالله فانقرض ) (3).
وينسـب إليه : بنو الفاخر ، وبنو المحترق ، وبنو الأعزّ (4) ، وأبو منصور محمّـد الإسكندر (5) بن نقيب المدائن [ أبي أحمد محمّـد بن أبي عبـدالله محمّـد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن محمّـد بن عبـدالله ] ، عاش مئة سنة ، وحضر عند السلطان مسعود ، فقال له : رزقك الله ما رزقني ، فتعجّب الحاضرون منه ، وقال : أنا عُمري مئة سنة ، آكل [ كلّ ] يوم عشـرة
____________
(1) وفي عمدة الطالب : 348 : فلم يلتفت الرشيد إلى ذلك ، وأمر بأن يوسّع عليه ؛ ولاحظ : المجدي : 220 ، ومقاتل الطالبيّـين : 375 وص 409 ـ وفيها ترجمته ـ وص 446 ، والشجرة المباركة : 176 وص 177.
(2) انظر : عمدة الطالب : 349.
وهذا من مكر طواغيت الدنيا ، فهم يلقون باللائمة والمسؤولية على أعضادهم ، ويتبرّؤون من شنيع أفعالهم ، حتّى يدفعوا نقمة الرعية ويبرّؤوا ساحتهم من الدماء الطاهرة من جهة ، ومن جهة أُخرى يبرّرون فعلهم مع من غضبوا عليه منهم.
(3) ما بين القوسين لم يرد في العمـدة ، ولم أجده في غيره.
(4) كذا في بعض نسخ العمدة ، وفي المطبوع منه : الأعسـر ، وهؤلاء هم بنو علي بن علي بن الحسين بن زيد ، وما بعده بنو أخويه محمّـد والحسن.
(5) كان في النسخة : الاسكندراني نقيب المدائن ؛ فصوّبناه حسب ترجمته من عمدة الطالب : 350 ، والأصيلي : 320. ولم ترد قصّته مع السلطان مسعود في العمدة ، ولم أجدها في سائر المصادر.
أرطال ، ولي ابنة عمّ أُحْوِجُها إلى الغُسل في كلّ يوم ، فأُعجب السلطانُ وسُـرّ بذلك.
وأمّا أبو محمّـد الحسن [ بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن محمّـد بن عبـدالله ] : وكان له أحد وعشرون ولداً ، كلّ منهم اسمه عليّ ، ولا يفرّق بينهم إلاّ بالكُنى ، أعقب من ثمانية رجال (1) ، والله أعلم.
وهذا آخر ما لخّص في معرفة أعقاب الحسـنين ـ رضي الله عنهما ـ ومعرفة فروعهم على التفصيلرحمه الله ليعرف به الدخيل في هذا النسب الشريف ، والوضيع من هذا الحسب المنيف ، حمانا الله تعالى من الزلل والخلل ، ووهبنا التوفيق بالقول والعمل ؛ آمين__________
(1) انظر بعض تفاصيل نسبهم في عمدة الطالب : 350.
الباب الثالث
محمّـد بن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب
رضي الله عنهما
المشهور بـ : ابن الحنفية ، ويكنّى : أبا القاسم.
وروي أنّ رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم رخّص لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في تسمية ابنه محمّـداً ، ويكنّيه بأبي القاسـم (1)..
أولد أربعة وعشرين ولداً ، منهم أربعة عشر ذكراً.
