فصل وعلماء الأنساب
يقولون: مات ودرج وانقرض ولم يعقب وفي كل لفظ فائدة يعرفها أرباب تلك الصناعة.
فأصل درج كما ذكر الجوهري في كتاب الصحاح: مشى يقال: درج الرجل والضب يدرج دروجاً ودرجاناً أي مشى ودرج أي مضى لسبيله.
يقال: درج القوم إذا انقرضوا والإندراج مثله وفي المثل أكذب من درب ودرج أي: أكذب الأحياء والأموات.
قال الأصمعي: درج الرجل إذا لم يخلف نسلاً.
فأهل المغرب يطلقون لفظ درج على من مات فحسب وأهل العراق يطلقون لفظ درج على من انقرض ولم يخلف نسلاً والأصل في درج أي مات ولم يخلف نسلاً وانقرض أي: كان له عقب فانقرض هو وعقبه.
والشبهة في الأنساب تقع من هذا اللفظ لأن من انتمى إلى من لا عقب له أوله عقب فانقرض كان مدعياً.
وفي من لا عقب له خلاف بين النسابين فقوم يقطعون على واحد أنه لا عقب له وقوم يشكون فيه وفي عقبه وها هنا تسكب العبرات.
فصل ذكر السادات الذين خرجوا وتبعهم الناس وادعوا الإمامة وهم أئمة الزيدية
أولهم: زيد بن زين العابدين رضي الله عنه هو أبو الحسين زيد بن زيد العابدين رضي الله عنه أمه أم ولد يقال لها: جيداً والمختار اشتراها بثلاثين ألف درهم وأهداها إلى زين العابدين رضي الله عنه.
وكانت ولادة زيد في سنة خمس وسبعين ولما بشر بولادته زين العابدين رضي الله عنه رفع المصحف ونظر فيه فخرج من أول السطر " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " ففتح المصحف مرة أخرى فوقع في أول السطر " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله " ثم فتح مرة أخرى فخرج " وفضل الله المجاهدين على القاعدين " فقال زين العابدين رضي الله عنه خرج في الكوفة أول ليلة من صفر سنة اثنين وعشرين ومائة فقتله واحد من غلمان يوسف بن عمر بن هبيرة رماه بسهم في المصاف.
فجزوا رأسه وبعثوا به إلى هشام بن عبد الملك وصلبوا جسده بالكناسة فبقي مصلوباً إلى أن ظهرت رايات بني العباس فأمر الوليد بن يزيد بإنزاله عن خشبته وإحراقه ففعل ذلك وذروه في الفرات.
يحيى بن زيد بن علي رضي الله عنه هو أبو طالب يحيى بن زيد أمه ريطة بنت عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه انتقل إلى خراسان ونزل بسانزوار في المسجد يقال له: مسجد شاذان.
وقتل بجوزجانان في رمضان سنة ست وعشرين ومائة عشية يوم الجمعة فقتل وصلب ولم يزل مصلوباً حتى ظهر أبو مسلم وأنزله وكفنه ودفنه وأمر بقتل من قتله وباع عليه سبعة أيام.
النفس الزكية هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى ابن الحسن المجتبى ابن أبي طالب رضي الله عنهما.
وقيل لأبيه: محض لأنه لم يكن في نسبه أم ولد أمه هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن عبد المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي.
وروي أنها حبلت في أربع سنين وولد في سنة مائة من الهجرة وخرج في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين ومائة.
وقيل: في شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة طعنه حميد بن قحطبة.
أخوه إبراهيم بن عبد الله هو أبو الحسن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن رضي الله عنه.
وقيل: كل من اسمه إبراهيم من آل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فكنيته أبو الحسن.
أمه أم أخيه.
وخرج بالبصرة وخطب يوماً وقال في أثناء خطبته: اللهم يا حافظ الآباء في الأبناء احفظ ذرية نبيك واذكرنا عندك بمحمد عليه السلام فإنك تذكر الآباء بالأبناء فارتج المسجد بالبكاء وحاربه عيسى بن موسى من جهة المنصور فانهزم منه عيسى وإبراهيم واقف فأصابه سهم عرب فنزل من دابته وقضى نحبه بموضع يقال له: باخمرى في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائة.
الحسين بن علي الفخي هو أبو عبد الله الحسين بن علي بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
أمه زينب بنت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
وقيل لأبيه وأمه: الزوج الصالح لعبادتهما.
خرج في ذي القعدة سنة تسع وستين ومائة وخطب بالمدينة وقال: أنا ابن رسول الله على منبر رسول الله في حرم رسول الله أدعو أمة رسول الله إلى كتاب الله وسنة جدي رسول الله.
سار إلى فخ.
