يكنّى أبا الحسن ، ولم يكن في الطالبيّـين مثله ، بايع له المأمون بولاية العهد ، وضرب اسمه على الدنانير ، وخطب له على المنابر.
وُلد بالمدينة الشريفة سنة إحدى وخمسين ، وقيل : سنة ثلاث وخمسين (1) ، وقيل : سنة ثمان وأربعين ومئة (2).
ألقابه : الصابر ، والزكي ، والولي ، وأشهرها : الرضا (3).
صفته : معتدل القامة (4).
معاصره : [ الرشيد ، و ] الأمين ، والمأمون (5).
عمره : خمس وخمسون سنة ، منها مدّة إمامته عشرون سنة ، كان أوّلها في ملك الرشيد ، وملك بعده محمّـد الأمين ثلاث سنين وخمسة وعشرين يوماً.
ثمّ خُلع الأمين ، وجلس مكانه عمّه إبراهيم بن المهدي ، المعروف بابن شكلة أربعة عشر يوماً.
ثمّ أُخرج محمّـد الأمين ثانية وبويع له ، وبقي سنة وسبعة أشهر ، قتله طاهر بن الحسين.
ثمّ ملك بعده المأمون عبـدالله بن هارون أخوه عشرين سنة.
واستشهد الرضا في أيّامه مسموماً ، توفّي في آخر شهر صفر سنة
____________
(1) لإحدى عشر ليلة خلت من ذي القعدة. الفصول المهمّة : 244 ، وعيون أخبار الرضا عليه السلام 1 | 18 ح 1 ، لباب الأنساب 1 | 394 ، مروج الذهب 3 | 441.
(2) الفصول المهمّة : 244 ، إعلام الورى 2 | 40 ، الإرشاد ـ للشيخ المفيد ـ 2 | 247 ، الكامل في التاريخ 6 | 351.
(3) كذا في الفصول المهمّة : 244.
(4) كذا في الفصول المهمّة : 244.
(5) كذا في الفصول المهمّة : 244.
ثلاث ومئتين (1) ، [ 81 | ب ] دُفن في قرية بطوس ، يقال لها : سناباد (2) إلى جانب قبر الرشيد.
أولاده : خمسة ، والله أعلم ، والعقب منه في ابنه :
محمّـد الجـواد :
وهو الإمام محمّـد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّـد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسـين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
وهو الإمام بعد أبيه ، وتاسع الأئمّة الكرام.
وُلد بالمدينة المنوّرة في النصف من رمضان (3) ، وقيل : تاسع عشر [ منه ] سنة خمس وتسعين ومئة من الهجرة.
كـنيته : أبو جعفر.
ألقابه : القانع ، والمرتضى ، وأشهرها : الجواد.
صفته : أبيض اللون ، معتدل القامة.
معاصره : المأمون ، والمعتصم (4).
عمره : خمس وعشرون سنة وأشهر.
____________
(1) وقيل : توفّي عليه السلام في ذي القعدة أو ذي الحجّة. عمدة الطالب : 198.
وقيل : توفّي عليه السلام في رمضان لسبع بقين منه يوم الجمعة. إعلام الورى 2 | 41.
وقيل : توفّي عليه السلام سنة 202. مواليد الأئمّة : 5.
(2) في الأصل والفصول المهمّة : 264 : استياد.
(3) وقيل : في العاشر من رجب. مصباح المتهجّد : 805 ، إعلام الورى 2 | 91.
(4) الفصول المهمّة : 266 ، وما قبل هذا وما بعده مأخوذ منه أيضاً.
مات ببغـداد يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي الحجّـة (1) ـ وقيل : لستٍّ ـ سنة عشرين ومئتين (2) ، وقيل : لليليتن بقيتا من المحرّم ، وقيل : سنة تسع عشرة ومئتين (3) ، والله أعلم.
كانت مدّة إمامته سبع عشرة سنة ، أوائلها في بقية ملك المأمون ، وآخرها في مدّة ملك المعتصم.
