وهو محمّـد بن علي بن أبي سليمان. عمدة الطالب : 187.
(2) البغدادي ، وُلد سنة 450 ، وتوفّي سنة 542. مترجم له في : المنتظم 18 | 61 رقم 4147 ، ذيل تاريخ بغداد ـ لابن النجّار ـ 18 | 248 رقم 192 ، معجم الأُدباء 19 | 282 رقم 108 ، إنباه الرواة 3 | 356 رقم 802 ، وفيات الأعيان 6 | 45 رقم 774 ، سير أعلام النبلاء 20 | 194 رقم 126 ، والفهرس ـ لمنتجب الدين ـ : 197 رقم 529 ، وغيرها.
الفصل الثاني
زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه (1)
كنيته : أبو الحسين ، عاش تسعين سنة ، وقيل : خمساً وتسعين ، وقيل : مئة ، وكان زيد ممّن تخلّف عن عمّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما فلم يخرج معه إلى العراق.
مات زيد ولم يدّع الإمامة ، ولا ادّعاها له مدَّعٍ من الشيعة ، والإمامة لأولاد الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
أعقب سبطاً واحداً ، وهو السبط السادس من وُلد الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، [ وهو الحسن بن زيد ] ويكنّى أبا محمّـد ، وكان أمير المدينة من قِبل المنصور ، وعمل له على غير المدينة أيضاً ، وكان مظاهراً لبني العبّـاس على بني عمّه الحسن المثنّى (2) ، وهو أوّل من لبس السواد من العلويّـين.
ولا عقب لزيد إلاّ من ابنه الحسن هذا.
وكان له (3) بنت اسمها نفيسة ، وهي التي يُسمّيها أهل مصر « الست نفيسة » ، ويعظّمونها ويُقسمون بها ، وكانت زوجة الوليد بن عبـد الملك بن مروان ، وكان أبوها زيد يفد على الوليد فيقعده على السرير معه ويكرمه
____________
(1) قال الفخر الرازي في الشجرة المباركة : 41 : وهو أكبر سنّـاً من أخيه الحسن المثنّى ، إلاّ أنّه لمّا تأخّر عن متابعة عمّه الحسين عليه السلام لا جرم أخّروه في المرتبة.
(2) وعلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، وغيره ؛ المناقب ـ لابن شهرآشوب ـ 4 | 257.
(3) أي : زيد.
لمكان ابنته ، ووهب له ثلاثين ألف دينار دفعة واحدة.
وزعم بعض الناس أنّ نفيسة [ 13 | ب ] المشهورة بمصر بنت [ الحسن بن ] زيد لا أُخته (1) ، وأنّها كانت زوجة إسحاق بن جعفر الصادق ، وأنّ الشافعي الفقيه محمّـد [ بن إدريس ] رضي الله عنه كان يروي عنها ، ولمّا مات رحمه الله أُدخلت جنازته إليها حتّى صلّت عليه (2) ، والله سبحانه أعلم.
فأعقب الحسن بن زيد من سبعة رجال ، ثلاثة منهم مكثرون ، وهم : القاسم أبو محمّـد ، وعلي الشديد (3) أبو الحسن ، وأبو محمّـد إسماعيل ، وأربعة مقلّون ، وهم : إبراهيم أبو إسحاق ، وإسحاق أبو الحسين ، وأبو طاهر زيد ، وأبو زيد عبـدالله. فهم سبعة فروع :
الفرع الأوّل :
القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهو أكبر أولاده ، وكان عالماً زاهداً ، وكان مع (4) بني العبّـاس ، أعقب من رجلين : محمّـد البُطحاني ، وعبـد الرحمن الشجري.
____________
(1) هذا هو الصواب ، وكان في أصلي : « بنت زيد لأُخته ». وعلى هذا ـ أي أنّها ابنة الحسن بن زيد ، وأنّها كانت زوجة إسحاق ـ عامّة المؤرّخين ، عمدة الطالب : 70.
