واختلف الناس في اسم أم زين العابدين رضي الله عنه
فذكر أبو حيان التوحيدي هي ابنة كسرى يزد جرد شهريار ومعها أختها فدخلتا على عمر بن الخطاب فكلمها عمر فردت إليه الكبرى كلاماً غليظاً فغضب منها عمر.
فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أشهد من حضر أن حقي وحق أهل بيتي منهما حلال لله ورسوله فوثب من حضر من الأنصار فقالوا: وحقوقنا منهما لله ورسوله كما قال.
فقال عمر لعلي رضي الله عنه: ما أردت بهذا فقال علي رضي الله عنه: لأنهما ابنتا ملك العجم ومثلهما لا يسترق.
فقيل لإحداهما: اختاري لنفسك فقالت: أريد أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقيل: لها: اختاري علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقالت: لا جور من نفسي أن أجلس على مكان قامت منها فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
فقيل لها: اختاري الحسن رضي الله عنه فقالت: هو منكاح ومطلاق ونحن بنات الملوك لا نحتمل العترة.
فقيل لها: الحسين رضي الله عنه فقالت: أما هذا فنعم.
وكان الترجمان بينهم سلمان الفارسي فقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسترها بردائه.
واختارت الأخرى محمد بن أبي بكر.
فقال للكبرى منهما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما قول أبيك حين انهزم وسلب عنه ملكه فقالت قال أبي يزدجرد: إذا انتهت المدة إلى غايتها كان الحتف في التدبير.
وقيل: اسم الكبرى شهربانوية واسم الصغرى ماه ملك أم القاسم بن محمد بن أبي بكر.
قال العيني: اسم أم زين العابدين رضي الله عنه سلافة.
وقال غيره: غزالة.
وقال القاضي أبو الحسن الجرجاني: اسمها جدا.
وقال عبد الله بن مصعب بن الزبير وكان نسابة: اسمها حلوة.
وقال إبراهيم الجندي: اسمها سلامة وقال أبو عبيد: اسمها سلافة.
وقال أبو الحسن محمد بن القاسم التميمي: اسمها شاه آفريد.
وقال زبير بن بكار وهشام بن محمد: اسمها شهربانوية.
قال الواحدي: اسمها في العجم شهربانوية فإذا صارت إلى العرب سموها سلافة.
ومما يدل على أنها بنت يزدجرد شهريار قول الشاعر: وإن امرءاً ما بين كسرى وهاشم لا فضل ما نيطت عليه التمائم هذا هو الاختلاف في اسمها والاختلاف وقع في أمها حرة أم أم ولد وفي تاريخه أيضاً.
قال إبراهيم الجندي وقوم من علماء الأنساب إنها أم ولد مشتراة.
وقال العيني: هي أم ولد سندية.
وقال عبد الله بن مصعب: إنها أم ولد.
قال القاضي أبو الحسن الجرجاني: هي ابنة نوش جان من سبي جرجان سباها سعيد بن العاص في أيام عثمان.
وقال محمد بن القاسم التميمي وهشام بن محمد الكلبي: هي ابنة يزدجرد شهريار بعثها حريث بن جابر الجعفي إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أيام خلافته بابنتي يزدجرد بن شهريار.
وقيل: بعث حريث إلى عثمان آخر أيامه سباها فيها بنتان ليزدجرد بن شهريار فوهبهما عثمان من علي بن أبي طالب رضي الله عنه فوهب علي رضي الله عنه الكبرى من ولده الحسين والأخرى من محمد بن أبي بكر كما ذكره البخاري وغيره.
وقيل: لما تزوج الحسين رضي الله عنه ابنة يزدجرد بن شهريار دخل عليهما أبوه علي رضي الله عنه بالتهنأة فسأل عن اسمها فقيل: اسمها كيهان بانوية فقال: وما معناه قيل: سيدة الدنيا والآخرة فقال علي رضي الله عنه: سيدة الدنيا والآخرة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فسموها سيدة البلد فسماها الناس شهر بانوية.
وقال أكثر المؤرخين: بنت يزدجرد وقعت في أيدي المسلمين بعد قتل أبيها بمرو في أيام عثمان وقتل يزدجرد كان بعد القادسية بسنتين.
اختلف النسابون في أن المقتول علي الأكبر أم الأصغر فاتفق أكثر العلماء على أن المقتول بكربلاء علي الأكبر.
وذكر السيد أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي في كتاب الأنساب: لما قتل الحسين رضي الله عنه حملوا أولاده وعشيرته إلى يزيد بن معاوية فلما رآهم يزيد قال لهم: ما بالكم صيرتم أنفسكم عبيد أهل العراق.