مات مسموماً شهيداً ، دُفن في مقابر قريش إلى جانب جدّه موسى الكاظم.
أولاده : أربعة لا غير ، أعقب من رجلين ، وهما : عليّ الهادي وموسى المبرقع.
أمّا علي الهادي :
ابن محمّـد الجـواد بن عليّ الرضـا بن موسى الكاظم بن [ 19 | أ ] جعفـر الصادق بن محمّـد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسـين بن الإمام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم.
أُمّـه أُمّ ولد.
وهو الإمام بعد أبيه ، وهو عاشر الأئمّة الكرام.
____________
(1) وقيل : توفّي آخر ذي القعدة يوم السبت. إعلام الورى 2 | 91 ، الإرشاد 2 | 273.
(2) الكامل في التاريخ 6 | 455. حوادث سنة 220 هـ.
(3) مروج الذهب 3 | 464.
كذا في الأصل ؛ وفي الفصول المهمّة : 275 ـ وهو مصدر المصنّف ـ بعد ذِكر إشخاص المعتصم إيّاه من المدينة إلى بغداد ، قال : فقدم بغداد مع زوجته بنت المأمون لليلتين بقيتا من المحرّم سنة عشرين ومئتين ، وتوفّي بها في آخر ذي القعدة الحرام ، وقيل : توفّي بها يوم الثلاثاء لستٍّ خلون من ذي الحجّة من السنة المذكورة.
وفي عمدة الطالب : 198 : توفّي الإمام الجواد عليه السلام في ذي الحجّة سنة 220 هـ.
وُلد بالمدينة المنوّرة في شهر رجب سنة أربع عشرة ومئتين (1).
كـنيته : أبو الحسـن.
ألقابه : المتوكّل ، والناصح ، والمرتضى ، والفقيه ، والأمين ، و [ النقي ، و ] الطيب ، وأشهرها : الهادي ، ويقال له : العسكري ، لمقامه بسرّ من رأى ، وكانت تسمّى « العسكر » ، أشخصه إليها المتوكّل ، فأقام بها إلى أن توفّي.
صفـته : أسمر اللون.
معاصره : المعزّ ، والمستنصر (2).
عمره : أربعون سنة ، كانت مدّة إمامته ثلاثاً وثلاثين سنة.
كان أوائل إمامته في بقية ملك المعتصم ، ثمّ ملك الواثق خمس سنين وتسعة أشهر ، ثمّ ملك المتوكّل أربع عشرة سنة وتسعة أشهر ، ثمّ ملك بعده ابنه المنتصر ستّة أشهر ، ثمّ ملك المستعين ابن أخي المتوكّل ـ ولم يكن أبوه خليفة ـ ثلاث سنين وتسعة أشهر ، ثمّ ملك المعتزّ ـ وهو الزبير بن المتوكّل ـ ، ثمّ إنّه استشهد في آخر ملكه.
مات مسموماً بسرّ من رأى ، يوم الاثنين لخمس ليال بقين من شهر جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومئتين ، دُفن في داره بسرّ من رأى (3).
____________
(1) الفصول المهمّة : 277رحمه الله وفي الإرشاد 2 | 297 ، وإعلام الورى 2 | 109 : في النصف من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة ومئتين ، وفي رواية ابن عيّاش : يوم الثلاثاء الخامس من رجب ، أمّا في مصباح المتهجّد : 767 ، قال : وروي أن يوم السابع والعشرين من ذي الحجّة ولد فيه علي بن محمّـد العسكري عليه السلام.
(2) كذا في الأصل ، وسيأتي قريباً ما يناقضه ؛ وفي مصدر المصنّف ـ أعني : الفصول المهمّـة : 278 ـ : معاصره : الواثق ، ثمّ المتوكّل أخوه ، ثمّ ابنه المنتصر ، ثمّ المستعين ابن أخي المتوكّل ؛ وهو الصواب.
(3) المجدي : 130 ، الفصول المهمّة : 283 ، عمدة الطالب : 198. أمّا في الإرشاد 2 | 297 ، وإعلام الورى 2 | 109 : أنّه عليه السلام توفّي في رجب.