(2) وفيات الأعيان 5 | 424 ، وقال ابن خلّكان أيضاً : وقبرها معروف بإجابة الدعاء عنده ، وهو مجرّب.
(3) كذا في النسخة ، وفي عمدة الطالب : 70 بالسين المهملة ، ولم يذكره أحد بهذا اللقب ، والمعروف في كتب الأنساب بهذا اللقب حفيده ، وهو علي الشديد في قومه ابن محمّـد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط عليه السلام.
(4) في الأصل : جمع.
قـال العـمري في المجـدي : 31 : وكان القاسم مع بني العبّـاس على محمّـد بن عبـدالله بن الحسن ، المقتول بين أحجار ال
* أمّا محمّـد البُطحاني ونسبته بالضمّ إلى بُطحان ، وهو موضع بالمدينة ، وبالفتح البطحاء ، وكلاهما وارد ، وكان فقيهاً ، له عقب كثير ، منهم : إبراهيم بن محمّـد البطحاني ، أعقب في بلدان شتّى وفيهم مجانين وبله ونقص وسفهاء.
ومن وُلده الوزير أبو الحسن ناصر بن مهدي (1) وكان فاضلاً ، تولّى الوزارة ببغداد من الخليفة الناصر في ثاني عشر ذي الحجّة سنة اثنتين وسـتّمئة ، وعزله في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة ، ونقل عياله إلى (2) دار الخلافة ، وأجري عليه النفقة إلى أن مات ليلة السبت لثلاث خلون من جمادى الأُولى سنة سبع عشرة وسـتّمئة ، وانقرض عقبه.
واختُلف في سبب عزله على ما ذكره ابن عنبة ، وكان فيه تجبّر [ 14 | أ ] وتكبرّ.
ويحكى أنّه وجد ذات يوم في دواته رقعة فأنكرها وأخذها وقرأها ، فإذا فيها مكتوب :
لا قـاتـل الله يـزيـدَ ولا * مُـدّت يـدُ السـوءِ إلـى نعلِهِ
فإنّـه قـد كـان ذا قـدرةٍ * على اجتثاثِ الفـرعِ من أصلِهِ
لكنّـه أبقـى لنـا مـثلَـكم * أحيـاء كـي يُعـذَرَ في فِعلِهِ
____________
(1) مترجم في تكملة المنذري 3 | 12 رقم 1739 ، وتاريخ ابن الدبيثي (ذيل تاريخ بغداد ـ المختصر المحتاج إليه ـ 15 | 369) ، وتاريخ الإسلام ـ للذهبي ـ (حوادث 610 ـ 620) : 348 | رقم 500 ؛ ولم يذكروا عن نسـبه شيئاً.
وفي عمدة الطالب : 77 : أنّه ناصر بن مهدي بن حمزة بن محمّـد بن حمزة بن مهدي بن الناصر بن زيد بن حمزة بن محمّـد بن جعفر بن محمّـد بن إبراهيم بن البطحاني.
(2) في النسخة : ونقل واعياله في دار الخلافة.
فاضطرب من ذلك ، واجتهد أن يعلم من وضعها في دواته ، والله أعلم.
قلـت : ولقد تجرّأ هذا الشاعر في كلامه ، ونسأل الله الحماية.
* وأمّا عبـد الرحمن الشجري ، ونسبته إلى الشجرة ، وهي قرية بالريّ (1) ، ويكنّى أبا جعفررحمه الله [ فـ]ـأعقب من ثلاثة (2) ، وهم : علي ومحمّـد وجعفر ، منهم : بنو المبعوث (3) ، وبنو أبي الغيث (4) ، وبنو أبي نفيسة ، وبنو شكر ، وبنو داود (5).
الفرع الثاني :
عليّ الشديد (6) يط بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما.
____________
(1) كذا ، وفي عمدة الطالب : 88 وغيرها : بالمدينة ؛ وهو المعروف.