لعن الله ابن مرجانة يعني ابن زياد فوالله لو كان له نسب فقال له زين العابدين رضي الله عنه: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم ولا تفرحوا بما آتاكم إن الله لا يحب كل مختال فخور.
فأطرق يزيد وهو يعبث بلحيته وهو مغضب ثم قال: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير قال: يا أهل الشام ما ترون في هؤلاء فقام النعمان بن بشير صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: افعل ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يفعل بهم وبكى نعمان بكاءاً شديداً فبكى ببكائه يزيد.
قالت فاطمة بنت الحسين رضي الله عنه: يا يزيد بنات رسول الله أسارى عندكم وسبايا فبكى يزيد واشتد بكاؤه وارتفع العويل والصياح وبكت النسوان والجواري تحت أستار يزيد.
ثم راجعهم إلى المدينة وبعث معهم نعمان بن بشير الأنصاري.
وما مد يزيد يده إلى تركة الحسين رضي الله عنه وأمواله إلا أن سعيد بن العاص كان والي المدينة فهدم حين سمع قتل الحسين رضي الله عنه دار علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالمدينة ودار عقيل ودار زوجة الحسين رضي الله عنه أم سكينة.
وشهر بانو هي بنت يزدجرد بن شهريار بن برويز بن هرمز بن أنو شيروان بن قباد بن فيروز بن يزدجرد الأشم بن أردشير بابك بن شاه بن سامان بن مرميس بن ساسان بن بهمن بن اسفنديار بن وشتاسف بن بهراسف.
وقيل: هؤلاء الملوك ينتمون بوسائط أخر إلى منوشهر بن يهودا بن يعقوب بن إسحاق.
قال الشاعر في زين العابدين رضي الله عنه: لم تر عين نظرت مثله من محتف يمشي ومن فاعل لا يؤثر الدنيا على دينه ولا يبيع الحق بالباطل وقيل: إن شهر بانو أم زين العابدين رضي الله عنه ماتت في الطلق بعد ولادته ولزين العابدين رضي الله عنه خاصة حاضنة ربته وهي التي زوجها زين العابدين رضي الله عنه من بعض فتيان المدينة.
وقد أخطأ من قال: إن زين العابدين رضي الله عنه تزوج أمه من رجل لأن أمه ماتت وهي نفساء رحمة الله عليها.
فائدة
الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما له رؤية ورواية يعني رأى النبي صلى الله عليه وآله وروى عنه.
الطبقة الخامسة العلوية الجعفرية والعقيلية العلوية منسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وله أولاد كثيرة إلا أن العقب منهم من خمس بنين ومن ابنتين: زينب وأم كلثوم.
وهم: الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما والحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ومحمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعمر بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه الأطرف وعباس بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ولكل واحد منهم بطون وأفخاذ وأعقاب وسنذكرها بعد إنشاء الله تعالى وعن عليه الحن عاطله.
وأما الجعفرية فهم أولاد جعفر بن أبي طالب والمعقب المعروف من أولاده واحد وهو عبد الله بن جعفر الجواد فالجعفرية منسوبة إليه ومن انتسب إلى غيره فهو كذاب.
وزوجة عبد الله بن جعفر زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
فقدم جعفر على عقيل وإن كان عقيل أسن منه لكونه أفضل من عقيل وقدم أولاد جعفر أما العقيلية فالمعقب من أولاد عقيل واحد وهو محمد بن عقيل بن أبي طالب وكان زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند ابن أخيه محمد بن عقيل فولدت له عبد الله الذي كان يحدث عنه وفيه العقب من ولد عقيل وأحفاد عقيل أحفاد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه من جهة بنته زينب الصغرى.
والعباسية تقدم ذكرهم وذكر أنسابهم.
والنسابون يذكرون أيضاً اللهبية أولاد أبي لهب والحارثية أولاد الحارث بن عبد المطلب.
الطبقة السابعة الحسينية والحسنية والعباسية والعلوية والعمرية العلوية وممن بقي من الجعفرية والعقيلية والعباسية أما الحسينية فهم من أولاد الحسين بن علي رضي الله عنهما ولم يبق من أولاده إلا زين العابدين رضي الله عنه وفاطمة وسكينة ورقية فأولاد الحسين رضي الله عنه من قبل الأب هم من صلب زين العابدين رضي الله عنه.
أما المحمدية فهم من أولاد محمد بن حنفية وله أولاد كثيرة إلا أن المعروفين منهم أبو هاشم عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه والحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقيل: لا عقب للحسن.