أولاده : أربعة ، أعقب من ثلاثة ، وهم :
أبو محمّـد الحسـن ، وأبو جعفر محمّـد ، وأبو عبـدالله جعفر [ 19 | ب ].
أمّـا أبو محمّـد الحسـن الخالص :
[ فـ ] ـهو الإمام الحسـن العسكري بن عليّ الهادي بن محمّـد الجواد ابن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّـد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسـين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
وهو الإمام بعد أبيه ، وحادي عشر الأئمّة الكرام.
وأُمّه أُمّ ولد.
كنيـته : أبو محمّـد.
ألقابـه : الخالص ، والسراج ، وأشهرها : العسكري.
وُلد بالمدينة لثمان خلون من شهر ربيع الآخر لسنة اثنتين ـ وقيل (1) : إحدى ـ وثلاثين ومئتين من الهجرة (2).
صفتـه : بين السمرة والبياض.
معاصـره : المعتزّ ، والمهتدي ، والمعتمد (3).
عمـره : ثمان وعشرون سنة ، وكانت مدّة خلافته سـتّ سنوات ،
____________
(1) مواليد الأئمّة : 6.
(2) الإرشاد 2 | 313 ، إعلام الورى 2 | 131 ، الفصول المهمّة : 284. أمّا مصباح المتهجّد : 297 ، قال : ولد عليه السلام في العاشر من ربيع الآخرة.
(3) الفصول المهمّة : 284 ـ 285.
وكانت أوائل إمامته في بقية ملك المعتزّ ابن المتوكّل ، ثمّ ملك المهتدي بن الواثق أحد عشر شهراً ، ثمّ ملك المعتمد على الله [ أحمد ] بن المتوكّل ثلاثاً وعشرين سنة ، مات في أوائل ملكه مسموماً ، في يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأوّل لسنة سـتّين ومئتين.
دُفن عند قبر أبيه الهادي (1).
أعقب من ولده محمّـد وحده ، وهو :
الإمام محمّـد المهـديّ :
ابن الحسـن العسكري بن عليّ الهادي بن محمّـد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق [ 20 | أ ] بن محمّـد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسـين بن الإمام عليّ بن أبي طالب رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
وُلد يوم الجمعة منتصف شهر شعبان المعظّم لسنة خمس وخمسين ومئتين (2) ، وقيل : تاسع عشر ربيع الآخر لسنة ثلاث وخمسين ومئتين ، وقيل : ثامن شعبان سنة سـتّ وخمسين [ ومئتين ] (3) ، وهو الأصـحّ.
كـنيته : أبو القاسم.
ألقابه : الحجّة ، والخلف الصالح ، والقائم ، والمنتظَر ، وصاحب الزمان ، وأشهرها : المهديّ.
____________
(1) الفصول المهمّة : 289 ـ 290 ، الإرشاد 2 | 313 وص 336 ، إعلام الورى 2 | 131 ؛ أمّا في عمدة الطالب : 198 ، قال : توفّي عليه السلام في ربيع الأوّل أو في جمادى الأُولى ، ومصباح المتهجّد : 791 ، قال : إنّه عليه السلام توفّي في الأوّل من ربيع الأوّل.
(2) وعليه المشهور والجمهور ، ولم يرد في الفصول المهمّة : 292 غير هذا القول.
(3) الغيبة ـ للطوسي ـ : 321 ح 198.
صفته : شاب مربوع القامة ، حسن الوجه والشعر ، أقنى الأنف ، أجلى الجبهة (1).
ولمّا تُوفّي أبوه كان عمره خمس سنوات (2) ، والشيعة يقولون : إنّه دخل السرداب في دار أبيه ، وأُمّه تنظر إليه ، فلم يعد يخرج لها ، وذلك في سنة خمس وستّين ومئتين ، وعمره يومئذ تسع سنين.