(2) كذا في تهذيب الأنساب : 122 ، والفخري : 144 وغيرهما ، وفي عمدة الطالب : 88 ، والمجدي : 31 : أعقب من خمسة رجال : الحسن والحسين و...
(3) لم أجده في عمدة الطالب. ولعلّه مصحّف عن : « المثقوب » ، وهو أحمد بن يحيى بن هارون بن محمّـد بن الحسن بن محمّـد بن عبـد الرحمن الشجري. تهذيب الأنساب : 137.
(4) هو أبو الغيث محمّـد بن يحيى بن الحسين بن محمّـد بن الشجري. تهذيب الأنساب : 135.
(5) في عمدة الطالب : 91 : ومن ولد يحيى بن الحسين بن محمّـد بن عبـد الرحمن الشجري : أبو نقشة سـعد الله بن مفضّل بن محسن بن زيد بن محمّـد بن زيد بن يحيى... له عقب يقال لهم بنو أبي نقشة ، وأخوه الحسين المناخلي بن مفضّل ، من ولده بنو شكر بالمشهد الغروي ؛ وابن ابنه الود ، وهو الود بن محمّـد بن سـعد الله بن مفضّل ، يقال لولده بنو الود.
(6) قلنا في ما تقدّم : إنّ المعروف بلقب الشديد هو علي بن محمّـد بن القاسم بن الحسن بن زيد.
مات في حبس المنصور ، أعقب من ولده عبـدالله بن علي ، وكان له عبـد العظيم ، وهو مدفون في مسجد الشجرة بالريّ ، وقبره يزار (1).
ويقال : [ إنّ ] عبـدالله بن علي كان استلحقه الحسن بن زيد جدّه بعد موت أبيه علي بالقيافة (2) ، وذلك أنّ أباه هلك في حياة الحسن بن زيد ، ولعليٍّ ابنه جارية بيعت ولم يعلم أنّها حامل ، فردّها المشتري إلى الحسن ابن زيد فولدت عبـدالله ، فشكّ فيه فدعا بالقافة [ فألحقوه به ] ، ولعبـدالله عقب ، منهم : السـبيعية ، وهذه النسبة إلى محلّة بالكوفة.
الفرع الثالث :
أبو محمّـد إسـماعيل بن الحسـن بن زيـد بن الحسـن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
يلقّب : حالب الحجارة ، قيل : بالجيم ، وقيل : بالحاء (3) ؛ لشدّته وقوّته ، [ و ] يلقّب [ 14 | ب ] بالمهفهف (4) أيضاً.
فإنّه أعقب من محمّـد وعلي النازوكي.
* أمّا علي النازوكي فله عقب ، منهم : بنو طرخان (5).
____________
(1) وإلى يومنا هذا ، ويعدّ واحداً من المزارات المهمّة في إيران.
(2) في النسخة : بالقافة. والمثبت من عمدة الطالب : 94. ولكلّ منهما وجه ، والمآل واحد. وكان هذا ناصبياً.
(3) وهو المعروف. عمدة الطالب : 92.
(4) هذا اللقب لم يذكره أحد لإسماعيل ، وإنّما ذُكر لمحمّـد بن عبـدالله بن علي بن الحسن بن زيد ، أي للنسب المتقدّم قبل أسطر ، وأخو محمّـد واسمه الحسن يلقّب بالمهفهف أيضاً ، كما في عمدة الطالب : 95. أو العفهف ، كما في تهذيب الأنساب : 139.
