البقيع ، ودفن به سنة ثمان وثلاثين ومئة ، وذلك قبل وفاة أبيه جعفر بعشر سنين ، ولجعفر شيعة يقولون بإمامته ، وهم باقون إلى الآن ، ويقال لهم : الإسماعيلية (1).
أعقب من رجلين ، وهما : محمّـد ، وعلي.
أمّا محمّـد : فهو إمام الميمونيّة وقبره ببغـداد.
كان محمّـد بن إسماعيل مع عمّـه موسى الكاظم يكتب له السرّ إلى شيعته في الآفاق ، فلمّا ورد الرشيد الحجاز ذهب (2) محمّـد بن إسماعيل
____________
(1) انظر : الإرشاد 2 | 210 ، وعمدة الطالب : 233 ، وإعلام الورى 1 | 546.
أقول : ولا زال منهم بقية ، عامّتهم بالهند وأفغانستان وأطرافه ، وهؤلاء بسبب بُعْدهم عن العلماء قالوا بذلك واستمرّوا عليه إلى يومنا هذا ، ولو كانوا مرتبطين بالمراكز العلمية لَما حصل لهم ذلك.
(2) كذا ، وفي عمدة الطالب : 233 وغيرها : سعى ؛ وهو أبلغ.
وذكر هذه القصّة أيضاً فخر الديـن الرازي في الشجرة المباركة : 101 ، والكشّي في اختيار معرفة الرجال 263 رقم 478 ترجمة هشام بن الحكم ، والكليني في الكافي 1 | 404 ح 8 في ترجمة الإمام الكاظم عليه السلام ، وابن شهرآشوب في المناقب 4 | 352 عند ذكر سبب وفاة الكاظم عليه السلام ، وابن عنبة في العمـدة..
إلاّ أنّ الصدوق في عيون أخبار الرضا 1 | 72 ضمن ح 1 ، والمفيد في الإرشاد 2 | 237 ، والطوسي في الغيبة : 27 ضمن ح 6 ، وابن شهرآشوب ـ في المناقب أيضاً 4 | 332 ـ في ترجمة الإمام الكاظم عليه السلام في فصل استجابة دعائه نسبوا القصّة إلى أخيه علي ؛ وربّما كان وجه الجمع بينهما أنّهما تعاضدا في ذلك ، على أنّ الرواية الأُولى أصحّ إسناداً.
وقد وردت روايـة عن الإمام الصادق عليه السلام أنّهما شرك شيطان. اختيار معرفة الرجال ـ للكشّي ـ : 265 ضمن ترجمة هشام بن الحكم.
أمّا في عيون أخبار الرضا 1 | 72 ح 2 : إنّ الذي سعى بالإمام الكاظم عليه السلام هو محمّـد بن جعفر أخو الكاظم عليه السلام ، وكذلك يعقوب بن داود الذي كان يرى رأي الزيدية.
[ 23 | ب ] بعمّه إلى الرشيد ، فقال : علمت أنّ في الأرض خليفتين يجبى إليهما الخراج ؛ فقال الرشيد : ويلك! أنا ومن؟! قال : وموسى بن جعفر ، وأظهر أسراره فقبض الرشيد على موسى وحبسه ، وكان سبب هلاكه ، وحظِي محمّـد بن إسماعيل عند الرشيد وخرج معه إلى العراق ومات ببغـداد.
ودعا موسى بن جعفر بدعاء استجابه الله فيه وفي أولاده ، واستمرّ موسى في صلته والإحسان إليه مع سعيه به [ و ] قال : إنّ أبي حدّثني عن أبيه ، عن جدّه ، عن النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، إنّه [ الرحم ] (1) إذا قُطعت فوُصلت ، ثمّ قُطعت فوُصلت ، ثمّ قُطعت (2) قطعها الله ، وإنّما أردت أن يقطع الله رحمه من رحمي.
أعقب من رجلين ، وهما : إسماعيل الثاني ، وجعفر الشاعر.
* أمّا إسماعيل الثاني : [ فـ ] ـعقبه من رجلين ، وهما :
أحمد ومحمّـد ، من عقبه [ أي : محمّـد ] : بنو البزّاز ، وبنو تمام ، والحسن صبنوخة (3).
و [ أمّا ] أحمد بن إسماعيل الثاني [ فمن وُلده الحسين المنتوف ، وإسماعيل الثالث.
* [ أمّا ] الحسين المنتوف ، فله : الحسن إسـبيدجامة (4) ، قال [ شيخ ]
____________
(1) عمدة الطالب : 234. وليس فيها لفظ : إنّه.
(2) وفي العمدة : فوُصلت ثمّ قطعت. أي تكرّر ثلاثاً.
(3) وفي عمدة الطالب : 238 : صبنوحة. أمّا في المجدي : 101رحمه الله صبيوخةرحمه الله وفي هامش كلا الكتابين أقوال متضاربة ، فراجع.
(4) لم يرد ذِكر « الحسن إسـبيدجامة » وأولاده في العمدة ، بل ذكره العمري في المجدي : 102 ، ولم يرد أيضاً في تهذيب الأنساب ، وهو ممّا استدركناه عليه.
الشرف العبيدلي : انتمى قوم أدعياء إلى إسبيد جامة.
* وجميع من أَولد الحسنُ بن الحسين ـ المعروف بإسبيد جامة ـ من الذكور خمسة ، وهم : أبو الطيّب محمّـد ، وأبو أحمد المحسن ، وأبو يعلى عبـدالله (1) ، وإبراهيم أبو طالب ، وعقيل (2) المدفون بالكوفة ، فمن تعلّق بغير هؤلاء فهو باطل.
* وأمّا إسماعيل (3) بن الحسين ـ ويعرف بابن معشوق ـ [ فقد ] مات سنة سبع وأربعين وثلاث مئة عن ذكور وإناث.