وقيل: إن حماد التركي في المصاف رماه بسهم فقتل يوم عرفة في سنة تسع وستين ومائة.
يحيى بن عبد الله هو أبو عبد الله يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
أمه قريبة بنت عبد الله بن أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود.
اختار جيل الديلم وأظهر الدعوة في الديلم فأخرجه هارون الرشيد من الديلم إلى بغداد حتى مات في الحبس.
السيد محمد بن إبراهيم هو أبو القاسم محمد بن إبراهيم طباطبا.
أمه أم الزبير بنت عبد الله بن أبي بكر بن عباس.
خرج من المدينة إلى الكوفة باستدعاء أبي السرايا السري بن منصور الشيباني وظهر يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى سنة تسع وسبعين ومائة.
السيد القاسم بن إبراهيم هو أبو محمد القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل.
أمه هند بنت عبد الملك بن سهل بن مسلم.
قيل: كان نجم آل رسول الله.
بايعه أهل مكة والمدينة والكوفة وأهل الري وقزوين وطبرستان والديلم فأقام بمصر نحو عشر سنين.
وتوفي بذي الحليفة سنة ست وأربعين ومائة.
السيد يحيى الملقب بالهادي إلى الحق هو أبو الحسين يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن.
أمه أم الحسن بنت السيد محمد بن الحسن بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن رضي الله عنه.
ظهر باليمن ودعا إلى نفسه مدة.
وأول ظهوره في سنة ثمانين ومائتين.
ومات في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين ومائتين.
الناصر للحق هو أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
أمه أم ولد.
قد كان به طرش من ضربة أصابت أذنه أقام بطبرستان في كورة آمل في شعبان سنة أربع وثلاثمائة وله أربع وسبعون سنة وكانت مدة ظهوره بآمل ثلاث سنين وأشهر.
الداعي إلى الله هو الحسين بن القاسم ورد آمل في رمضان يوم الثلاثاء لرابع عشرين من سنة أربع وثلاثمائة بقي على أمره بعد الناصر اثنا عشر سنة.
وقيل: سنة ست عشر وثلاثمائة يوم الثلاثاء وقت العصر في السابع والعشرين من رمضان.
المرتضى لدين الله هو أبو القاسم محمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
أمه فاطمة بنت الحسن بن القاسم بن إبراهيم.
ولد في سنة ثمان وسبعين ومائتين.
وكان فقيهاً عالماً بالأصول والفروع وله تصانيف كثيرة.
ومات بصعدة سنة عشرين وثلاثمائة.
الناصر لدين الله هو أبو الحسن أحمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
أمه أم أخيه المرتضى كان عالماً بطلاً توفي سنة خمس عشر وثلاثمائة.
المهدي لدين الله هو أبو عبد الله محمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن الشجري ابن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
أمه بنت فيروز الديلمي.
خرج إلى فارس فأكرمه عماد الدولة علي بن بوية.
وكان يختلف إلى أبي الحسن الكرخي ويتعلم منه ومضى إلى حوشم وأقام بها فحاربه صاحب طبرستان وكان معه سيف لحمزة بن عبد المطلب وكان يقاتل به ودس إليه صاحب طبرستان رجلاً وسقاه السم فمات ومضى لسبيله في سنة ستين وثلاثمائة.
ولم يكن للزيدية إمام معتبر مذكور في الكتاب فهؤلاء السادات أئمة الزيدية الذين خرجوا وقاتلوا والله أعلم.
فصل في سبب تأليف هذا الكتاب
وقد أعانني على تأليف هذا الكتاب الأمير السيد الإمام النسابة شمس الدين شرف الإسلام فخر السادة نسابة خراسان أبو الحسن علي بن السيد النقي بن المطهر بن الحسن الحسني.
وهذا السيد قد رخى عمره في تحصيل كتب الأنساب وتعلم طرقها واختلف بمرو إلى الإمام الحسن بن محمد بن علي بن إبراهيم القطان الطبيب مصنف كتاب الدوحة.
ولولا هذا السيد الإمام العالم النسابة وكتبه لما تيسر في تلك الفتنة العمياء التي لم يبق فيها بنيشابور بيوت كتب ولا واحد ممن يعرف نسبه فضلاً عن نسب آل رسول الله صلى الله عليه وآله تأليف هذا الكتاب.
ولكني دخلت بسببه ووسائل ما عنده من الكتب بيوت هذه المقاصد من الأبواب فجزاه الله في الدارين أحسن الجزاء وحشره مع آبائه الأتقياء فإنه بقية السادات الأشراف والخلف الصالح عن الأسلاف.
فصل معاني الأسماء في نسب بني هاشم معد
مأخوذ من موضع رجل الراكب من الفرس.
وقيل: مأخوذ من معد في الأرض فيكون مفعلاً من ذلك.