(5) في عمدة الطالب : 93 : منهم بنو طيرخوار (أي آكل الطير) وهو أبو الع
* وأمّا محمّـد بن إسماعيل فله عقب من ولده زيد ، ومنه في الداعي [ محمّـد ] وأخوه الحسن ، ملكا طبرستان ، ملكها أوّلاً الحسن ، ولقّب بالداعي الكبير والداعي الأوّل ، [ وظهر ] سنة خمسين ومئتين ، [ و ] توفّي سنة سبعين ومئتين (1) ولم يعقّب ، وكان جريئاً على سفك الدماء على ما حكاه ابن عنبة ، وللحسن الداعي أشعار ، منها :
ومـا نَشـرَ المشيبَ علَيَّ إلاّ * مصافحةُ السيوفِ لدى الصفوفِ
فـأنتَ إذا رأيتَ علَيَّ شيبـاً * فـمكتسبٌ مـن ألـوانِ السيوفِ
أمّا أخوه محمّـد بن زيد فكان كثير الفضل ، ذا جود وسماحة ، وله عقب متّصل.
الفرع الرابع :
إسحاق بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبى طالب رضي الله عنه.
كان أعور ، يلقّب بالكوكبي (2) ، وكان مع الرشيد ، وقيل : إنّه كان يسعى بآل أبي طالب ، وكان عيناً للرشيد عليهم ، وسعى بجماعة منهم ـ أي العلويّين ـ فقُتلوا برأيه ، وغضب الرشيد عليه آخر الأمر وحبسه ، فمات في حبسه (3).
____________
=
الحسين بن علي بن أحمد بن علي النازوكي. وفي تهذيب الأنساب : 142 : طنزخوار ، ومثله في الشجرة المباركة : 69.
(1) في رجب. مترجم في تهذيب الأنساب : 142 ، لباب الأنساب 1 | 256 ، الشجرة المباركة : 71 ، الفخري ـ للمروزي ـ : 161 ، الكامل في التاريخ ـ لابن الأثير ـ 7 | 407 ، الوافي 12 | 20 ، البداية والنهاية 6 | 47 ، سير أعلام النبلاء 13 | 136 عمدة الطالب : 92 ، وغيرها.
(2) في عمدة الطالب : 71 : الكوكبي ؛ لبياض كان على عينيه.
(3) من أعان ظالماً سلّطه الله عليه.
قال أبو عبـدالله ابن طباطبا : إنّه أولد هارون والحسن ؛ زاد البخاري : والحسين ، وذكر العمري إسماعيل (1) وأخاً له [ هارون ] لهم أعقاب ، وقيل : إسحاق ليس له ولد.
الفرع الخامس :
أبو طاهر زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
عقبه من ولده طاهر ، ومنه في محمّـد بن طاهر ، له عقب [ 15 | أ ].
الفرع السادس :
أبو زيد عبـدالله بن الحسن بن زيد بن الحسـن السبط بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقيل : أبو محمّـد ، له خمسة [ أولاد ] ، وهم : علي والحسن ومحمّـد وزيد وإسحاق ، لهم أعقاب.
الفرع السابع :
إبراهيم أبو إسحاق ابن الحسن بن زيد بن الحسن السبط بن عليّ بن
____________
(1) لم يرد اسمه في المطبوع ، على أنّ المطبوع سقط منه اسمرحمه الله وعبارة المطبوع هكذا : « وولد إسحاق بن الحسن ، وهو وإسماعيل أخوان لأُمّ ، وأُمّ كلثوم لأُمّ ولد ، وهارون لأُمّ ولد أُخرى ».
بناءً على هذا ، فإسماعيل المذكور هنا أخوه لا ابنه ، ولم يذكر أحدٌ أنّ له إسماعيل ، فالساقط لعلّه : الحسن ، أو الحسين كما عند ابن طباطبا والبخاري ، والأوّل أَوْلى ، أو أنّ الواو زائدة في قوله : « وأُمّ كلثوم ».
أبي طالب رضي الله عنه.
وقال أبو نصر البخاري : ومن الناس من يثبت العقب لخمسة منهم ، هم الفروع الأُوَل ، [ وهم ] معقّبون بلا خلاف ، والخلاف في إبراهيم هل بقي عقبه؟ وفي عبـدالله هل أعقب أم لا؟
أعقب من ولده إبراهيم بن إبراهيم ، ولإبراهيم : الحسن ومحمّـد ، لهما عقب.