* وأمّا علي الأصمّ بن الحسين ، يلقّب : علوش [ فمن ذرّيّـته نسيب الملك عقيل بن علي بن محمّـد بن حمزة بن يحيى بن جعفر بن موسى بن علي بن علوش ] (4).
* وأمّا إسماعيل الثالث بن أحمد بن إسماعيل الثاني ، فأعقب من أربعة رجال ، وهم :
* أبو جعفـر محمّـد ، وله موسى المكحول ، يقال لولده : بنو المكحول.
* والحسين حماقات ، يقال لولده : بنو حماقات. [ 24 | أ ].
* وعلي حركات ، ويقال لولده : بنو حركات ، مات علي حركات بطريق مكّة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثـمئة.
* وأحمد عاقلين.
____________
(1) في المجدي : 102 : عبيـدالله.
(2) في المجدي : 102 : وإبراهيم ، وأبو طالب عقيل.
(3) أبو محمّـد نقيب دمشق ؛ المجدي : 102.
(4) عمدة الطالب : 239.
ولهم أعقاب متّصلة.
* وأمّا جعفر الشاعر بن محمّـد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ، فأعقب من :
محمّـد ـ يقال له : الحبيب ـ وعقبه : الحسن ، المعروف بالبغيض ، وعبـدالله بالمغرب ، وجعفر بالمغرب ، وإسماعيل بالمغرب (1).
وقال العمري : الملقّب بالبغيض جعفر بن الحسن بن محمّـد بن جعفر الشاعر ، وابنه محمّـد (2) يلقّب بعبس (3) ، ويقال لهم : بنو البغيض.
وقد كثر الحديث في نسب الخلفاء الّذين استولوا على مصر والمغرب قبلها ، ونفاهم العبّاسيون وكتبوا بذلك محضراً شهد فيه جلّ الأشراف ببغداد ، وانضمّ إلى ذلك ما ينسب إليهم من الإلحاد (4) وسوء الاعتقاد ، وما حكي فيهم من الطعن ؛ وهو أنّ المهدي الذي هو أوّلهم منسوب إلى أنّه ابن محمّـد بن إسماعيل [ بن جعفر ] الصادق لصلبه ؛ وزمانه لا يحتمل ذلك ، كيف (5) ؟! وقد مات محمّـد بن إسماعيل في زمن الرشيد وعمّه موسى حيّ سنة ثمانين ومئة!! [ والشريف الرضيّ الموسوي مع جلالة قدره صحّح في شعره نسبهم ، حيث يقول : ] (6)
مـا مقامي علـى الهوان وعندي * مِـقْـوَلٌ صـارمٌ وأنـفٌ حَـمِـيّ
____________
(1) كذا في تهذيب الأنساب : 173.
(2) كذا في عمدة الطالب : 234 ، والمجدي : 101 ، وكان هنا في الأصل : أحمد ؛ فصوّبناه.
(3) وفي العمدة : الملقّب بنعيش ؛ وفي المجدي : ويسمّى يعيشا.
(4) في عمدة الطالب : 235 : الأحاديث.
(5) في الأصل : كيف كذلك. ولفظ : « كيف » لم يرد في عمدة الطالب : 235.
(6) من عمدة الطالب : 235. وكان في الأصل بدلها : « شعر » فقط.
-------------------------------------------------------------------
أحمل الضيم في بلاد الأعادي (1) * وبـمصرَ الـخليفـةُ الـعـلـويّ
مَـن أبـوه أبـي ومَـن جدّه جَدّ * ي إذا ضامني البعيـد القصيّ (2)
وأوّلهم أبو محمّـد عبيـدالله المهدي ، ظهر بسجلماسة من أرض المغرب يوم الأحد سابع ذي الحجّة سنة ستّ وتسعين ومئتين ، وبنى المهدية ، وانتقل إليها في شوّال سنة سبع وثلاثـمئة ، [ و ] ملك إفريقية من أعمال المغرب.
وسيّر ولده [ نحو مصر ] فملك (3) الإسكندرية والفيُّوم وبعض أعمال الصعيد ، وإحدى الروايات في نسبه أنّه من [ جعفر بن الحسن بن ] (4) محمّـد بن جعفر [ 24 | ب ] بن محمّـد بن إسماعيل بن الصادق ، [ ثمّ ملكج بعد [ ه ] ابنه القائم أبو القاسم محمّـد ، ثمّ ابنه المنصور أبو طاهر إسماعيل ، ثمّ ابنه المعزّ أبو تميم معد ، [ ثمّ ابنه العزيز أبو منصور نزار ، ثمّ ابنه الحاكم أبو علـي المنصـور ، ثمّ ابنـه الظاهر أبو الحسـن علي ، ثمّ ابنه المستنصـر أبـو تميم معـد ] ، ثمّ ابنه المسـتعلي أبو طاهـر إسماعيل ؛ كذا قال النقيب تاج الدين..
وقيل : [ أبو ] القاسم أحمد (5) ، ثمّ ابنه الأمير أبو الحسن علي بن الأمير أبي القاسم محمّـد بن المستنصر ؛ في قول التاج..
وقيل : أبو علي منصور (6) بن أحمد بن معد ، ثمّ الحافظ أبو الميمون
____________
(1) في الديوان 2 | 576 : ألبس الذلّ في ديار...
(2) وفي الديوان : من أبوه أبي ومولاه مولاي...
(3) في الأصل : يملك.
(4) ما بين المعقوفتين من عمدة الطالب : 236.
(5) كما في سير أعلام النبلاء 15 | 196 ، وغيره.
(6) كما في السير أيضاً 15 | 197 ، وغيره.
عبـد المجيد بن أبي القاسم محمّـد بن المستنصر ، ثمّ ابنه الظافر أبو منصور إسماعيل ، ثمّ ابنه الفائز أبو القاسم عيسى ، ثمّ العاضد أبو محمّـد عبـدالله ابن أبي الحجّاج يوسف بن الحافظ [ عبـد المجيد ] ، وهو آخرهم ، قبض عليه الصلاح بن يوسف [ الأيّوبي ] سنة سـبع وسـتّين وخمسـمئة ، وأخرج المُلك عنهم ، بعد أن مَلَك هؤلاء الأربعة عشر منهم ، وكانت مدّة ملكهم منذ قيام المهدي إلى [ أن ] قُبض على العاضد مئتين وإحدى وسبعين سنة.