وقال النقيب تاج الدين : بنو محمّـد ابن الحنفية قليلون جدّاً ، ليس بالعراق والحجاز منهم أحد ، وإن كان فبالكوفة (2) ، وقال ابن عنبة : منهم
____________
(1) وقد وردت في ذلك روايات عديدة ، انظر مثلاً : شرح نهج البلاغة 1 | 244 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 42 | 99 ؛ وفيهما :
وقال قوم : إنّ أُمّ محمّـد بن علي هي خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية ، وكانت سـبيّة فـي أيّام رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقالوا : بعث رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً عليه السلام إلى اليمن فأصاب خولة في بنـي زبـيد وقـد ارتدّوا مع عمرو بن معد كرب ، وكانت زبـيد قد سـبتها من بنـي حنيفة في غارة لهم عليهم ، فصارت في سـهم عليّ عليه السلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : « إن ولدت منك غلاماً فسمّه باسمي وكنّه بكنيتي » ، فولدت له بعد موت فاطمة عليها السلام محمّـداً ، فكنّاه أبا القاسم.
وبهذا شهد خزيمة بن ثابت حين قال :
محمّـد ما في عودك اليـوم وصمـة * ولا كنت في الحرب الضروس معرّدا
أبـوك الذي لـم يركب الخيل مثلـه * عــليُّ وسمَّـاك النبـيّ محمّــداً
(2) في عمدة الطالب : 353 : وبقيّتهم إن كانت فبمصر وبلاد العجم ، وبالكوفة منهم بيت واحد ؛ وما بعده لم يرد في العمـدة.
بشيراز ، وأصفهان ، وقزوين ، ومصر ، والصعيد ، جماعة كثيرة ، والله أعلم [ 37 | أ ].
والعقب المتّصل الآن من أولاده من (1) رجلين ، عليّ ، وجعفر قتيل الحرّة ، و [ أمّا ] ابنه أبو هاشم عبـدالله الأكبر ـ إمام الكيسانية ـ فمنقرض.
* وأمّـا جعفر قتيل الحرّة : [ فـ ] ـ عقبه من عبـدالله وحده ، ومنه في ولده جعفر الثاني ، وهو في عليّ [ وعبـدالله ] ، يقال له : رأس المدري ابن جعفر الثاني.
وينسب إليه : بنو الصـيّاد (2) ، وبنو الأشـتر.
* وأمّـا عليّ بن محمّـد الحنفية [ فـ ] ـ أعقب من ولده أبي محمّـد الحسن ، وكان عالماً ، ادّعته الكيسانية إماماً بعد أبيه ، وعليّ بن [ الحسن ابن ] عليّ ، له عقب (3) يقال لهم : بنو أبي تراب ، وقيل : أعقب عليّ بن محمّـد الحنفية من عون والحسن ، لهم بقـيّة (4)
____________
(1) في الأصل : « هـما » بدل : « مـن ».
(2) كذا في عمدة الطالب : 354 ؛ وفي النسخة : « الصـاد ».
(3) له عقب من جماعة ، منهم أبو تراب الحسن بن محمّـد بن عيسى بن عليّ بن عليّ ، قيل : اسمه محمّـد ، وقيل : الحسن ، وقيل : كنيته أبو الحسن.
انظر : عمدة الطالب : 355 ، تهذيب الأنساب : 273 ، المجدي : 225.
(4) تهذيب الأنساب : 273.
الباب الرابـع
أبو الفضل العبّـاس بن عليّ بن أبي طالب
رضي الله عنهما
يلقّب بـ : السقّاء ؛ لأنّه استقى [ الماء ] لأخيه الحسـين يوم الطفّ ، وقُتل على شاطئ الفرات دون أن يُبْلغه إيّاه ، وعقبه قليل.
أعقب من ابنه عبيـدالله وحده ، [ وعقب عبيـدالله ] ينتهي إلى ابنه الحسـن.
* فأعقب الحسن [ بن عبيـدالله بن العبّـاس ] هذا من خمسة رجال ، وهم : عبيـدالله الأمير القاضي ؛ وكان أميراً بمكّة والمدينة قاضياً عليهما ، والعبّـاس الخطيب الفصيح ، وحمزة الأكبر ، وإبراهيم جردقة ، والفضل (1).