وهذا آخر ما لخّص في أُصول بني الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عن
(2) البغدادي ، وُلد سنة 450 ، وتوفّي سنة 542. مترجم له في : المنتظم 18 | 61 رقم 4147 ، ذيل تاريخ بغداد ـ لابن النجّار ـ 18 | 248 رقم 192 ، معجم الأُدباء 19 | 282 رقم 108 ، إنباه الرواة 3 | 356 رقم 802 ، وفيات الأعيان 6 | 45 رقم 774 ، سير أعلام النبلاء 20 | 194 رقم 126 ، والفهرس ـ لمنتجب الدين ـ : 197 رقم 529 ، وغيرها.
الفصل الثاني
زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه (1)
كنيته : أبو الحسين ، عاش تسعين سنة ، وقيل : خمساً وتسعين ، وقيل : مئة ، وكان زيد ممّن تخلّف عن عمّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما فلم يخرج معه إلى العراق.
مات زيد ولم يدّع الإمامة ، ولا ادّعاها له مدَّعٍ من الشيعة ، والإمامة لأولاد الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
أعقب سبطاً واحداً ، وهو السبط السادس من وُلد الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، [ وهو الحسن بن زيد ] ويكنّى أبا محمّـد ، وكان أمير المدينة من قِبل المنصور ، وعمل له على غير المدينة أيضاً ، وكان مظاهراً لبني العبّـاس على بني عمّه الحسن المثنّى (2) ، وهو أوّل من لبس السواد من العلويّـين.
ولا عقب لزيد إلاّ من ابنه الحسن هذا.
وكان له (3) بنت اسمها نفيسة ، وهي التي يُسمّيها أهل مصر « الست نفيسة » ، ويعظّمونها ويُقسمون بها ، وكانت زوجة الوليد بن عبـد الملك بن مروان ، وكان أبوها زيد يفد على الوليد فيقعده على السرير معه ويكرمه
____________
(1) قال الفخر الرازي في الشجرة المباركة : 41 : وهو أكبر سنّـاً من أخيه الحسن المثنّى ، إلاّ أنّه لمّا تأخّر عن متابعة عمّه الحسين عليه السلام لا جرم أخّروه في المرتبة.
(2) وعلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، وغيره ؛ المناقب ـ لابن شهرآشوب ـ 4 | 257.
(3) أي : زيد.
لمكان ابنته ، ووهب له ثلاثين ألف دينار دفعة واحدة.
وزعم بعض الناس أنّ نفيسة [ 13 | ب ] المشهورة بمصر بنت [ الحسن بن ] زيد لا أُخته (1) ، وأنّها كانت زوجة إسحاق بن جعفر الصادق ، وأنّ الشافعي الفقيه محمّـد [ بن إدريس ] رضي الله عنه كان يروي عنها ، ولمّا مات رحمه الله أُدخلت جنازته إليها حتّى صلّت عليه (2) ، والله سبحانه أعلم.
فأعقب الحسن بن زيد من سبعة رجال ، ثلاثة منهم مكثرون ، وهم : القاسم أبو محمّـد ، وعلي الشديد (3) أبو الحسن ، وأبو محمّـد إسماعيل ، وأربعة مقلّون ، وهم : إبراهيم أبو إسحاق ، وإسحاق أبو الحسين ، وأبو طاهر زيد ، وأبو زيد عبـدالله. فهم سبعة فروع :
الفرع الأوّل :
القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهو أكبر أولاده ، وكان عالماً زاهداً ، وكان مع (4) بني العبّـاس ، أعقب من رجلين : محمّـد البُطحاني ، وعبـد الرحمن الشجري.
____________
(1) هذا هو الصواب ، وكان في أصلي : « بنت زيد لأُخته ». وعلى هذا ـ أي أنّها ابنة الحسن بن زيد ، وأنّها كانت زوجة إسحاق ـ عامّة المؤرّخين ، عمدة الطالب : 70.