ومنهم : المصطفى لدين الله نزار (1) بن المستنصر بالله معد بن علي ابن الحاكم ، ومن ولده علاء الدين محمّـد (2) صاحب قلعة ألَموت ، ولهم أعقاب كثيرة واصلة.
وأمّا علي بن إسماعيل [ بن ] الصادق : فأعقب من رجلين ، وهما : محمّـد [ وإسماعيل ] ولده بالمغرب ، ومحمّـد أعقب من علي أبي الحسن [ ويعرف بأبي الجنّ ] (3) ، وهو من أبي الحسن [ الحسين وحده ] (4).
وينسب إليه بنو مفرج وبنو الزكي وبنو التقي ، ولهم عقب (5).
____________
(1) عمدة الطالب : 237 ، الكامل ـ لابن الأثير ـ 10 | 237 ، سير أعلام النبلاء 15 | 197 في ترجمة أخيه أحمد المستعلي.
(2) توفّي سنة 653 هـ. مترجم له في معجم الألقاب 2 | 351 رقم 1615 ، الكامل في التاريخ ـ لابن الأثير ـ 12 | 405 ، وقد ذكر ضمن حوادث 618 هـ ـ عند ذكر وفاة والده ـ ما هذا نصه : وفيها توفّي جلال الدين الحسن ـ إلى أن قال : ـ وولي بعده ابنه علاء الدين محمّـد ؛ وغيرها من المصادر.
(3) المجدي : 104رحمه الله قال : قالوا : يلقّب أبا الجنّ ؛ لجرأة كانت فيه.
(4) لعلّ هذا هو الصواب ؛ إذ كان في الأصل : أعقب من علي بن الحسين ، وهو من أبي الحسن.
راجع : تهذيب الأنساب : 174 ، المجدي : 104 ، الشجرة المباركة ـ للفخر الرازي ـ : 104 ، عمدة الطالب : 240 ، وغيرها.
(5) عمدة الطالب : 24
التتمّـة الثالثـة :
علي العريضـي بن جـعـفـر الـصـادق بن محمّـد البـاقـر بـن عليّ زين العابدين بن الحسـين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
ويكنّى أبا الحسن ، وهو أصغر أولاد أبيه ، مات أبوه وهو طفل.
كان عالماً كبيراً ، روى عن أخيه موسى الكاظم ، وعن ابن عمّ أبيه [ 25 | أ ] الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسـين.
عاش إلى أن أدرك الهادي [ عليّ ] بن محمّـد بن عليّ بن موسى الكاظم ، ومات في زمانه.
كان إماميّ المذهب ، يقول بإمامة ابن [ ابن ] أخيه محمّـد الجواد (1).
يحكى أنّه دخل محمّـد الجواد على علي العريضي فقام له قائماً وأجلسه في موضعه ، ولم يتكلّم حتّى قام ، فقال له صاحب مجلسه : أتفعل هذا مع أبي جعفر محمّـد وأنت عمّ أبيه؟!
فضرب بيده على لحيته وقال : إذا لم ير الله تعالى هذه الشيبة أهلاً للإمامة أراها أنا أهلاً للنار (2).
هذا آخره والله أعلم.
والعريضي أعقب أربعة رجال ، وهم : محمّـد ، وأحمد الشعراني ، والحسن ، وجعفر الأصغر (3).
____________
(1) عمدة الطالب : 241 ، وله ترجمة في عامّة كتب الرجال والأنساب.
(2) عمدة الطالب : 242 ، ورواه الكليني في الكافي 1 | 258 ح 12 باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر الثاني عليه السلام بلفظ أحسن من هذا.
(3) عمدة الطالب : 242.
( 377 )
أمّا جعفر الأصغر بن العريضـي ، فولد ثلاثة ، وهم : قاسم ، ومحمّـد ، وعلي ، قيل : لهم أعقاب (1).
وأمّا الحسن بن العريضي ، فأعقب من ابنه عبـدالله ، يلقّب بالأفوه ، ولعبـدالله : علي ، وموسى ؛ لهم عقب (2).
وأمّا أحمـد الشـعراني بن العريضـي [ فـ ] ـعقبه من ولده عبيـدالله ، ـ يعرف ولده ببني الحسنية ـ [ و ] أبي عبـدالله الحسين ، له عقب من ولده أحمـد (3).
وأمّـا محمّـد بن العريضي [ فـ ] ـيكنّى أبا عبـدالله ، وفي ولده العدد ، وهم متفرّقون في البلاد (4) ، أعقب من خمسة رجال ، وهم : أبو الحسن (5) عيسى النقيب ، وفيه العدد ، ويحيى ، والحسن ، والحسين ، وجعفـر.
ونقل العمري عن شيخ الشرف العبيدلي أنّ لعيسى النقيب أخاً اسمه عيسى أيضاً (6) ، قال : وأكثر النسّاب يمنع أن يكون لعيسى الملقّب بالكبير أخ يقال له : عيسى ؛ وإنّما سمّي [ 25 | ب ] كبيراً لأجل ابن ابنه عيسى ، المعروف بعيسى الصغير بن محمّـد بن عيسى (7).
* وأمّا عيسى النقيب بن محمّـد بن العريضي [ فقد ] قال ابن عنبة ( :
____________
(1) المجدي : 137.
(2) عمدة الطالب : 242 ، المجدي : 137.
(3) تهذيب الأنساب : 180 ، عمدة الطالب : 244.
(4) عمدة الطالب : 244 ، وما بعده لم يرد فيه.
(5) كذا في الفخري : 29 ، وفي تهذيب الأنساب : 138 : « الحسين » ؛ ولم ترد كنيته في غيرهما.