وإبراهيم بن محمد.
وهذا جدول أولاد محمد الحنفية.
أما العباسية العلوية فهم من أولاد عباس بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه الملقب بعباس السقاء وأولاد العباس عبيد الله وأمه لبابة بنت عبيد الله ابن العباس بن عبد المطلب.
وتوفي عبيد الله بن العباس بن علي رضي الله عنه وهو ابن خمس وخمسين سنة ومنه العقب فكل من انتمى إلى العباس بن علي رضي الله عنه من غير عبيد الله بن العباس فهو كاذب.
أما العمرية العلوية فهم من أولاد عمر بن علي الأطرف وولد عمر: محمد بن عمر وفيه البقية وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة وإسماعيل وأم حبيب وأم موسى أمهم أسماء بنت عقيل بن أبي طالب.
وأم حبيب بنت عمر بن علي رضي الله عنه فإنها كانت عند الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما فلها منه علي بن الحسين بن الحسن وفاطمة بنت الحسين.
أم أولاد جعفر أسماء بنت عميس بن معد بن تيم بن مالك بن قحافة بن ربيعة.
وأم أسماء هند بنت عوف بن حرش وكانت أسماء مهاجرة هاجرت الهجرتين فهي ذات الهجرتين وروت عن النبي صلى الله عليه وآله أحاديث كثيرة.
وقيل: دخل النبي صلى الله عليه وآله على فاطمة وعلي رضي الله عنهما ليلة الزفاف فلما رأته النساء ضربن بينهن وبين النبي سترة وتخلفت أسماء بنت عميس فقال صلى الله عليه فقالت أسماء: أنا التي أحرس ابنتك فإن الفتاة ليلة بناها لابد لها من امرأة تكون معها قريبة منها إن عرضت لها حاجة أفضت إليها فقال صلى الله عليه وآله: فإني أسأل الله تعالى أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم.
ولها الأخوات المؤمنات ميمونة بنت الحارث زوجة النبي وأم المؤمنين وأم الفضل زوجة العباس وسلمى زوجة حمزة بن عبد المطلب وأختهن من الأم أسماء بنت عميس.
فلما قتل جعفر تزوج أبو بكر بأسماء بنت عميس فلما مات أبو بكر تزوج بها علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
فذكر أبو حيان التوحيدي هي ابنة كسرى يزد جرد شهريار ومعها أختها فدخلتا على عمر بن الخطاب فكلمها عمر فردت إليه الكبرى كلاماً غليظاً فغضب منها عمر.
فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أشهد من حضر أن حقي وحق أهل بيتي منهما حلال لله ورسوله فوثب من حضر من الأنصار فقالوا: وحقوقنا منهما لله ورسوله كما قال.
فقال عمر لعلي رضي الله عنه: ما أردت بهذا فقال علي رضي الله عنه: لأنهما ابنتا ملك العجم ومثلهما لا يسترق.
فقيل لإحداهما: اختاري لنفسك فقالت: أريد أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقيل: لها: اختاري علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقالت: لا جور من نفسي أن أجلس على مكان قامت منها فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
فقيل لها: اختاري الحسن رضي الله عنه فقالت: هو منكاح ومطلاق ونحن بنات الملوك لا نحتمل العترة.
فقيل لها: الحسين رضي الله عنه فقالت: أما هذا فنعم.
وكان الترجمان بينهم سلمان الفارسي فقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسترها بردائه.
واختارت الأخرى محمد بن أبي بكر.
فقال للكبرى منهما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما قول أبيك حين انهزم وسلب عنه ملكه فقالت قال أبي يزدجرد: إذا انتهت المدة إلى غايتها كان الحتف في التدبير.
وقيل: اسم الكبرى شهربانوية واسم الصغرى ماه ملك أم القاسم بن محمد بن أبي بكر.
قال العيني: اسم أم زين العابدين رضي الله عنه سلافة.
وقال غيره: غزالة.
وقال القاضي أبو الحسن الجرجاني: اسمها جدا.
وقال عبد الله بن مصعب بن الزبير وكان نسابة: اسمها حلوة.
وقال إبراهيم الجندي: اسمها سلامة وقال أبو عبيد: اسمها سلافة.
وقال أبو الحسن محمد بن القاسم التميمي: اسمها شاه آفريد.
وقال زبير بن بكار وهشام بن محمد: اسمها شهربانوية.
قال الواحدي: اسمها في العجم شهربانوية فإذا صارت إلى العرب سموها سلافة.