(2) وفيات الأعيان 5 | 424 ، وقال ابن خلّكان أيضاً : وقبرها معروف بإجابة الدعاء عنده ، وهو مجرّب.
(3) كذا في النسخة ، وفي عمدة الطالب : 70 بالسين المهملة ، ولم يذكره أحد بهذا اللقب ، والمعروف في كتب الأنساب بهذا اللقب حفيده ، وهو علي الشديد في قومه ابن محمّـد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط عليه السلام.
(4) في الأصل : جمع.
قـال العـمري في المجـدي : 31 : وكان القاسم مع بني العبّـاس على محمّـد بن عبـدالله بن الحسن ، المقتول بين أحجار ال
* أمّا محمّـد البُطحاني ونسبته بالضمّ إلى بُطحان ، وهو موضع بالمدينة ، وبالفتح البطحاء ، وكلاهما وارد ، وكان فقيهاً ، له عقب كثير ، منهم : إبراهيم بن محمّـد البطحاني ، أعقب في بلدان شتّى وفيهم مجانين وبله ونقص وسفهاء.
ومن وُلده الوزير أبو الحسن ناصر بن مهدي (1) وكان فاضلاً ، تولّى الوزارة ببغداد من الخليفة الناصر في ثاني عشر ذي الحجّة سنة اثنتين وسـتّمئة ، وعزله في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة ، ونقل عياله إلى (2) دار الخلافة ، وأجري عليه النفقة إلى أن مات ليلة السبت لثلاث خلون من جمادى الأُولى سنة سبع عشرة وسـتّمئة ، وانقرض عقبه.
واختُلف في سبب عزله على ما ذكره ابن عنبة ، وكان فيه تجبّر [ 14 | أ ] وتكبرّ.
ويحكى أنّه وجد ذات يوم في دواته رقعة فأنكرها وأخذها وقرأها ، فإذا فيها مكتوب :
لا قـاتـل الله يـزيـدَ ولا * مُـدّت يـدُ السـوءِ إلـى نعلِهِ
فإنّـه قـد كـان ذا قـدرةٍ * على اجتثاثِ الفـرعِ من أصلِهِ
لكنّـه أبقـى لنـا مـثلَـكم * أحيـاء كـي يُعـذَرَ في فِعلِهِ
____________
(1) مترجم في تكملة المنذري 3 | 12 رقم 1739 ، وتاريخ ابن الدبيثي (ذيل تاريخ بغداد ـ المختصر المحتاج إليه ـ 15 | 369) ، وتاريخ الإسلام ـ للذهبي ـ (حوادث 610 ـ 620) : 348 | رقم 500 ؛ ولم يذكروا عن نسـبه شيئاً.
وفي عمدة الطالب : 77 : أنّه ناصر بن مهدي بن حمزة بن محمّـد بن حمزة بن مهدي بن الناصر بن زيد بن حمزة بن محمّـد بن جعفر بن محمّـد بن إبراهيم بن البطحاني.
(2) في النسخة : ونقل واعياله في دار الخلافة.
فاضطرب من ذلك ، واجتهد أن يعلم من وضعها في دواته ، والله أعلم.
قلـت : ولقد تجرّأ هذا الشاعر في كلامه ، ونسأل الله الحماية.
* وأمّا عبـد الرحمن الشجري ، ونسبته إلى الشجرة ، وهي قرية بالريّ (1) ، ويكنّى أبا جعفررحمه الله [ فـ]ـأعقب من ثلاثة (2) ، وهم : علي ومحمّـد وجعفر ، منهم : بنو المبعوث (3) ، وبنو أبي الغيث (4) ، وبنو أبي نفيسة ، وبنو شكر ، وبنو داود (5).
الفرع الثاني :
عليّ الشديد (6) يط بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما.
____________
(1) كذا ، وفي عمدة الطالب : 88 وغيرها : بالمدينة ؛ وهو المعروف.