نوف: النوفل الرجل الكثير العطاء.
قال الشاعر: بأبي الظلامة منه النوفل الزفر نزار فعال من الشيء الزوال القليل لمن يقول: تسود أقوام وليسوا بسادة بل السيد الميمون سلمى بن جندل وقد تزوج بليلى معد.
قيل: علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فولدت له ما ذكرناه.
وكانت عند عبد الله بن جعفر وبنت علي رضي الله عنه زوجته على ليلى.
يحيى بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمه أسماء بنت عميس وكانت تحت أخيه جعفر فلما قتل جعفر تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فولدت له يحيى ومات يحيى في حياة علي رضي الله عنه.
ولأسماء من جعفر: عبد الله ومحمد وعون.
أم الحسن ورملة أمهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود وكانت أم الحسن بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلم يلد له.
ورملة بنت علي رضي الله عنه كانت عند أبي الهياج عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن أم كلثوم الصغرى زينب الصغرى أم هاني أم الكرام أم جعفر الجمانة أم سلمة ميمونة خديجة فاطمة أمامة هن بنات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وكانت رقية عند مسلم بن عقيل ولها منه عبد الله وعلي ومحمد بني مسلم بن عقيل.
وكانت زينب الصغرى عند محمد بن عقيل فولدت له عبد الله وفيه العقب.
وكانت أم هاني بنت علي رضي الله عنه عند عبد الله الأكبر بن عقيل بن أبي طالب فولدت له محمد وقتل بكربلاء.
وكانت ميمونة بنت علي رضي الله عنه عند عبد الله بن عقيل فولدت له عقيلاً.
وكانت أم كلثوم الصغرى اسمها نفيسة عند عبد الله بن عقيل فولدت له أم عقيل ثم تزوجها كثير بن العباس فولدت له نفيسة وتزوجها عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
وكانت خديجة بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب فولدت له حميدة ثم تزوجها عبد الرحمن بن عبد الله بن غامر بن كريز.
وكانت فاطمة بنت علي رضي الله عنه عند أبي سعد بن عقيل بن أبي طالب فولدت له حميدة ثم تزوجها سعد بن الأسود بن البختري فولدت له برة ثم تزوجها المنذر بن عبيدة ثم وكانت أمامة بنت علي رضي الله عنه عند الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب فولدت له نفيسه وتوفيت عنده والسلام.
ومن أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي أكثر البنات المذكورات.
ومن تغلبية رقية.
ومن أسماء بنت عميس يحيى ومسلمة.
أبناء علي ولما كان المقصود من هذا الكتاب ذكر الأنساب فذكر من له نسب وعقب أولى من ذكر من لا عقب له إلا أنا نذكر من لا عقب له حتى لا ينتسب إليه أحد والله أعلم.
الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وقال بعض علماء السلف: هو آخر الخلفاء وبمدة ولايته تمت أيام الخلافة لقول النبي صلى الله عليه وآله: الخلافة بعدي ثلاثون سنة.
فخلافة أبي بكر ومدة ولايته سنتان وأربعة أشهر.
ومدة خلافة عمر بن الخطاب عشر سنين وستة أشهر.
ومدة ولاية عثمان بن عفان اثنتا عشرة سنة.
ومدة ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه أربعة سنين وتسعة أشهر.
فجميع تلك المدة تسعة وعشرين سنة وسبعة أشهر وبقي إلى تمام ثلاثين ستة أو خمسة أشهر وهذه المدة بقي الذي كان فيها أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما مستنداً بالخلافة قبل مصالحة أهل الشام.
كنيته أبو محمد.
وكان دون الطويل وفوق الربعة جميلاً أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله.
وكان يخضب بالحناء والكتم وهم ممن لبس الطيلسان.
وبويع له يوم الأحد التاسع عشر من رمضان وقيل: في الثاني والعشرين من رمضان سنة أربعين بايعه أهل الحل والعقد ومن بقي من المهاجرين والأنصار ومن نكل من بيعة الله فقد بايعه طوعاً إلا من كان بدمشق.
ومدة ولايته خمسة أشهر ثم صالح معاوية وعمره ما بين الأربعين والخمسين.
وقيل: عاش اثنتا وأربعين سنة.
وقيل: ثمان.
وهو أصح.
وكان الجراح بن سنان رماه بخنجر وقيل: بمقول في فخذه حين طلبوا منه الأمان وضيعوه فلما أفردوه أمضى الصلح.
وولادته كانت بالمدينة.
وأمروا والي المدينة سعيد بن العاص حتى سقاه السم مع سعد بن أبي وقاص وجماعة من المهاجرين فمات الحسن رضي الله عنه مسموماً بعد يومين وسعد بن أبي وقاص في يومه.