(6) المجدي : 139.
(7) المجدي : 142.
( لم يرد هذا في عمدة الطالب المطبوع ، ولعلّه موجود في نسـخته الكاملة ،
( 378 )
قد وقع لأبي المظفّر محمّـد بن الأشرف الأفطس ، في عيسى بن محمّـد العريضي غلط فاحش فظيع ، لا يقع مثله لعامّي ولا مغفّل ، نقل في بعض مشجّراته عن أبي الحسن العمري أنّه قال في المجدي : « ولد عيسى النقيب الرومي خمس بنات واثني عشر ولداً ذكوراً ، لم يعقّبوا (1) ، وإنّ المنتسبين إليه كاذبون ، فبقي بطناً عظيماً من بطون الفاطميّين ليس له غبار ولا تكلّم فيه أحد من علماء النسب ».
والعجب أنّه يدّعي أنّه قرأ كتاب المجدي على النقيب رضي الدين ولا شكّ أنّ العمـري ذكر في هذا الكتاب أنّ عيسـى الرومـي النقيب ولد اثني عشر ذكراً ولم يعقّبوا (2) ، وعدّهم [ ثمّ ] ذكر عقبهم المعقّبين من ولده ، فلا أدري كيف ذهب عليه أن يطالع ما بعد ذلك الكتاب المذكور؟!
ولأبي المظفّر في هذا الفنّ أغلاط فاحشة ، ولكن هذا هو الطامّة الكبرى ، ولعلّ بعض من لا معرفة له يقف على كلامه فيعتقد في هؤلاء القوم ما هم بريئون منه ، وأنا أذكر ما ذكره العمري ؛ ليتّضح لك غلط هذا الرجل وجزافه ، [ قال ] :
« أعقب عيسى بن محمّـد [ بن علي ] العريضي ـ وكان نقيباً ، ويقال له : الرومي ، والأزرق (3) لحمرة لونه وزرقة عينه ـ ثلاثون ولداً ، وهم :
____________
=
مـا تزال مخطـوطة.
(1) المجدي : 139.
(2) المجدي : 139.
(3) لم يرد في المجـدي : 139 نعته بالأزرق ، ولا ذكر حمرة لونه وزرقة عينه ، ولا قوله : « ثلاثون ولداً » ، وسيأتي في عقبه محمّـد الأزرق الرومي بن عيسى هذا ، فلاحظ.
بل يعرف من المجدي أنّ عيسى بن محمّـد بن عيسى بن محمّـد
( 379 )
عبـدالله (1) الأكبـر ، وعبيـدالله الأحول ، وعبيـدالله الأصغر ، وعبـدالله ، وعبـد الرحمان ، وداود ، ويحيى ، وعلي ، والعبّـاس ، ويوسف ، وحمزة ، وسليمان ، وإسماعيل ، و [ حمزة ، ] وزيد ، والقاسم ، وهارون ، ويحيى ، وعلي ، وموسى ، وإبراهيم ، وجعفر ، [ 26 | أ ] وعلي الأصغر ، وإسحاق ، والحسن والحسين ، وعيسى ، وحمزة في قول شيخ الشرف ، وعبـدالله ، وأحمد ، ومحمّـد (2).
أمّا الاثني عشر الأُوَل فلم يعقّب منهم أحد غير سليمان ، قيل : إنّ له ولداً اسمه محمّـد.
* وأمّا إسماعيل [ فـ ] ـ لم يطل ذيله.
* وأمّا حمزة الثاني [ فـ ] ـ ليس له ذِكر (3).
* وأمّا زيد [ فـ ] ـ لم يطل ذيله.
* وكذا القاسم.
* وهارون ، فإنّه دخل الروم وغاب خبره.
* ويحيى الثاني (4) ، له ولد اسمه يحيى.
* وعلي ، يكنّى أبا تراب ، وله عقب من ابنه الحسين.
____________
=
جعفر الصادق هو المعروف بالأزرق والرومي ، أمّا جدّه فيعرف بالنقيب ، ولم يذكر شيخ الشرف له لقباً غيره ، أمّا الرومي فجعله لحفيده.
ويظهر من الشجرة البماركة ـ ص 111 ـ أنّ عيسى بن محمّد بن علي العريضي يعرف بالنقيب والأكبر ، وابنه محمّد يعرف بالأزرق ، وابنه عيسى يعرف بالرومي. ونحوه في لباب أنساب 1 | 259.
(1) في المجدي : 139 : عبيـدالله.
(2) المجدي : 139 ـ 142. ونقل المصنّف هنا بتصرّف وتلخيص.
(3) في المجدي : 139 : وحمزة أعقب بنات.
(4) في المجدي : 140 : ويحيى مدني.
( 380 )
* وموسى ، كان له ولد.
* [ وإبراهيم ، أولد بالريّ.
* وجعفر ، أولد بمصر.
* وعلي الأصغر ، كان له ابن ] (1).
* وإسحاق وهو الأحنف ، له عقب.
* والحسن ، له عقب منتشر ، وشيخ الشرف العبيدلي يقول : « هو [ ابن ] عيسى بن عيسى ».
* والحسين ، له عقب.
* وعبـدالله الأصغر (2) ، أعقب ذيلاً غير طويل.
* [ وأحمد الأبح النفّاط ، له بقية ] (3).
* ومحمّـد ، له ولد اسمه عيسى يعرف بالرومي والأزرق أيضاً ، له عقـب (4).
* وعيسى بن عيسى ، قال العمري : غير معقّب ، وقال شيخه شيخ الشرف أبو الحسن محمّـد بن جعفر العبيدلي : « إنّ لعيسى الرومي عدد من الأولاد ، منهم : عيسـى بن عيسى ، ومحمّـد ، وزيد ، ويحيى ، والحسين ، والحسـن ، وإبراهيـم ، وأحمـد ، وموسـى ، وعبـدالله ، وجعفر ؛ فهـؤلاء
____________
(1) من المجدي : 140 ، مع تلخيص حسب نهج المؤلّف.