(2) كذا في تهذيب الأنساب : 122 ، والفخري : 144 وغيرهما ، وفي عمدة الطالب : 88 ، والمجدي : 31 : أعقب من خمسة رجال : الحسن والحسين و...
(3) لم أجده في عمدة الطالب. ولعلّه مصحّف عن : « المثقوب » ، وهو أحمد بن يحيى بن هارون بن محمّـد بن الحسن بن محمّـد بن عبـد الرحمن الشجري. تهذيب الأنساب : 137.
(4) هو أبو الغيث محمّـد بن يحيى بن الحسين بن محمّـد بن الشجري. تهذيب الأنساب : 135.
(5) في عمدة الطالب : 91 : ومن ولد يحيى بن الحسين بن محمّـد بن عبـد الرحمن الشجري : أبو نقشة سـعد الله بن مفضّل بن محسن بن زيد بن محمّـد بن زيد بن يحيى... له عقب يقال لهم بنو أبي نقشة ، وأخوه الحسين المناخلي بن مفضّل ، من ولده بنو شكر بالمشهد الغروي ؛ وابن ابنه الود ، وهو الود بن محمّـد بن سـعد الله بن مفضّل ، يقال لولده بنو الود.
(6) قلنا في ما تقدّم : إنّ المعروف بلقب الشديد هو علي بن محمّـد بن القاسم بن الحسن بن زيد.
مات في حبس المنصور ، أعقب من ولده عبـدالله بن علي ، وكان له عبـد العظيم ، وهو مدفون في مسجد الشجرة بالريّ ، وقبره يزار (1).
ويقال : [ إنّ ] عبـدالله بن علي كان استلحقه الحسن بن زيد جدّه بعد موت أبيه علي بالقيافة (2) ، وذلك أنّ أباه هلك في حياة الحسن بن زيد ، ولعليٍّ ابنه جارية بيعت ولم يعلم أنّها حامل ، فردّها المشتري إلى الحسن ابن زيد فولدت عبـدالله ، فشكّ فيه فدعا بالقافة [ فألحقوه به ] ، ولعبـدالله عقب ، منهم : السـبيعية ، وهذه النسبة إلى محلّة بالكوفة.
الفرع الثالث :
أبو محمّـد إسـماعيل بن الحسـن بن زيـد بن الحسـن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
يلقّب : حالب الحجارة ، قيل : بالجيم ، وقيل : بالحاء (3) ؛ لشدّته وقوّته ، [ و ] يلقّب [ 14 | ب ] بالمهفهف (4) أيضاً.
فإنّه أعقب من محمّـد وعلي النازوكي.
* أمّا علي النازوكي فله عقب ، منهم : بنو طرخان (5).
____________
(1) وإلى يومنا هذا ، ويعدّ واحداً من المزارات المهمّة في إيران.
(2) في النسخة : بالقافة. والمثبت من عمدة الطالب : 94. ولكلّ منهما وجه ، والمآل واحد. وكان هذا ناصبياً.
(3) وهو المعروف. عمدة الطالب : 92.
(4) هذا اللقب لم يذكره أحد لإسماعيل ، وإنّما ذُكر لمحمّـد بن عبـدالله بن علي بن الحسن بن زيد ، أي للنسب المتقدّم قبل أسطر ، وأخو محمّـد واسمه الحسن يلقّب بالمهفهف أيضاً ، كما في عمدة الطالب : 95. أو العفهف ، كما في تهذيب الأنساب : 139.
(5) في عمدة الطالب : 93 : منهم بنو طيرخوار (أي آكل الطير) وهو أبو الع
* وأمّا محمّـد بن إسماعيل فله عقب من ولده زيد ، ومنه في الداعي [ محمّـد ] وأخوه الحسن ، ملكا طبرستان ، ملكها أوّلاً الحسن ، ولقّب بالداعي الكبير والداعي الأوّل ، [ وظهر ] سنة خمسين ومئتين ، [ و ] توفّي سنة سبعين ومئتين (1) ولم يعقّب ، وكان جريئاً على سفك الدماء على ما حكاه ابن عنبة ، وللحسن الداعي أشعار ، منها :
ومـا نَشـرَ المشيبَ علَيَّ إلاّ * مصافحةُ السيوفِ لدى الصفوفِ
فـأنتَ إذا رأيتَ علَيَّ شيبـاً * فـمكتسبٌ مـن ألـوانِ السيوفِ
أمّا أخوه محمّـد بن زيد فكان كثير الفضل ، ذا جود وسماحة ، وله عقب متّصل.