وقيل : إنّه لمّا دخل السرداب كان عمره أربع سنين ، وقيل : خمس [ سنين ] ، وقيل : إنّه دخـل (3) السرداب سنة خمس وسبعين ومئتين (4) ، وعمره سبع عشرة سنة ، وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان من السرداب بسرّ من رأى (5) ، وأقاويلهم فيه كثيرة ، والله تعالى أعلم.
* وأمّا أبو جعفر محمّـد بن عليّ الهادي ، فقال أبو الحسن العمري (6) … : أراد النهضة إلى الحجاز ، فسافر في حياة أخيه الحسن العسكري (7) ، حتّى بلغ « بلداً » وهي قرية فوق الموصل ( بسبعة فراسخ ،
____________
(1) هذا وما قبله تجده في الفصول المهمّة : 292 و 293 ، أمّا ما بعده فلم أعرف من أين أخذه؟!
(2) الفصول المهمّة : 291 ، إعلام الورى 2 | 214.
(3) في الأصل : إنّه لمّـا دخـل.
(4) وقيل : غاب سنة 276 هـ. وقد نقل هذا القول صاحب الفصول المهمّة : 293.
(5) بل ينتظرون خروجه من مكّة المكرّمة ، فيقطع الله به دابر الكفر والإلحاد والنفاق والظلم ، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما عليه أخبارهم وأفكارهم من قبل غَيبته وإلى اليوم ، وكتبهم وآثارهم شواهد صدق على هذا المدّعى ، فدع عنك ما يقوله الأباعد عنهم ، ويردّده من لا بصيرة له من الغرباء عن مذهب أهل البيت عليهم السلام.
(6) المجدي : 130.
(7) لفظتا : « الحسن العسكري » لم تردا في الأصل ، وينبغي أن يكون الصواب : في حياة أبيه ؛ لأنّه مات في حياة أبيه ، كما علّق عليه محقّق المجدي.
( بل دون الموصل.
فمات بالسواد ، وقبره هناك عليه مشهد ويزار (1).
* وأمّا أبو عبـدالله جعفر بن عليّ الهادي ، يدعى : أبا كرينرحمه الله لأنّه أولد مئة وعشرين ولداً ، ذكوراً وإناثاً ، مات سنة إحدى وسبعين ومئتين [ 20 | ب ] وله خمس وأربعون سنة ، دُفن في دار أبيه (2).
يلقّب جعفر هذا بـ : زقّ الخمر ؛ لأنّه كان يشربه ظاهراً ، وتُحمل الشموع بين يديه بالنهار (3) ، ونادم المتوكّل ، يريد بمنادمته الغضّ من أخيه الحسـن العسكري ، وتسمّيه الإمامية : الكذّاب (4) ؛ لأنّه ادّعى الميراث من أخيه الحسـن العسكري ، وأنكر أن يكون له ولد ، لا لطعن في نسبه.
ويحكى أنّه فارق ما كان عليه ، وتاب ورجع ، وينسب إليه محاسن كثيرة ، وإنّ قوماً من الشيعة ادّعوا فيه الإمامة وفي بعض ولده بعده.
وعمل شيخ الشرف برسالة سمّاها : الرضوية ، في نصرة جعفر بن عليّ ، ويقال لوُلده : الرضويّون (5).
أعقب من جماعة كثيرة ، أعقب من ستّة منهم ، ما بين مقلّ ومكثر ، وهم : إسماعيل حريفا ، وطاهر ، ويحيى الصوفي ، وهارون ، وعلي ، وإدريـس (6).
____________
(1) وما يزال إلى يومنا هذا يعدّ من المزارات المهمّة المعروفة في العراق ، وله هيبة وجلالة عند الناس ، يُقسمون عند قبره ويحلفون به ، وهو بين بغداد وسامرّاء ، ويعرف بـ : « السـيّد محمّـد » و « سبع الدجيل » نسبة إلى مدينة « الدجيل » القريبة من المرقد المطهَّر.
(2) المجدي : 134 ، عمدة الطالب : 199.
(3) المجدي : 131.
(4) عمدة الطالب : 199.