(2) في المجدي : 140 : وعبـدالله بالمدينة أعقب ذيلاً غير طويل.
أعقب من رجلين ، وهما : محمّـد ، وعلي.
أمّا محمّـد : فهو إمام الميمونيّة وقبره ببغـداد.
كان محمّـد بن إسماعيل مع عمّـه موسى الكاظم يكتب له السرّ إلى شيعته في الآفاق ، فلمّا ورد الرشيد الحجاز ذهب (2) محمّـد بن إسماعيل
____________
(1) انظر : الإرشاد 2 | 210 ، وعمدة الطالب : 233 ، وإعلام الورى 1 | 546.
أقول : ولا زال منهم بقية ، عامّتهم بالهند وأفغانستان وأطرافه ، وهؤلاء بسبب بُعْدهم عن العلماء قالوا بذلك واستمرّوا عليه إلى يومنا هذا ، ولو كانوا مرتبطين بالمراكز العلمية لَما حصل لهم ذلك.
(2) كذا ، وفي عمدة الطالب : 233 وغيرها : سعى ؛ وهو أبلغ.
وذكر هذه القصّة أيضاً فخر الديـن الرازي في الشجرة المباركة : 101 ، والكشّي في اختيار معرفة الرجال 263 رقم 478 ترجمة هشام بن الحكم ، والكليني في الكافي 1 | 404 ح 8 في ترجمة الإمام الكاظم عليه السلام ، وابن شهرآشوب في المناقب 4 | 352 عند ذكر سبب وفاة الكاظم عليه السلام ، وابن عنبة في العمـدة..
إلاّ أنّ الصدوق في عيون أخبار الرضا 1 | 72 ضمن ح 1 ، والمفيد في الإرشاد 2 | 237 ، والطوسي في الغيبة : 27 ضمن ح 6 ، وابن شهرآشوب ـ في المناقب أيضاً 4 | 332 ـ في ترجمة الإمام الكاظم عليه السلام في فصل استجابة دعائه نسبوا القصّة إلى أخيه علي ؛ وربّما كان وجه الجمع بينهما أنّهما تعاضدا في ذلك ، على أنّ الرواية الأُولى أصحّ إسناداً.
وقد وردت روايـة عن الإمام الصادق عليه السلام أنّهما شرك شيطان. اختيار معرفة الرجال ـ للكشّي ـ : 265 ضمن ترجمة هشام بن الحكم.
أمّا في عيون أخبار الرضا 1 | 72 ح 2 : إنّ الذي سعى بالإمام الكاظم عليه السلام هو محمّـد بن جعفر أخو الكاظم عليه السلام ، وكذلك يعقوب بن داود الذي كان يرى رأي الزيدية.
[ 23 | ب ] بعمّه إلى الرشيد ، فقال : علمت أنّ في الأرض خليفتين يجبى إليهما الخراج ؛ فقال الرشيد : ويلك! أنا ومن؟! قال : وموسى بن جعفر ، وأظهر أسراره فقبض الرشيد على موسى وحبسه ، وكان سبب هلاكه ، وحظِي محمّـد بن إسماعيل عند الرشيد وخرج معه إلى العراق ومات ببغـداد.
ودعا موسى بن جعفر بدعاء استجابه الله فيه وفي أولاده ، واستمرّ موسى في صلته والإحسان إليه مع سعيه به [ و ] قال : إنّ أبي حدّثني عن أبيه ، عن جدّه ، عن النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، إنّه [ الرحم ] (1) إذا قُطعت فوُصلت ، ثمّ قُطعت فوُصلت ، ثمّ قُطعت (2) قطعها الله ، وإنّما أردت أن يقطع الله رحمه من رحمي.
أعقب من رجلين ، وهما : إسماعيل الثاني ، وجعفر الشاعر.
* أمّا إسماعيل الثاني : [ فـ ] ـعقبه من رجلين ، وهما :
أحمد ومحمّـد ، من عقبه [ أي : محمّـد ] : بنو البزّاز ، وبنو تمام ، والحسن صبنوخة (3).
و [ أمّا ] أحمد بن إسماعيل الثاني [ فمن وُلده الحسين المنتوف ، وإسماعيل الثالث.
* [ أمّا ] الحسين المنتوف ، فله : الحسن إسـبيدجامة (4) ، قال [ شيخ ]
____________
(1) عمدة الطالب : 234. وليس فيها لفظ : إنّه.
(2) وفي العمدة : فوُصلت ثمّ قطعت. أي تكرّر ثلاثاً.
(3) وفي عمدة الطالب : 238 : صبنوحة. أمّا في المجدي : 101رحمه الله صبيوخةرحمه الله وفي هامش كلا الكتابين أقوال متضاربة ، فراجع.
(4) لم يرد ذِكر « الحسن إسـبيدجامة » وأولاده في العمدة ، بل ذكره العمري في المجدي : 102 ، ولم يرد أيضاً في تهذيب الأنساب ، وهو ممّا استدركناه عليه.
الشرف العبيدلي : انتمى قوم أدعياء إلى إسبيد جامة.
* وجميع من أَولد الحسنُ بن الحسين ـ المعروف بإسبيد جامة ـ من الذكور خمسة ، وهم : أبو الطيّب محمّـد ، وأبو أحمد المحسن ، وأبو يعلى عبـدالله (1) ، وإبراهيم أبو طالب ، وعقيل (2) المدفون بالكوفة ، فمن تعلّق بغير هؤلاء فهو باطل.
* وأمّا إسماعيل (3) بن الحسين ـ ويعرف بابن معشوق ـ [ فقد ] مات سنة سبع وأربعين وثلاث مئة عن ذكور وإناث.
* وأمّا علي الأصمّ بن الحسين ، يلقّب : علوش [ فمن ذرّيّـته نسيب الملك عقيل بن علي بن محمّـد بن حمزة بن يحيى بن جعفر بن موسى بن علي بن علوش ] (4).