الفرع الرابع :
إسحاق بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبى طالب رضي الله عنه.
كان أعور ، يلقّب بالكوكبي (2) ، وكان مع الرشيد ، وقيل : إنّه كان يسعى بآل أبي طالب ، وكان عيناً للرشيد عليهم ، وسعى بجماعة منهم ـ أي العلويّين ـ فقُتلوا برأيه ، وغضب الرشيد عليه آخر الأمر وحبسه ، فمات في حبسه (3).
____________
=
الحسين بن علي بن أحمد بن علي النازوكي. وفي تهذيب الأنساب : 142 : طنزخوار ، ومثله في الشجرة المباركة : 69.
(1) في رجب. مترجم في تهذيب الأنساب : 142 ، لباب الأنساب 1 | 256 ، الشجرة المباركة : 71 ، الفخري ـ للمروزي ـ : 161 ، الكامل في التاريخ ـ لابن الأثير ـ 7 | 407 ، الوافي 12 | 20 ، البداية والنهاية 6 | 47 ، سير أعلام النبلاء 13 | 136 عمدة الطالب : 92 ، وغيرها.
(2) في عمدة الطالب : 71 : الكوكبي ؛ لبياض كان على عينيه.
(3) من أعان ظالماً سلّطه الله عليه.
قال أبو عبـدالله ابن طباطبا : إنّه أولد هارون والحسن ؛ زاد البخاري : والحسين ، وذكر العمري إسماعيل (1) وأخاً له [ هارون ] لهم أعقاب ، وقيل : إسحاق ليس له ولد.
الفرع الخامس :
أبو طاهر زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
عقبه من ولده طاهر ، ومنه في محمّـد بن طاهر ، له عقب [ 15 | أ ].
الفرع السادس :
أبو زيد عبـدالله بن الحسن بن زيد بن الحسـن السبط بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقيل : أبو محمّـد ، له خمسة [ أولاد ] ، وهم : علي والحسن ومحمّـد وزيد وإسحاق ، لهم أعقاب.
الفرع السابع :
إبراهيم أبو إسحاق ابن الحسن بن زيد بن الحسن السبط بن عليّ بن
____________
(1) لم يرد اسمه في المطبوع ، على أنّ المطبوع سقط منه اسمرحمه الله وعبارة المطبوع هكذا : « وولد إسحاق بن الحسن ، وهو وإسماعيل أخوان لأُمّ ، وأُمّ كلثوم لأُمّ ولد ، وهارون لأُمّ ولد أُخرى ».
بناءً على هذا ، فإسماعيل المذكور هنا أخوه لا ابنه ، ولم يذكر أحدٌ أنّ له إسماعيل ، فالساقط لعلّه : الحسن ، أو الحسين كما عند ابن طباطبا والبخاري ، والأوّل أَوْلى ، أو أنّ الواو زائدة في قوله : « وأُمّ كلثوم ».
أبي طالب رضي الله عنه.
وقال أبو نصر البخاري : ومن الناس من يثبت العقب لخمسة منهم ، هم الفروع الأُوَل ، [ وهم ] معقّبون بلا خلاف ، والخلاف في إبراهيم هل بقي عقبه؟ وفي عبـدالله هل أعقب أم لا؟
أعقب من ولده إبراهيم بن إبراهيم ، ولإبراهيم : الحسن ومحمّـد ، لهما عقب.
وهذا آخر ما لخّص في أُصول بني الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عن