(5) المجدي : 135 وص 136.
(6) عمدة الطالب : 199 وص 200.
وُلد بالمدينة الشريفة سنة إحدى وخمسين ، وقيل : سنة ثلاث وخمسين (1) ، وقيل : سنة ثمان وأربعين ومئة (2).
ألقابه : الصابر ، والزكي ، والولي ، وأشهرها : الرضا (3).
صفته : معتدل القامة (4).
معاصره : [ الرشيد ، و ] الأمين ، والمأمون (5).
عمره : خمس وخمسون سنة ، منها مدّة إمامته عشرون سنة ، كان أوّلها في ملك الرشيد ، وملك بعده محمّـد الأمين ثلاث سنين وخمسة وعشرين يوماً.
ثمّ خُلع الأمين ، وجلس مكانه عمّه إبراهيم بن المهدي ، المعروف بابن شكلة أربعة عشر يوماً.
ثمّ أُخرج محمّـد الأمين ثانية وبويع له ، وبقي سنة وسبعة أشهر ، قتله طاهر بن الحسين.
ثمّ ملك بعده المأمون عبـدالله بن هارون أخوه عشرين سنة.
واستشهد الرضا في أيّامه مسموماً ، توفّي في آخر شهر صفر سنة
____________
(1) لإحدى عشر ليلة خلت من ذي القعدة. الفصول المهمّة : 244 ، وعيون أخبار الرضا عليه السلام 1 | 18 ح 1 ، لباب الأنساب 1 | 394 ، مروج الذهب 3 | 441.
(2) الفصول المهمّة : 244 ، إعلام الورى 2 | 40 ، الإرشاد ـ للشيخ المفيد ـ 2 | 247 ، الكامل في التاريخ 6 | 351.
(3) كذا في الفصول المهمّة : 244.
(4) كذا في الفصول المهمّة : 244.
(5) كذا في الفصول المهمّة : 244.
ثلاث ومئتين (1) ، [ 81 | ب ] دُفن في قرية بطوس ، يقال لها : سناباد (2) إلى جانب قبر الرشيد.
أولاده : خمسة ، والله أعلم ، والعقب منه في ابنه :
محمّـد الجـواد :
وهو الإمام محمّـد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّـد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسـين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
وهو الإمام بعد أبيه ، وتاسع الأئمّة الكرام.
وُلد بالمدينة المنوّرة في النصف من رمضان (3) ، وقيل : تاسع عشر [ منه ] سنة خمس وتسعين ومئة من الهجرة.
كـنيته : أبو جعفر.
ألقابه : القانع ، والمرتضى ، وأشهرها : الجواد.
صفته : أبيض اللون ، معتدل القامة.
معاصره : المأمون ، والمعتصم (4).
عمره : خمس وعشرون سنة وأشهر.
____________
(1) وقيل : توفّي عليه السلام في ذي القعدة أو ذي الحجّة. عمدة الطالب : 198.
وقيل : توفّي عليه السلام في رمضان لسبع بقين منه يوم الجمعة. إعلام الورى 2 | 41.
وقيل : توفّي عليه السلام سنة 202. مواليد الأئمّة : 5.
(2) في الأصل والفصول المهمّة : 264 : استياد.
(3) وقيل : في العاشر من رجب. مصباح المتهجّد : 805 ، إعلام الورى 2 | 91.
(4) الفصول المهمّة : 266 ، وما قبل هذا وما بعده مأخوذ منه أيضاً.
مات ببغـداد يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي الحجّـة (1) ـ وقيل : لستٍّ ـ سنة عشرين ومئتين (2) ، وقيل : لليليتن بقيتا من المحرّم ، وقيل : سنة تسع عشرة ومئتين (3) ، والله أعلم.
كانت مدّة إمامته سبع عشرة سنة ، أوائلها في بقية ملك المأمون ، وآخرها في مدّة ملك المعتصم.
مات مسموماً شهيداً ، دُفن في مقابر قريش إلى جانب جدّه موسى الكاظم.