* وأمّا إسماعيل الثالث بن أحمد بن إسماعيل الثاني ، فأعقب من أربعة رجال ، وهم :
* أبو جعفـر محمّـد ، وله موسى المكحول ، يقال لولده : بنو المكحول.
* والحسين حماقات ، يقال لولده : بنو حماقات. [ 24 | أ ].
* وعلي حركات ، ويقال لولده : بنو حركات ، مات علي حركات بطريق مكّة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثـمئة.
* وأحمد عاقلين.
____________
(1) في المجدي : 102 : عبيـدالله.
(2) في المجدي : 102 : وإبراهيم ، وأبو طالب عقيل.
(3) أبو محمّـد نقيب دمشق ؛ المجدي : 102.
(4) عمدة الطالب : 239.
ولهم أعقاب متّصلة.
* وأمّا جعفر الشاعر بن محمّـد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ، فأعقب من :
محمّـد ـ يقال له : الحبيب ـ وعقبه : الحسن ، المعروف بالبغيض ، وعبـدالله بالمغرب ، وجعفر بالمغرب ، وإسماعيل بالمغرب (1).
وقال العمري : الملقّب بالبغيض جعفر بن الحسن بن محمّـد بن جعفر الشاعر ، وابنه محمّـد (2) يلقّب بعبس (3) ، ويقال لهم : بنو البغيض.
وقد كثر الحديث في نسب الخلفاء الّذين استولوا على مصر والمغرب قبلها ، ونفاهم العبّاسيون وكتبوا بذلك محضراً شهد فيه جلّ الأشراف ببغداد ، وانضمّ إلى ذلك ما ينسب إليهم من الإلحاد (4) وسوء الاعتقاد ، وما حكي فيهم من الطعن ؛ وهو أنّ المهدي الذي هو أوّلهم منسوب إلى أنّه ابن محمّـد بن إسماعيل [ بن جعفر ] الصادق لصلبه ؛ وزمانه لا يحتمل ذلك ، كيف (5) ؟! وقد مات محمّـد بن إسماعيل في زمن الرشيد وعمّه موسى حيّ سنة ثمانين ومئة!! [ والشريف الرضيّ الموسوي مع جلالة قدره صحّح في شعره نسبهم ، حيث يقول : ] (6)
مـا مقامي علـى الهوان وعندي * مِـقْـوَلٌ صـارمٌ وأنـفٌ حَـمِـيّ
____________
(1) كذا في تهذيب الأنساب : 173.
(2) كذا في عمدة الطالب : 234 ، والمجدي : 101 ، وكان هنا في الأصل : أحمد ؛ فصوّبناه.
(3) وفي العمدة : الملقّب بنعيش ؛ وفي المجدي : ويسمّى يعيشا.
(4) في عمدة الطالب : 235 : الأحاديث.
(5) في الأصل : كيف كذلك. ولفظ : « كيف » لم يرد في عمدة الطالب : 235.
(6) من عمدة الطالب : 235. وكان في الأصل بدلها : « شعر » فقط.
-------------------------------------------------------------------
أحمل الضيم في بلاد الأعادي (1) * وبـمصرَ الـخليفـةُ الـعـلـويّ
مَـن أبـوه أبـي ومَـن جدّه جَدّ * ي إذا ضامني البعيـد القصيّ (2)
وأوّلهم أبو محمّـد عبيـدالله المهدي ، ظهر بسجلماسة من أرض المغرب يوم الأحد سابع ذي الحجّة سنة ستّ وتسعين ومئتين ، وبنى المهدية ، وانتقل إليها في شوّال سنة سبع وثلاثـمئة ، [ و ] ملك إفريقية من أعمال المغرب.
وسيّر ولده [ نحو مصر ] فملك (3) الإسكندرية والفيُّوم وبعض أعمال الصعيد ، وإحدى الروايات في نسبه أنّه من [ جعفر بن الحسن بن ] (4) محمّـد بن جعفر [ 24 | ب ] بن محمّـد بن إسماعيل بن الصادق ، [ ثمّ ملكج بعد [ ه ] ابنه القائم أبو القاسم محمّـد ، ثمّ ابنه المنصور أبو طاهر إسماعيل ، ثمّ ابنه المعزّ أبو تميم معد ، [ ثمّ ابنه العزيز أبو منصور نزار ، ثمّ ابنه الحاكم أبو علـي المنصـور ، ثمّ ابنـه الظاهر أبو الحسـن علي ، ثمّ ابنه المستنصـر أبـو تميم معـد ] ، ثمّ ابنه المسـتعلي أبو طاهـر إسماعيل ؛ كذا قال النقيب تاج الدين..
وقيل : [ أبو ] القاسم أحمد (5) ، ثمّ ابنه الأمير أبو الحسن علي بن الأمير أبي القاسم محمّـد بن المستنصر ؛ في قول التاج..
وقيل : أبو علي منصور (6) بن أحمد بن معد ، ثمّ الحافظ أبو الميمون
____________
(1) في الديوان 2 | 576 : ألبس الذلّ في ديار...
(2) وفي الديوان : من أبوه أبي ومولاه مولاي...
(3) في الأصل : يملك.
(4) ما بين المعقوفتين من عمدة الطالب : 236.
(5) كما في سير أعلام النبلاء 15 | 196 ، وغيره.
(6) كما في السير أيضاً 15 | 197 ، وغيره.
عبـد المجيد بن أبي القاسم محمّـد بن المستنصر ، ثمّ ابنه الظافر أبو منصور إسماعيل ، ثمّ ابنه الفائز أبو القاسم عيسى ، ثمّ العاضد أبو محمّـد عبـدالله ابن أبي الحجّاج يوسف بن الحافظ [ عبـد المجيد ] ، وهو آخرهم ، قبض عليه الصلاح بن يوسف [ الأيّوبي ] سنة سـبع وسـتّين وخمسـمئة ، وأخرج المُلك عنهم ، بعد أن مَلَك هؤلاء الأربعة عشر منهم ، وكانت مدّة ملكهم منذ قيام المهدي إلى [ أن ] قُبض على العاضد مئتين وإحدى وسبعين سنة.