* أمّا الفضل : فكان لسناً ، شديد الدين ، عظيم الشجاعة ، [ و ] أعقب من ثلاثة ، وهم : محمّد ، والعبّاس الأكبر ـ له عقب يعرفون ببني صندوق ـ ، والعبّـاس الأصغر ؛ لهم عقب ، وقيل : جعفر أعقب (2).
* وأمّا إبراهيم جردقة : وكان فقيهاً ، أديباً ، زاهداً ، أعقب من الحسن ، ومحمّـد ، وعليّرحمه الله لهم عقب (3).
____________
(1) عمدة الطالب : 357 ، تهذيب الأنساب : 275 ، المجدي : 231 ، الشجرة المباركة : 184.
(2) عمدة الطالب : 357 ، تهذيب الأنساب : 285 ، المجدي : 232 ، الشجرة المباركة : 184.
(3) عمدة الطالب : 358 ، تهذيب الأنساب : 287 ، المجدي : 233 ، الشجرة المباركة : 185.
* وأمّـا حمزة الأكبر : فيكنّى أبا القاسم ، وكان يشبه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
خرج (1) توقيع المأمون العبّاسي بخطّه بأن يعطى حمزة بن الحسن لشبهه بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ألف درهم.
أعقب من عليّ ، [ و ] القاسم ، ولهما عقب (2).
* وأمّا العبّـاس الفصيح : فأعقب من أربعة ، وهم : أحمد ، وعبـدالله (3) ، وعليّ ، وعبـدالله [ الشاعر الأصغر ] ـ كذا قال العمري ـ.
وقال البخاري : العقب منهم لعبـدالله بن العبّـاس [ الأصغر ] ، والبقية انقرضوا.
وكان عبدالله بن العبّاس شاعراً خطيباً فصيحاً ، له تقدّم عند المأمون ، وقال المأمون لمّا سمع بموته : « استوى الناس بعدك ياابن عبّـاس » ، ومشى في جنازته ، وكان يسمّيه : الشيخ ابن الشيخ. وينسب إليه : بنو الشهيد [ محمّـد بن حمزة بن عبـدالله ] (4).
* وأمّا عبيـدالله أمير الحرمين وقاضيها ، أبو الحسن : فأعقب من أربعة ، وهم : عليّ ، وعبـدالله ، ومحمّـد ، والحسن.
____________
(1) في عمـدة الطالب : 358 : « أخرج... المأمون بخطّه : يعطى... مائة ألف درهـم ».
(2) عمدة الطالب : 358 ، تهذيب الأنساب : 285 ، المجدي : 234 ـ 235 ، الشجرة المباركة : 185.
(3) كذا في تهذيب الأنساب : 288رحمه الله ونعته بالأكبر ، وفي عمدة الطالب : 359 ، والمجدي : 237 : عبيـدالله. إلاّ أنّ نعت هذا بالأكبر ، ونعت الثاني بالأصغر يؤيّد صـحّة ما ورد في المتن.
(4) عمدة الطالب : 359 ، تهذيب الأنساب : 289 ، المجدي : 237 ـ 238.
* فعلي : له الحسين ، ومن ولده : بنو هارون (1).
* وعبـدالله : أعقب من أحد عشر رجلاً ، وينسب إليه بنو اللحياني (2).
* والحسن : له عقب من ابنه محمّـد وحده ، ومنه في جماعة (3).
* ومحمّـد : أعقب من جماعة بالمغرب (4).
___________
(1) عمدة الطالب : 360 ؛ وبنو هارون هم ولد هارون بن داود بن الحسين.
(2) وهو : محمّـد اللحياني بـن عبـدالله بن عبيـدالله بن حسن بن عبيـدالله بن العبّـاس الشـهيد.
وقد وقع خلط في عمدة الطالب : 360 ؛ فلاحظ.
(3) عمدة الطالب : 360 ، تهذيب الأنساب : 284 ـ 285 ، المجدي : 240.
(4) تهذيب الأنساب : 285 ، المجدي : 241.