وقيل: سقته جعدة بنت أبي الأشعث بن قيس وكانت زوجته.
وصلى عليه الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
وقيل: كان نقش خاتمه الله أكبر وبه أستغيث.
وكان كاتبه خاله من قبل هند بن أبي هالة ولفاطمة الزهراء رضي الله عنها أخ من الأم يقال له: هند بن أبي هالة له روايات عن النبي صلى الله عليه وآله ولا يدخل حجرة فاطمة رضي الله عنها من الرجال إلا رسول الله صلى الله عليه وآله والعباس ثم علي رضي الله عنه ثم الحسن والحسين رضي الله عنهما ثم هند بن أبي هالة وهو أخوها من أمها ولهذا قيل لخديجة: أم هند.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله للحسن بن علي رضي الله عنهما: إن ابني هذا لسيد له سؤددي وهيبتي والحسين هذا ابني أيضاً له جرأتي وجودي.
وللحسن بن علي رواية عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وعن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن أمه فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
وقيل: لما ولدت فاطمة رضي الله عنها حملته أسماء بنت عميس وقالت: يا رسول الله هذا صبي حسن فسماه رسول الله صلى الله عليه وآله حسناً فلما ولدت فاطمة رضي الله عنها الحسين رضي الله عنه حملته أسماء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت: يا رسول الله هذا أحسن من أول فسماه حسيناً.
وقيل: إن الحسن بن علي رضي الله عليهما كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله من الصدر إلى السرة والحسين أشبه الناس به من السرة إلى القدم.
وقال واحد لأبي جحيفة صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله هل رأيت الحسن قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وإن الحسن بن علي رضي الله عنهما كان يشبهه.
وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من أحب الحسن والحسين أحبني.
وقيل: اضطرع الحسن والحسين رضي الله عنهما عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله هيه يا حسن فخذ حسيناً فقالت فاطمة الزهراء رضي الله عنها: يا رسول الله أتنهض الكبير على الصغير فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا جبرئيل يقول: أيها حسين خذ الحسن فاضطرعا ولم يصرح واحد منهما صاحبه.
وقال عبد الله بن عمر: حج الحسن بن علي رضي الله عنهما عشرين حجة ماشياً وإن النجائب ليقاد معه.
وقيل: كانت ولادة الحسين رضي الله عنه بعد ولادة الحسن رضي الله عنه بثلاثة عشر شهراً.
وقال النجاشي الشاعر يرثي الحسن بن علي رضي الله عنهما: يا جعدة بكية ولا تسأمي بكاء حق ليس بالباطل على ابن بنت الطاهر المصطفى وابن عم المصطفى الفاضل أعني فتى أسلمه قومه للزمن المستحرج الماحل ولم يذكر الثاني.
ولكنكة الهندي في كتبها ذكر طالع الحسن بن علي رضي الله عنهما وطوالع سائر الخلفاء والملوك والأمراء ولم أدر أنه كيف وقع لهما السهو والنسيان في أمثال هذا وأن الحسن رضي الله عنه أشهر من أخيه رضي الله عنه وأكبر سناً منه وهو مقدم أولاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفاطمة رضي الله عنها.
الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما هو أبو عبد الله الحسين أمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فهو ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وحافد عمه وقرة عينه وريحان قلبه.
وكانت عائشة تقول: سمعت رسول الله عليه السلام وهو يقول: الحسين ريحانة قلبي.
وكانت عائشة إذا رأته قالت: السلام عليك يا ريحانة رسول الله.
ولادته كانت في ليله الخامسة من شعبان سنة أربع من الهجرة.
وحملت به فاطمة بعد ولادة الحسن بخمسين يوماً وأمر النبي صلى الله عليه وآله بأن يحلق شعره وتصدق بوزنه فضة وعق عنها كبشاً.
صورته وهيئته وطالعه كما ذكر السهائي وكنكة الهندي كما في هذه الزائجة والله أعلم.
والتفاوت بين ولادة أبيه وبين ولادته من السنين القمرية.
من شبه كان شبه برسول الله صلى الله عليه وآله من سرته إلى قدميه.
وكان أبيض اللون أبلج مفلج الأسنان معتدل القامة.
وقيل: إنه إذا قعد في موضع مظلم يهتدى إليه لبياض جبينه ووجهه ونحره وقد وخطه الشيب حين قتل رضي الله عنه.
وقتل يوم الجمعة عاشر المحرم سنة إحدى وستين.
وقيل: قتل يوم السبت.
والأول هو الأصح.
وقيل: يوم الإثنين فهو خطأ وهو قول العوام لأن أصحاب التواريخ اتفقوا على أن أول المحرم في هذه السنة يوم الأربعاء.