ومنهم : المصطفى لدين الله نزار (1) بن المستنصر بالله معد بن علي ابن الحاكم ، ومن ولده علاء الدين محمّـد (2) صاحب قلعة ألَموت ، ولهم أعقاب كثيرة واصلة.
وأمّا علي بن إسماعيل [ بن ] الصادق : فأعقب من رجلين ، وهما : محمّـد [ وإسماعيل ] ولده بالمغرب ، ومحمّـد أعقب من علي أبي الحسن [ ويعرف بأبي الجنّ ] (3) ، وهو من أبي الحسن [ الحسين وحده ] (4).
وينسب إليه بنو مفرج وبنو الزكي وبنو التقي ، ولهم عقب (5).
____________
(1) عمدة الطالب : 237 ، الكامل ـ لابن الأثير ـ 10 | 237 ، سير أعلام النبلاء 15 | 197 في ترجمة أخيه أحمد المستعلي.
(2) توفّي سنة 653 هـ. مترجم له في معجم الألقاب 2 | 351 رقم 1615 ، الكامل في التاريخ ـ لابن الأثير ـ 12 | 405 ، وقد ذكر ضمن حوادث 618 هـ ـ عند ذكر وفاة والده ـ ما هذا نصه : وفيها توفّي جلال الدين الحسن ـ إلى أن قال : ـ وولي بعده ابنه علاء الدين محمّـد ؛ وغيرها من المصادر.
(3) المجدي : 104رحمه الله قال : قالوا : يلقّب أبا الجنّ ؛ لجرأة كانت فيه.
(4) لعلّ هذا هو الصواب ؛ إذ كان في الأصل : أعقب من علي بن الحسين ، وهو من أبي الحسن.
راجع : تهذيب الأنساب : 174 ، المجدي : 104 ، الشجرة المباركة ـ للفخر الرازي ـ : 104 ، عمدة الطالب : 240 ، وغيرها.
(5) عمدة الطالب : 24
التتمّـة الثالثـة :
علي العريضـي بن جـعـفـر الـصـادق بن محمّـد البـاقـر بـن عليّ زين العابدين بن الحسـين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
ويكنّى أبا الحسن ، وهو أصغر أولاد أبيه ، مات أبوه وهو طفل.
كان عالماً كبيراً ، روى عن أخيه موسى الكاظم ، وعن ابن عمّ أبيه [ 25 | أ ] الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسـين.
عاش إلى أن أدرك الهادي [ عليّ ] بن محمّـد بن عليّ بن موسى الكاظم ، ومات في زمانه.
كان إماميّ المذهب ، يقول بإمامة ابن [ ابن ] أخيه محمّـد الجواد (1).
يحكى أنّه دخل محمّـد الجواد على علي العريضي فقام له قائماً وأجلسه في موضعه ، ولم يتكلّم حتّى قام ، فقال له صاحب مجلسه : أتفعل هذا مع أبي جعفر محمّـد وأنت عمّ أبيه؟!
فضرب بيده على لحيته وقال : إذا لم ير الله تعالى هذه الشيبة أهلاً للإمامة أراها أنا أهلاً للنار (2).
هذا آخره والله أعلم.
والعريضي أعقب أربعة رجال ، وهم : محمّـد ، وأحمد الشعراني ، والحسن ، وجعفر الأصغر (3).
____________
(1) عمدة الطالب : 241 ، وله ترجمة في عامّة كتب الرجال والأنساب.
(2) عمدة الطالب : 242 ، ورواه الكليني في الكافي 1 | 258 ح 12 باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر الثاني عليه السلام بلفظ أحسن من هذا.
(3) عمدة الطالب : 242.
( 377 )
أمّا جعفر الأصغر بن العريضـي ، فولد ثلاثة ، وهم : قاسم ، ومحمّـد ، وعلي ، قيل : لهم أعقاب (1).
وأمّا الحسن بن العريضي ، فأعقب من ابنه عبـدالله ، يلقّب بالأفوه ، ولعبـدالله : علي ، وموسى ؛ لهم عقب (2).
وأمّا أحمـد الشـعراني بن العريضـي [ فـ ] ـعقبه من ولده عبيـدالله ، ـ يعرف ولده ببني الحسنية ـ [ و ] أبي عبـدالله الحسين ، له عقب من ولده أحمـد (3).
وأمّـا محمّـد بن العريضي [ فـ ] ـيكنّى أبا عبـدالله ، وفي ولده العدد ، وهم متفرّقون في البلاد (4) ، أعقب من خمسة رجال ، وهم : أبو الحسن (5) عيسى النقيب ، وفيه العدد ، ويحيى ، والحسن ، والحسين ، وجعفـر.
ونقل العمري عن شيخ الشرف العبيدلي أنّ لعيسى النقيب أخاً اسمه عيسى أيضاً (6) ، قال : وأكثر النسّاب يمنع أن يكون لعيسى الملقّب بالكبير أخ يقال له : عيسى ؛ وإنّما سمّي [ 25 | ب ] كبيراً لأجل ابن ابنه عيسى ، المعروف بعيسى الصغير بن محمّـد بن عيسى (7).
* وأمّا عيسى النقيب بن محمّـد بن العريضي [ فقد ] قال ابن عنبة ( :
____________
(1) المجدي : 137.
(2) عمدة الطالب : 242 ، المجدي : 137.
(3) تهذيب الأنساب : 180 ، عمدة الطالب : 244.
(4) عمدة الطالب : 244 ، وما بعده لم يرد فيه.
(5) كذا في الفخري : 29 ، وفي تهذيب الأنساب : 138 : « الحسين » ؛ ولم ترد كنيته في غيرهما.
(6) المجدي : 139.
(7) المجدي : 142.