أولاده : أربعة لا غير ، أعقب من رجلين ، وهما : عليّ الهادي وموسى المبرقع.
أمّا علي الهادي :
ابن محمّـد الجـواد بن عليّ الرضـا بن موسى الكاظم بن [ 19 | أ ] جعفـر الصادق بن محمّـد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسـين بن الإمام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم.
أُمّـه أُمّ ولد.
وهو الإمام بعد أبيه ، وهو عاشر الأئمّة الكرام.
____________
(1) وقيل : توفّي آخر ذي القعدة يوم السبت. إعلام الورى 2 | 91 ، الإرشاد 2 | 273.
(2) الكامل في التاريخ 6 | 455. حوادث سنة 220 هـ.
(3) مروج الذهب 3 | 464.
كذا في الأصل ؛ وفي الفصول المهمّة : 275 ـ وهو مصدر المصنّف ـ بعد ذِكر إشخاص المعتصم إيّاه من المدينة إلى بغداد ، قال : فقدم بغداد مع زوجته بنت المأمون لليلتين بقيتا من المحرّم سنة عشرين ومئتين ، وتوفّي بها في آخر ذي القعدة الحرام ، وقيل : توفّي بها يوم الثلاثاء لستٍّ خلون من ذي الحجّة من السنة المذكورة.
وفي عمدة الطالب : 198 : توفّي الإمام الجواد عليه السلام في ذي الحجّة سنة 220 هـ.
وُلد بالمدينة المنوّرة في شهر رجب سنة أربع عشرة ومئتين (1).
كـنيته : أبو الحسـن.
ألقابه : المتوكّل ، والناصح ، والمرتضى ، والفقيه ، والأمين ، و [ النقي ، و ] الطيب ، وأشهرها : الهادي ، ويقال له : العسكري ، لمقامه بسرّ من رأى ، وكانت تسمّى « العسكر » ، أشخصه إليها المتوكّل ، فأقام بها إلى أن توفّي.
صفـته : أسمر اللون.
معاصره : المعزّ ، والمستنصر (2).
عمره : أربعون سنة ، كانت مدّة إمامته ثلاثاً وثلاثين سنة.
كان أوائل إمامته في بقية ملك المعتصم ، ثمّ ملك الواثق خمس سنين وتسعة أشهر ، ثمّ ملك المتوكّل أربع عشرة سنة وتسعة أشهر ، ثمّ ملك بعده ابنه المنتصر ستّة أشهر ، ثمّ ملك المستعين ابن أخي المتوكّل ـ ولم يكن أبوه خليفة ـ ثلاث سنين وتسعة أشهر ، ثمّ ملك المعتزّ ـ وهو الزبير بن المتوكّل ـ ، ثمّ إنّه استشهد في آخر ملكه.
مات مسموماً بسرّ من رأى ، يوم الاثنين لخمس ليال بقين من شهر جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومئتين ، دُفن في داره بسرّ من رأى (3).
____________
(1) الفصول المهمّة : 277رحمه الله وفي الإرشاد 2 | 297 ، وإعلام الورى 2 | 109 : في النصف من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة ومئتين ، وفي رواية ابن عيّاش : يوم الثلاثاء الخامس من رجب ، أمّا في مصباح المتهجّد : 767 ، قال : وروي أن يوم السابع والعشرين من ذي الحجّة ولد فيه علي بن محمّـد العسكري عليه السلام.
(2) كذا في الأصل ، وسيأتي قريباً ما يناقضه ؛ وفي مصدر المصنّف ـ أعني : الفصول المهمّـة : 278 ـ : معاصره : الواثق ، ثمّ المتوكّل أخوه ، ثمّ ابنه المنتصر ، ثمّ المستعين ابن أخي المتوكّل ؛ وهو الصواب.
(3) المجدي : 130 ، الفصول المهمّة : 283 ، عمدة الطالب : 198. أمّا في الإرشاد 2 | 297 ، وإعلام الورى 2 | 109 : أنّه عليه السلام توفّي في رجب.