.
يقولون: مات ودرج وانقرض ولم يعقب وفي كل لفظ فائدة يعرفها أرباب تلك الصناعة.
فأصل درج كما ذكر الجوهري في كتاب الصحاح: مشى يقال: درج الرجل والضب يدرج دروجاً ودرجاناً أي مشى ودرج أي مضى لسبيله.
يقال: درج القوم إذا انقرضوا والإندراج مثله وفي المثل أكذب من درب ودرج أي: أكذب الأحياء والأموات.
قال الأصمعي: درج الرجل إذا لم يخلف نسلاً.
فأهل المغرب يطلقون لفظ درج على من مات فحسب وأهل العراق يطلقون لفظ درج على من انقرض ولم يخلف نسلاً والأصل في درج أي مات ولم يخلف نسلاً وانقرض أي: كان له عقب فانقرض هو وعقبه.
والشبهة في الأنساب تقع من هذا اللفظ لأن من انتمى إلى من لا عقب له أوله عقب فانقرض كان مدعياً.
وفي من لا عقب له خلاف بين النسابين فقوم يقطعون على واحد أنه لا عقب له وقوم يشكون فيه وفي عقبه وها هنا تسكب العبرات.
فصل ذكر السادات الذين خرجوا وتبعهم الناس وادعوا الإمامة وهم أئمة الزيدية
أولهم: زيد بن زين العابدين رضي الله عنه هو أبو الحسين زيد بن زيد العابدين رضي الله عنه أمه أم ولد يقال لها: جيداً والمختار اشتراها بثلاثين ألف درهم وأهداها إلى زين العابدين رضي الله عنه.
وكانت ولادة زيد في سنة خمس وسبعين ولما بشر بولادته زين العابدين رضي الله عنه رفع المصحف ونظر فيه فخرج من أول السطر " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " ففتح المصحف مرة أخرى فوقع في أول السطر " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله " ثم فتح مرة أخرى فخرج " وفضل الله المجاهدين على القاعدين " فقال زين العابدين رضي الله عنه خرج في الكوفة أول ليلة من صفر سنة اثنين وعشرين ومائة فقتله واحد من غلمان يوسف بن عمر بن هبيرة رماه بسهم في المصاف.
فجزوا رأسه وبعثوا به إلى هشام بن عبد الملك وصلبوا جسده بالكناسة فبقي مصلوباً إلى أن ظهرت رايات بني العباس فأمر الوليد بن يزيد بإنزاله عن خشبته وإحراقه ففعل ذلك وذروه في الفرات.
يحيى بن زيد بن علي رضي الله عنه هو أبو طالب يحيى بن زيد أمه ريطة بنت عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه انتقل إلى خراسان ونزل بسانزوار في المسجد يقال له: مسجد شاذان.
وقتل بجوزجانان في رمضان سنة ست وعشرين ومائة عشية يوم الجمعة فقتل وصلب ولم يزل مصلوباً حتى ظهر أبو مسلم وأنزله وكفنه ودفنه وأمر بقتل من قتله وباع عليه سبعة أيام.
النفس الزكية هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى ابن الحسن المجتبى ابن أبي طالب رضي الله عنهما.
وقيل لأبيه: محض لأنه لم يكن في نسبه أم ولد أمه هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن عبد المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي.
وروي أنها حبلت في أربع سنين وولد في سنة مائة من الهجرة وخرج في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين ومائة.
وقيل: في شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة طعنه حميد بن قحطبة.
أخوه إبراهيم بن عبد الله هو أبو الحسن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن رضي الله عنه.
وقيل: كل من اسمه إبراهيم من آل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فكنيته أبو الحسن.
أمه أم أخيه.
وخرج بالبصرة وخطب يوماً وقال في أثناء خطبته: اللهم يا حافظ الآباء في الأبناء احفظ ذرية نبيك واذكرنا عندك بمحمد عليه السلام فإنك تذكر الآباء بالأبناء فارتج المسجد بالبكاء وحاربه عيسى بن موسى من جهة المنصور فانهزم منه عيسى وإبراهيم واقف فأصابه سهم عرب فنزل من دابته وقضى نحبه بموضع يقال له: باخمرى في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائة.
الحسين بن علي الفخي هو أبو عبد الله الحسين بن علي بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
أمه زينب بنت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
وقيل لأبيه وأمه: الزوج الصالح لعبادتهما.
خرج في ذي القعدة سنة تسع وستين ومائة وخطب بالمدينة وقال: أنا ابن رسول الله على منبر رسول الله في حرم رسول الله أدعو أمة رسول الله إلى كتاب الله وسنة جدي رسول الله.
سار إلى فخ.