ومما يدل على أنها بنت يزدجرد شهريار قول الشاعر: وإن امرءاً ما بين كسرى وهاشم لا فضل ما نيطت عليه التمائم هذا هو الاختلاف في اسمها والاختلاف وقع في أمها حرة أم أم ولد وفي تاريخه أيضاً.
قال إبراهيم الجندي وقوم من علماء الأنساب إنها أم ولد مشتراة.
وقال العيني: هي أم ولد سندية.
وقال عبد الله بن مصعب: إنها أم ولد.
قال القاضي أبو الحسن الجرجاني: هي ابنة نوش جان من سبي جرجان سباها سعيد بن العاص في أيام عثمان.
وقال محمد بن القاسم التميمي وهشام بن محمد الكلبي: هي ابنة يزدجرد شهريار بعثها حريث بن جابر الجعفي إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أيام خلافته بابنتي يزدجرد بن شهريار.
وقيل: بعث حريث إلى عثمان آخر أيامه سباها فيها بنتان ليزدجرد بن شهريار فوهبهما عثمان من علي بن أبي طالب رضي الله عنه فوهب علي رضي الله عنه الكبرى من ولده الحسين والأخرى من محمد بن أبي بكر كما ذكره البخاري وغيره.
وقيل: لما تزوج الحسين رضي الله عنه ابنة يزدجرد بن شهريار دخل عليهما أبوه علي رضي الله عنه بالتهنأة فسأل عن اسمها فقيل: اسمها كيهان بانوية فقال: وما معناه قيل: سيدة الدنيا والآخرة فقال علي رضي الله عنه: سيدة الدنيا والآخرة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فسموها سيدة البلد فسماها الناس شهر بانوية.
وقال أكثر المؤرخين: بنت يزدجرد وقعت في أيدي المسلمين بعد قتل أبيها بمرو في أيام عثمان وقتل يزدجرد كان بعد القادسية بسنتين.
اختلف النسابون في أن المقتول علي الأكبر أم الأصغر فاتفق أكثر العلماء على أن المقتول بكربلاء علي الأكبر.
وذكر السيد أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي في كتاب الأنساب: لما قتل الحسين رضي الله عنه حملوا أولاده وعشيرته إلى يزيد بن معاوية فلما رآهم يزيد قال لهم: ما بالكم صيرتم أنفسكم عبيد أهل العراق.
لعن الله ابن مرجانة يعني ابن زياد فوالله لو كان له نسب فقال له زين العابدين رضي الله عنه: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم ولا تفرحوا بما آتاكم إن الله لا يحب كل مختال فخور.
فأطرق يزيد وهو يعبث بلحيته وهو مغضب ثم قال: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير قال: يا أهل الشام ما ترون في هؤلاء فقام النعمان بن بشير صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: افعل ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يفعل بهم وبكى نعمان بكاءاً شديداً فبكى ببكائه يزيد.
قالت فاطمة بنت الحسين رضي الله عنه: يا يزيد بنات رسول الله أسارى عندكم وسبايا فبكى يزيد واشتد بكاؤه وارتفع العويل والصياح وبكت النسوان والجواري تحت أستار يزيد.
ثم راجعهم إلى المدينة وبعث معهم نعمان بن بشير الأنصاري.
وما مد يزيد يده إلى تركة الحسين رضي الله عنه وأمواله إلا أن سعيد بن العاص كان والي المدينة فهدم حين سمع قتل الحسين رضي الله عنه دار علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالمدينة ودار عقيل ودار زوجة الحسين رضي الله عنه أم سكينة.
وشهر بانو هي بنت يزدجرد بن شهريار بن برويز بن هرمز بن أنو شيروان بن قباد بن فيروز بن يزدجرد الأشم بن أردشير بابك بن شاه بن سامان بن مرميس بن ساسان بن بهمن بن اسفنديار بن وشتاسف بن بهراسف.
وقيل: هؤلاء الملوك ينتمون بوسائط أخر إلى منوشهر بن يهودا بن يعقوب بن إسحاق.
قال الشاعر في زين العابدين رضي الله عنه: لم تر عين نظرت مثله من محتف يمشي ومن فاعل لا يؤثر الدنيا على دينه ولا يبيع الحق بالباطل وقيل: إن شهر بانو أم زين العابدين رضي الله عنه ماتت في الطلق بعد ولادته ولزين العابدين رضي الله عنه خاصة حاضنة ربته وهي التي زوجها زين العابدين رضي الله عنه من بعض فتيان المدينة.
وقد أخطأ من قال: إن زين العابدين رضي الله عنه تزوج أمه من رجل لأن أمه ماتت وهي نفساء رحمة الله عليها.