( لم يرد هذا في عمدة الطالب المطبوع ، ولعلّه موجود في نسـخته الكاملة ،
( 378 )
قد وقع لأبي المظفّر محمّـد بن الأشرف الأفطس ، في عيسى بن محمّـد العريضي غلط فاحش فظيع ، لا يقع مثله لعامّي ولا مغفّل ، نقل في بعض مشجّراته عن أبي الحسن العمري أنّه قال في المجدي : « ولد عيسى النقيب الرومي خمس بنات واثني عشر ولداً ذكوراً ، لم يعقّبوا (1) ، وإنّ المنتسبين إليه كاذبون ، فبقي بطناً عظيماً من بطون الفاطميّين ليس له غبار ولا تكلّم فيه أحد من علماء النسب ».
والعجب أنّه يدّعي أنّه قرأ كتاب المجدي على النقيب رضي الدين ولا شكّ أنّ العمـري ذكر في هذا الكتاب أنّ عيسـى الرومـي النقيب ولد اثني عشر ذكراً ولم يعقّبوا (2) ، وعدّهم [ ثمّ ] ذكر عقبهم المعقّبين من ولده ، فلا أدري كيف ذهب عليه أن يطالع ما بعد ذلك الكتاب المذكور؟!
ولأبي المظفّر في هذا الفنّ أغلاط فاحشة ، ولكن هذا هو الطامّة الكبرى ، ولعلّ بعض من لا معرفة له يقف على كلامه فيعتقد في هؤلاء القوم ما هم بريئون منه ، وأنا أذكر ما ذكره العمري ؛ ليتّضح لك غلط هذا الرجل وجزافه ، [ قال ] :
« أعقب عيسى بن محمّـد [ بن علي ] العريضي ـ وكان نقيباً ، ويقال له : الرومي ، والأزرق (3) لحمرة لونه وزرقة عينه ـ ثلاثون ولداً ، وهم :
____________
=
مـا تزال مخطـوطة.
(1) المجدي : 139.
(2) المجدي : 139.
(3) لم يرد في المجـدي : 139 نعته بالأزرق ، ولا ذكر حمرة لونه وزرقة عينه ، ولا قوله : « ثلاثون ولداً » ، وسيأتي في عقبه محمّـد الأزرق الرومي بن عيسى هذا ، فلاحظ.
بل يعرف من المجدي أنّ عيسى بن محمّـد بن عيسى بن محمّـد
( 379 )
عبـدالله (1) الأكبـر ، وعبيـدالله الأحول ، وعبيـدالله الأصغر ، وعبـدالله ، وعبـد الرحمان ، وداود ، ويحيى ، وعلي ، والعبّـاس ، ويوسف ، وحمزة ، وسليمان ، وإسماعيل ، و [ حمزة ، ] وزيد ، والقاسم ، وهارون ، ويحيى ، وعلي ، وموسى ، وإبراهيم ، وجعفر ، [ 26 | أ ] وعلي الأصغر ، وإسحاق ، والحسن والحسين ، وعيسى ، وحمزة في قول شيخ الشرف ، وعبـدالله ، وأحمد ، ومحمّـد (2).
أمّا الاثني عشر الأُوَل فلم يعقّب منهم أحد غير سليمان ، قيل : إنّ له ولداً اسمه محمّـد.
* وأمّا إسماعيل [ فـ ] ـ لم يطل ذيله.
* وأمّا حمزة الثاني [ فـ ] ـ ليس له ذِكر (3).
* وأمّا زيد [ فـ ] ـ لم يطل ذيله.
* وكذا القاسم.
* وهارون ، فإنّه دخل الروم وغاب خبره.
* ويحيى الثاني (4) ، له ولد اسمه يحيى.
* وعلي ، يكنّى أبا تراب ، وله عقب من ابنه الحسين.
____________
=
جعفر الصادق هو المعروف بالأزرق والرومي ، أمّا جدّه فيعرف بالنقيب ، ولم يذكر شيخ الشرف له لقباً غيره ، أمّا الرومي فجعله لحفيده.
ويظهر من الشجرة البماركة ـ ص 111 ـ أنّ عيسى بن محمّد بن علي العريضي يعرف بالنقيب والأكبر ، وابنه محمّد يعرف بالأزرق ، وابنه عيسى يعرف بالرومي. ونحوه في لباب أنساب 1 | 259.
(1) في المجدي : 139 : عبيـدالله.
(2) المجدي : 139 ـ 142. ونقل المصنّف هنا بتصرّف وتلخيص.
(3) في المجدي : 139 : وحمزة أعقب بنات.
(4) في المجدي : 140 : ويحيى مدني.
( 380 )
* وموسى ، كان له ولد.
* [ وإبراهيم ، أولد بالريّ.
* وجعفر ، أولد بمصر.
* وعلي الأصغر ، كان له ابن ] (1).
* وإسحاق وهو الأحنف ، له عقب.
* والحسن ، له عقب منتشر ، وشيخ الشرف العبيدلي يقول : « هو [ ابن ] عيسى بن عيسى ».
* والحسين ، له عقب.
* وعبـدالله الأصغر (2) ، أعقب ذيلاً غير طويل.
* [ وأحمد الأبح النفّاط ، له بقية ] (3).
* ومحمّـد ، له ولد اسمه عيسى يعرف بالرومي والأزرق أيضاً ، له عقـب (4).
* وعيسى بن عيسى ، قال العمري : غير معقّب ، وقال شيخه شيخ الشرف أبو الحسن محمّـد بن جعفر العبيدلي : « إنّ لعيسى الرومي عدد من الأولاد ، منهم : عيسـى بن عيسى ، ومحمّـد ، وزيد ، ويحيى ، والحسين ، والحسـن ، وإبراهيـم ، وأحمـد ، وموسـى ، وعبـدالله ، وجعفر ؛ فهـؤلاء
____________
(1) من المجدي : 140 ، مع تلخيص حسب نهج المؤلّف.
(2) في المجدي : 140 : وعبـدالله بالمدينة أعقب ذيلاً غير طويل.