وقيل: إن حماد التركي في المصاف رماه بسهم فقتل يوم عرفة في سنة تسع وستين ومائة.
يحيى بن عبد الله هو أبو عبد الله يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
أمه قريبة بنت عبد الله بن أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود.
اختار جيل الديلم وأظهر الدعوة في الديلم فأخرجه هارون الرشيد من الديلم إلى بغداد حتى مات في الحبس.
السيد محمد بن إبراهيم هو أبو القاسم محمد بن إبراهيم طباطبا.
أمه أم الزبير بنت عبد الله بن أبي بكر بن عباس.
خرج من المدينة إلى الكوفة باستدعاء أبي السرايا السري بن منصور الشيباني وظهر يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى سنة تسع وسبعين ومائة.
السيد القاسم بن إبراهيم هو أبو محمد القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل.
أمه هند بنت عبد الملك بن سهل بن مسلم.
قيل: كان نجم آل رسول الله.
بايعه أهل مكة والمدينة والكوفة وأهل الري وقزوين وطبرستان والديلم فأقام بمصر نحو عشر سنين.
وتوفي بذي الحليفة سنة ست وأربعين ومائة.
السيد يحيى الملقب بالهادي إلى الحق هو أبو الحسين يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن.
أمه أم الحسن بنت السيد محمد بن الحسن بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن رضي الله عنه.
ظهر باليمن ودعا إلى نفسه مدة.
وأول ظهوره في سنة ثمانين ومائتين.
ومات في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين ومائتين.
الناصر للحق هو أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
أمه أم ولد.
قد كان به طرش من ضربة أصابت أذنه أقام بطبرستان في كورة آمل في شعبان سنة أربع وثلاثمائة وله أربع وسبعون سنة وكانت مدة ظهوره بآمل ثلاث سنين وأشهر.
الداعي إلى الله هو الحسين بن القاسم ورد آمل في رمضان يوم الثلاثاء لرابع عشرين من سنة أربع وثلاثمائة بقي على أمره بعد الناصر اثنا عشر سنة.
وقيل: سنة ست عشر وثلاثمائة يوم الثلاثاء وقت العصر في السابع والعشرين من رمضان.
المرتضى لدين الله هو أبو القاسم محمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
أمه فاطمة بنت الحسن بن القاسم بن إبراهيم.
ولد في سنة ثمان وسبعين ومائتين.
وكان فقيهاً عالماً بالأصول والفروع وله تصانيف كثيرة.
ومات بصعدة سنة عشرين وثلاثمائة.
الناصر لدين الله هو أبو الحسن أحمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
أمه أم أخيه المرتضى كان عالماً بطلاً توفي سنة خمس عشر وثلاثمائة.
المهدي لدين الله هو أبو عبد الله محمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن الشجري ابن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
أمه بنت فيروز الديلمي.
خرج إلى فارس فأكرمه عماد الدولة علي بن بوية.
وكان يختلف إلى أبي الحسن الكرخي ويتعلم منه ومضى إلى حوشم وأقام بها فحاربه صاحب طبرستان وكان معه سيف لحمزة بن عبد المطلب وكان يقاتل به ودس إليه صاحب طبرستان رجلاً وسقاه السم فمات ومضى لسبيله في سنة ستين وثلاثمائة.
ولم يكن للزيدية إمام معتبر مذكور في الكتاب فهؤلاء السادات أئمة الزيدية الذين خرجوا وقاتلوا والله أعلم.
فصل في سبب تأليف هذا الكتاب
وقد أعانني على تأليف هذا الكتاب الأمير السيد الإمام النسابة شمس الدين شرف الإسلام فخر السادة نسابة خراسان أبو الحسن علي بن السيد النقي بن المطهر بن الحسن الحسني.
وهذا السيد قد رخى عمره في تحصيل كتب الأنساب وتعلم طرقها واختلف بمرو إلى الإمام الحسن بن محمد بن علي بن إبراهيم القطان الطبيب مصنف كتاب الدوحة.
ولولا هذا السيد الإمام العالم النسابة وكتبه لما تيسر في تلك الفتنة العمياء التي لم يبق فيها بنيشابور بيوت كتب ولا واحد ممن يعرف نسبه فضلاً عن نسب آل رسول الله صلى الله عليه وآله تأليف هذا الكتاب.
ولكني دخلت بسببه ووسائل ما عنده من الكتب بيوت هذه المقاصد من الأبواب فجزاه الله في الدارين أحسن الجزاء وحشره مع آبائه الأتقياء فإنه بقية السادات الأشراف والخلف الصالح عن الأسلاف.
فصل معاني الأسماء في نسب بني هاشم معد
مأخوذ من موضع رجل الراكب من الفرس.
وقيل: مأخوذ من معد في الأرض فيكون مفعلاً من ذلك.