أولاده : أربعة ، أعقب من ثلاثة ، وهم :
أبو محمّـد الحسـن ، وأبو جعفر محمّـد ، وأبو عبـدالله جعفر [ 19 | ب ].
أمّـا أبو محمّـد الحسـن الخالص :
[ فـ ] ـهو الإمام الحسـن العسكري بن عليّ الهادي بن محمّـد الجواد ابن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّـد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسـين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
وهو الإمام بعد أبيه ، وحادي عشر الأئمّة الكرام.
وأُمّه أُمّ ولد.
كنيـته : أبو محمّـد.
ألقابـه : الخالص ، والسراج ، وأشهرها : العسكري.
وُلد بالمدينة لثمان خلون من شهر ربيع الآخر لسنة اثنتين ـ وقيل (1) : إحدى ـ وثلاثين ومئتين من الهجرة (2).
صفتـه : بين السمرة والبياض.
معاصـره : المعتزّ ، والمهتدي ، والمعتمد (3).
عمـره : ثمان وعشرون سنة ، وكانت مدّة خلافته سـتّ سنوات ،
____________
(1) مواليد الأئمّة : 6.
(2) الإرشاد 2 | 313 ، إعلام الورى 2 | 131 ، الفصول المهمّة : 284. أمّا مصباح المتهجّد : 297 ، قال : ولد عليه السلام في العاشر من ربيع الآخرة.
(3) الفصول المهمّة : 284 ـ 285.
وكانت أوائل إمامته في بقية ملك المعتزّ ابن المتوكّل ، ثمّ ملك المهتدي بن الواثق أحد عشر شهراً ، ثمّ ملك المعتمد على الله [ أحمد ] بن المتوكّل ثلاثاً وعشرين سنة ، مات في أوائل ملكه مسموماً ، في يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأوّل لسنة سـتّين ومئتين.
دُفن عند قبر أبيه الهادي (1).
أعقب من ولده محمّـد وحده ، وهو :
الإمام محمّـد المهـديّ :
ابن الحسـن العسكري بن عليّ الهادي بن محمّـد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق [ 20 | أ ] بن محمّـد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسـين بن الإمام عليّ بن أبي طالب رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
وُلد يوم الجمعة منتصف شهر شعبان المعظّم لسنة خمس وخمسين ومئتين (2) ، وقيل : تاسع عشر ربيع الآخر لسنة ثلاث وخمسين ومئتين ، وقيل : ثامن شعبان سنة سـتّ وخمسين [ ومئتين ] (3) ، وهو الأصـحّ.
كـنيته : أبو القاسم.
ألقابه : الحجّة ، والخلف الصالح ، والقائم ، والمنتظَر ، وصاحب الزمان ، وأشهرها : المهديّ.
____________
(1) الفصول المهمّة : 289 ـ 290 ، الإرشاد 2 | 313 وص 336 ، إعلام الورى 2 | 131 ؛ أمّا في عمدة الطالب : 198 ، قال : توفّي عليه السلام في ربيع الأوّل أو في جمادى الأُولى ، ومصباح المتهجّد : 791 ، قال : إنّه عليه السلام توفّي في الأوّل من ربيع الأوّل.
(2) وعليه المشهور والجمهور ، ولم يرد في الفصول المهمّة : 292 غير هذا القول.
(3) الغيبة ـ للطوسي ـ : 321 ح 198.
صفته : شاب مربوع القامة ، حسن الوجه والشعر ، أقنى الأنف ، أجلى الجبهة (1).
ولمّا تُوفّي أبوه كان عمره خمس سنوات (2) ، والشيعة يقولون : إنّه دخل السرداب في دار أبيه ، وأُمّه تنظر إليه ، فلم يعد يخرج لها ، وذلك في سنة خمس وستّين ومئتين ، وعمره يومئذ تسع سنين.