فائدة
الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما له رؤية ورواية يعني رأى النبي صلى الله عليه وآله وروى عنه.
الطبقة الخامسة العلوية الجعفرية والعقيلية العلوية منسوبة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وله أولاد كثيرة إلا أن العقب منهم من خمس بنين ومن ابنتين: زينب وأم كلثوم.
وهم: الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما والحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ومحمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعمر بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه الأطرف وعباس بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ولكل واحد منهم بطون وأفخاذ وأعقاب وسنذكرها بعد إنشاء الله تعالى وعن عليه الحن عاطله.
وأما الجعفرية فهم أولاد جعفر بن أبي طالب والمعقب المعروف من أولاده واحد وهو عبد الله بن جعفر الجواد فالجعفرية منسوبة إليه ومن انتسب إلى غيره فهو كذاب.
وزوجة عبد الله بن جعفر زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
فقدم جعفر على عقيل وإن كان عقيل أسن منه لكونه أفضل من عقيل وقدم أولاد جعفر أما العقيلية فالمعقب من أولاد عقيل واحد وهو محمد بن عقيل بن أبي طالب وكان زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند ابن أخيه محمد بن عقيل فولدت له عبد الله الذي كان يحدث عنه وفيه العقب من ولد عقيل وأحفاد عقيل أحفاد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه من جهة بنته زينب الصغرى.
والعباسية تقدم ذكرهم وذكر أنسابهم.
والنسابون يذكرون أيضاً اللهبية أولاد أبي لهب والحارثية أولاد الحارث بن عبد المطلب.
الطبقة السابعة الحسينية والحسنية والعباسية والعلوية والعمرية العلوية وممن بقي من الجعفرية والعقيلية والعباسية أما الحسينية فهم من أولاد الحسين بن علي رضي الله عنهما ولم يبق من أولاده إلا زين العابدين رضي الله عنه وفاطمة وسكينة ورقية فأولاد الحسين رضي الله عنه من قبل الأب هم من صلب زين العابدين رضي الله عنه.
أما المحمدية فهم من أولاد محمد بن حنفية وله أولاد كثيرة إلا أن المعروفين منهم أبو هاشم عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه والحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقيل: لا عقب للحسن.
وإبراهيم بن محمد.
وهذا جدول أولاد محمد الحنفية.
أما العباسية العلوية فهم من أولاد عباس بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه الملقب بعباس السقاء وأولاد العباس عبيد الله وأمه لبابة بنت عبيد الله ابن العباس بن عبد المطلب.
وتوفي عبيد الله بن العباس بن علي رضي الله عنه وهو ابن خمس وخمسين سنة ومنه العقب فكل من انتمى إلى العباس بن علي رضي الله عنه من غير عبيد الله بن العباس فهو كاذب.
أما العمرية العلوية فهم من أولاد عمر بن علي الأطرف وولد عمر: محمد بن عمر وفيه البقية وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة وإسماعيل وأم حبيب وأم موسى أمهم أسماء بنت عقيل بن أبي طالب.
وأم حبيب بنت عمر بن علي رضي الله عنه فإنها كانت عند الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما فلها منه علي بن الحسين بن الحسن وفاطمة بنت الحسين.
أم أولاد جعفر أسماء بنت عميس بن معد بن تيم بن مالك بن قحافة بن ربيعة.
وأم أسماء هند بنت عوف بن حرش وكانت أسماء مهاجرة هاجرت الهجرتين فهي ذات الهجرتين وروت عن النبي صلى الله عليه وآله أحاديث كثيرة.
وقيل: دخل النبي صلى الله عليه وآله على فاطمة وعلي رضي الله عنهما ليلة الزفاف فلما رأته النساء ضربن بينهن وبين النبي سترة وتخلفت أسماء بنت عميس فقال صلى الله عليه فقالت أسماء: أنا التي أحرس ابنتك فإن الفتاة ليلة بناها لابد لها من امرأة تكون معها قريبة منها إن عرضت لها حاجة أفضت إليها فقال صلى الله عليه وآله: فإني أسأل الله تعالى أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم.
ولها الأخوات المؤمنات ميمونة بنت الحارث زوجة النبي وأم المؤمنين وأم الفضل زوجة العباس وسلمى زوجة حمزة بن عبد المطلب وأختهن من الأم أسماء بنت عميس.
فلما قتل جعفر تزوج أبو بكر بأسماء بنت عميس فلما مات أبو بكر تزوج بها علي بن أبي طالب رضي الله عنه.