نوف: النوفل الرجل الكثير العطاء.
قال الشاعر: بأبي الظلامة منه النوفل الزفر نزار فعال من الشيء الزوال القليل لمن يقول: تسود أقوام وليسوا بسادة بل السيد الميمون سلمى بن جندل وقد تزوج بليلى معد.
قيل: علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فولدت له ما ذكرناه.
وكانت عند عبد الله بن جعفر وبنت علي رضي الله عنه زوجته على ليلى.
يحيى بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمه أسماء بنت عميس وكانت تحت أخيه جعفر فلما قتل جعفر تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فولدت له يحيى ومات يحيى في حياة علي رضي الله عنه.
ولأسماء من جعفر: عبد الله ومحمد وعون.
أم الحسن ورملة أمهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود وكانت أم الحسن بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلم يلد له.
ورملة بنت علي رضي الله عنه كانت عند أبي الهياج عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن أم كلثوم الصغرى زينب الصغرى أم هاني أم الكرام أم جعفر الجمانة أم سلمة ميمونة خديجة فاطمة أمامة هن بنات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وكانت رقية عند مسلم بن عقيل ولها منه عبد الله وعلي ومحمد بني مسلم بن عقيل.
وكانت زينب الصغرى عند محمد بن عقيل فولدت له عبد الله وفيه العقب.
وكانت أم هاني بنت علي رضي الله عنه عند عبد الله الأكبر بن عقيل بن أبي طالب فولدت له محمد وقتل بكربلاء.
وكانت ميمونة بنت علي رضي الله عنه عند عبد الله بن عقيل فولدت له عقيلاً.
وكانت أم كلثوم الصغرى اسمها نفيسة عند عبد الله بن عقيل فولدت له أم عقيل ثم تزوجها كثير بن العباس فولدت له نفيسة وتزوجها عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
وكانت خديجة بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب فولدت له حميدة ثم تزوجها عبد الرحمن بن عبد الله بن غامر بن كريز.
وكانت فاطمة بنت علي رضي الله عنه عند أبي سعد بن عقيل بن أبي طالب فولدت له حميدة ثم تزوجها سعد بن الأسود بن البختري فولدت له برة ثم تزوجها المنذر بن عبيدة ثم وكانت أمامة بنت علي رضي الله عنه عند الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب فولدت له نفيسه وتوفيت عنده والسلام.
ومن أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي أكثر البنات المذكورات.
ومن تغلبية رقية.
ومن أسماء بنت عميس يحيى ومسلمة.
أبناء علي ولما كان المقصود من هذا الكتاب ذكر الأنساب فذكر من له نسب وعقب أولى من ذكر من لا عقب له إلا أنا نذكر من لا عقب له حتى لا ينتسب إليه أحد والله أعلم.
الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وقال بعض علماء السلف: هو آخر الخلفاء وبمدة ولايته تمت أيام الخلافة لقول النبي صلى الله عليه وآله: الخلافة بعدي ثلاثون سنة.
فخلافة أبي بكر ومدة ولايته سنتان وأربعة أشهر.
ومدة خلافة عمر بن الخطاب عشر سنين وستة أشهر.
ومدة ولاية عثمان بن عفان اثنتا عشرة سنة.
ومدة ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه أربعة سنين وتسعة أشهر.
فجميع تلك المدة تسعة وعشرين سنة وسبعة أشهر وبقي إلى تمام ثلاثين ستة أو خمسة أشهر وهذه المدة بقي الذي كان فيها أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما مستنداً بالخلافة قبل مصالحة أهل الشام.
كنيته أبو محمد.
وكان دون الطويل وفوق الربعة جميلاً أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله.
وكان يخضب بالحناء والكتم وهم ممن لبس الطيلسان.
وبويع له يوم الأحد التاسع عشر من رمضان وقيل: في الثاني والعشرين من رمضان سنة أربعين بايعه أهل الحل والعقد ومن بقي من المهاجرين والأنصار ومن نكل من بيعة الله فقد بايعه طوعاً إلا من كان بدمشق.
ومدة ولايته خمسة أشهر ثم صالح معاوية وعمره ما بين الأربعين والخمسين.
وقيل: عاش اثنتا وأربعين سنة.
وقيل: ثمان.
وهو أصح.
وكان الجراح بن سنان رماه بخنجر وقيل: بمقول في فخذه حين طلبوا منه الأمان وضيعوه فلما أفردوه أمضى الصلح.
وولادته كانت بالمدينة.
وأمروا والي المدينة سعيد بن العاص حتى سقاه السم مع سعد بن أبي وقاص وجماعة من المهاجرين فمات الحسن رضي الله عنه مسموماً بعد يومين وسعد بن أبي وقاص في يومه.