وقيل : إنّه لمّا دخل السرداب كان عمره أربع سنين ، وقيل : خمس [ سنين ] ، وقيل : إنّه دخـل (3) السرداب سنة خمس وسبعين ومئتين (4) ، وعمره سبع عشرة سنة ، وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان من السرداب بسرّ من رأى (5) ، وأقاويلهم فيه كثيرة ، والله تعالى أعلم.
* وأمّا أبو جعفر محمّـد بن عليّ الهادي ، فقال أبو الحسن العمري (6) … : أراد النهضة إلى الحجاز ، فسافر في حياة أخيه الحسن العسكري (7) ، حتّى بلغ « بلداً » وهي قرية فوق الموصل ( بسبعة فراسخ ،
____________
(1) هذا وما قبله تجده في الفصول المهمّة : 292 و 293 ، أمّا ما بعده فلم أعرف من أين أخذه؟!
(2) الفصول المهمّة : 291 ، إعلام الورى 2 | 214.
(3) في الأصل : إنّه لمّـا دخـل.
(4) وقيل : غاب سنة 276 هـ. وقد نقل هذا القول صاحب الفصول المهمّة : 293.
(5) بل ينتظرون خروجه من مكّة المكرّمة ، فيقطع الله به دابر الكفر والإلحاد والنفاق والظلم ، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما عليه أخبارهم وأفكارهم من قبل غَيبته وإلى اليوم ، وكتبهم وآثارهم شواهد صدق على هذا المدّعى ، فدع عنك ما يقوله الأباعد عنهم ، ويردّده من لا بصيرة له من الغرباء عن مذهب أهل البيت عليهم السلام.
(6) المجدي : 130.
(7) لفظتا : « الحسن العسكري » لم تردا في الأصل ، وينبغي أن يكون الصواب : في حياة أبيه ؛ لأنّه مات في حياة أبيه ، كما علّق عليه محقّق المجدي.
( بل دون الموصل.
فمات بالسواد ، وقبره هناك عليه مشهد ويزار (1).
* وأمّا أبو عبـدالله جعفر بن عليّ الهادي ، يدعى : أبا كرينرحمه الله لأنّه أولد مئة وعشرين ولداً ، ذكوراً وإناثاً ، مات سنة إحدى وسبعين ومئتين [ 20 | ب ] وله خمس وأربعون سنة ، دُفن في دار أبيه (2).
يلقّب جعفر هذا بـ : زقّ الخمر ؛ لأنّه كان يشربه ظاهراً ، وتُحمل الشموع بين يديه بالنهار (3) ، ونادم المتوكّل ، يريد بمنادمته الغضّ من أخيه الحسـن العسكري ، وتسمّيه الإمامية : الكذّاب (4) ؛ لأنّه ادّعى الميراث من أخيه الحسـن العسكري ، وأنكر أن يكون له ولد ، لا لطعن في نسبه.
ويحكى أنّه فارق ما كان عليه ، وتاب ورجع ، وينسب إليه محاسن كثيرة ، وإنّ قوماً من الشيعة ادّعوا فيه الإمامة وفي بعض ولده بعده.
وعمل شيخ الشرف برسالة سمّاها : الرضوية ، في نصرة جعفر بن عليّ ، ويقال لوُلده : الرضويّون (5).
أعقب من جماعة كثيرة ، أعقب من ستّة منهم ، ما بين مقلّ ومكثر ، وهم : إسماعيل حريفا ، وطاهر ، ويحيى الصوفي ، وهارون ، وعلي ، وإدريـس (6).
____________
(1) وما يزال إلى يومنا هذا يعدّ من المزارات المهمّة المعروفة في العراق ، وله هيبة وجلالة عند الناس ، يُقسمون عند قبره ويحلفون به ، وهو بين بغداد وسامرّاء ، ويعرف بـ : « السـيّد محمّـد » و « سبع الدجيل » نسبة إلى مدينة « الدجيل » القريبة من المرقد المطهَّر.
(2) المجدي : 134 ، عمدة الطالب : 199.
(3) المجدي : 131.
(4) عمدة الطالب : 199.
(5) المجدي : 135 وص 136.
(6) عمدة الطالب : 199 وص 200.