وقيل: سقته جعدة بنت أبي الأشعث بن قيس وكانت زوجته.
وصلى عليه الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
وقيل: كان نقش خاتمه الله أكبر وبه أستغيث.
وكان كاتبه خاله من قبل هند بن أبي هالة ولفاطمة الزهراء رضي الله عنها أخ من الأم يقال له: هند بن أبي هالة له روايات عن النبي صلى الله عليه وآله ولا يدخل حجرة فاطمة رضي الله عنها من الرجال إلا رسول الله صلى الله عليه وآله والعباس ثم علي رضي الله عنه ثم الحسن والحسين رضي الله عنهما ثم هند بن أبي هالة وهو أخوها من أمها ولهذا قيل لخديجة: أم هند.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله للحسن بن علي رضي الله عنهما: إن ابني هذا لسيد له سؤددي وهيبتي والحسين هذا ابني أيضاً له جرأتي وجودي.
وللحسن بن علي رواية عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وعن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن أمه فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
وقيل: لما ولدت فاطمة رضي الله عنها حملته أسماء بنت عميس وقالت: يا رسول الله هذا صبي حسن فسماه رسول الله صلى الله عليه وآله حسناً فلما ولدت فاطمة رضي الله عنها الحسين رضي الله عنه حملته أسماء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت: يا رسول الله هذا أحسن من أول فسماه حسيناً.
وقيل: إن الحسن بن علي رضي الله عليهما كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله من الصدر إلى السرة والحسين أشبه الناس به من السرة إلى القدم.
وقال واحد لأبي جحيفة صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله هل رأيت الحسن قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وإن الحسن بن علي رضي الله عنهما كان يشبهه.
وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من أحب الحسن والحسين أحبني.
وقيل: اضطرع الحسن والحسين رضي الله عنهما عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله هيه يا حسن فخذ حسيناً فقالت فاطمة الزهراء رضي الله عنها: يا رسول الله أتنهض الكبير على الصغير فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا جبرئيل يقول: أيها حسين خذ الحسن فاضطرعا ولم يصرح واحد منهما صاحبه.
وقال عبد الله بن عمر: حج الحسن بن علي رضي الله عنهما عشرين حجة ماشياً وإن النجائب ليقاد معه.
وقيل: كانت ولادة الحسين رضي الله عنه بعد ولادة الحسن رضي الله عنه بثلاثة عشر شهراً.
وقال النجاشي الشاعر يرثي الحسن بن علي رضي الله عنهما: يا جعدة بكية ولا تسأمي بكاء حق ليس بالباطل على ابن بنت الطاهر المصطفى وابن عم المصطفى الفاضل أعني فتى أسلمه قومه للزمن المستحرج الماحل ولم يذكر الثاني.
ولكنكة الهندي في كتبها ذكر طالع الحسن بن علي رضي الله عنهما وطوالع سائر الخلفاء والملوك والأمراء ولم أدر أنه كيف وقع لهما السهو والنسيان في أمثال هذا وأن الحسن رضي الله عنه أشهر من أخيه رضي الله عنه وأكبر سناً منه وهو مقدم أولاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفاطمة رضي الله عنها.
الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما هو أبو عبد الله الحسين أمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فهو ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وحافد عمه وقرة عينه وريحان قلبه.
وكانت عائشة تقول: سمعت رسول الله عليه السلام وهو يقول: الحسين ريحانة قلبي.
وكانت عائشة إذا رأته قالت: السلام عليك يا ريحانة رسول الله.
ولادته كانت في ليله الخامسة من شعبان سنة أربع من الهجرة.
وحملت به فاطمة بعد ولادة الحسن بخمسين يوماً وأمر النبي صلى الله عليه وآله بأن يحلق شعره وتصدق بوزنه فضة وعق عنها كبشاً.
صورته وهيئته وطالعه كما ذكر السهائي وكنكة الهندي كما في هذه الزائجة والله أعلم.
والتفاوت بين ولادة أبيه وبين ولادته من السنين القمرية.
من شبه كان شبه برسول الله صلى الله عليه وآله من سرته إلى قدميه.
وكان أبيض اللون أبلج مفلج الأسنان معتدل القامة.
وقيل: إنه إذا قعد في موضع مظلم يهتدى إليه لبياض جبينه ووجهه ونحره وقد وخطه الشيب حين قتل رضي الله عنه.
وقتل يوم الجمعة عاشر المحرم سنة إحدى وستين.
وقيل: قتل يوم السبت.
والأول هو الأصح.
وقيل: يوم الإثنين فهو خطأ وهو قول العوام لأن أصحاب التواريخ اتفقوا على أن أول المحرم في هذه السنة يوم الأربعاء.
.