الجزائر تفقد أحد أعمدة التصوف
العالم الجليل الحاج عبد القادر بن طه الملّقب بدحاح البوزيدي في ذمة الله
2012.01.05
رزئ أهل الطريق برحيل أحد أعمدة التصوف في الجزائر، الحاج عبد القادر بن طه، الملّقب بدحاح البوزيدي، القائم بمشيخة زاوية جدّه الشريف الغوث الربّاني سيدي محمد بن الحبيب البوزيدي المعروف بسيدي حمو الشيخ قدّس الله سرهما.
لقد شاء المولى الحيّ القيّوم جلّ جلاله أن يستردّ وديعته في آخر يوم من العام الماضي 2011، وأن تتمّ مواراة جثمانه الطاهر في الفاتح من هذا العام الميلادي الجديد، فلله ما أعطى ولله ما أخذ.
ومن باب الوفاء لهذه الشخصية المسهمة في إثراء الفضاء الديني الروحي، والثقافي بوطننا المفدّى، ارتأيت أن أقول عنه كلمة، فهو وإن عاش زهاء أربعة وستين عاما بحسابنا القاصر المقصر، فقد كانت كل لحظة من لحظات عمره مفعمة بجلائل الأعمال، ونوافع الأقوال، وفضائل الأحوال، لقد كرّس شبابه لحفظ كتاب الله تعالى والاغتراف من منابع العلوم الدّينية واللّغوية، وما إن بلغ سنّ الثامنة عشرة حتى أنيطت به مسؤولية جسيمة تمثلت في خلافة المرحوم والده في تسيير شؤون الزاوية ومنذئذ وهو يصول ويجول، ويسيح في الجزائر والبلدان الإسلامية ممثلا بلاده والصوفية معا تمثيل العارفين بالله، وقد وفقه الله سبحانه تعالى فوسّع الزاوية البوزيدية وأعاد بناء الزاوية القديمة بحي تيجديت الشهير، وشيّد زاوية ثانية بحي خروبة أضحت بفضل الله وجوده جوهرة تشعّ بالأسرار والأنوار.
وعلاوة على اضطلاعه بمهام التلقين، والتدريس، والتربية الروحية والمنافحة عن طريق القوم، فقد أكرمه المولى جلّ جلاله فأجرى على يديه صدقات جارية تمثلت في بناء زوايا أخرى بوسط البلاد وغربه وشرقه مع إسهامه في تنشيط الحياة الروحية بها، ولا عجب أن كانت آخر سياحة روحية له في شرق البلاد إذ زار الزوايا بكل من قسنطينة، الخروب، سطيف، ڤالمة وعنابة، مختتما زياراته الوداعية بالزاوية العلوية بحيدرة بالعاصمة، والتي طالما تحلق حوله فيها المحلقون من مريدين وأساتذة ليغترفوا من مناهل علمه الجامع بين الشريعة والحقيقة في حضرة شيخ الزاوية سيدي عبد الله بوحارة أمدّ الله في عمره.
ومن كرم الله وجوده علينا، أن عرّفنا به، فجالسناه وسافرنا معه في سياحات روحية داخل الوطن وخارجه، وأنعم المولى الوهاب علينا بتصدير مؤلفاته الأربعة، وها أنذا أذكرها مع جعل كل عنوان منها مقرونا بجملة أمدّنا الله بها في معرض التصدير:
1 - كتاب الضياء اللامع في تعريف منبع النور الساطع سيدي الشيخ العلوي المستغانمي (1869-1934)
2 - كتاب الأنوار القدسية الساطعة على الحضرة البوزيدية
3 - كتاب الجامع لأحكام الجمعة وأبطال تأويل المبتدعة
4 - كتاب الوصول إلى معاني و أسرار القول المقبول
إنها إذن نفحات لا يتذوق معانيها إلا من جاد عليه المولى سبحانه وتعالى بمحبة القوم رضوان الله عليهم، ومحبة إمامهم خاتم الأنبياء والمرسلين عليه وعليهم جميعا، أفضل الصلاة وأزكى التسليم ومحبة الحبيب الأكبر تبارك تعالى، مصداقا لقوله تعالى:{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} سورة آل عمران الآية 31).
فاللهم أفض عليه - عشية إحياء الذكرى الأسبوعية الأولى لوفاته، وفي كل وقت وحين- من كرمك وجودك ما يرضيه وفوق الرضا، وأسكنه في دار المزيد إلى جوار جدّه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
بلقاسم آيت حمّو
العالم الجليل الحاج عبد القادر بن طه الملّقب بدحاح البوزيدي في ذمة الله
2012.01.05
رزئ أهل الطريق برحيل أحد أعمدة التصوف في الجزائر، الحاج عبد القادر بن طه، الملّقب بدحاح البوزيدي، القائم بمشيخة زاوية جدّه الشريف الغوث الربّاني سيدي محمد بن الحبيب البوزيدي المعروف بسيدي حمو الشيخ قدّس الله سرهما.
لقد شاء المولى الحيّ القيّوم جلّ جلاله أن يستردّ وديعته في آخر يوم من العام الماضي 2011، وأن تتمّ مواراة جثمانه الطاهر في الفاتح من هذا العام الميلادي الجديد، فلله ما أعطى ولله ما أخذ.
ومن باب الوفاء لهذه الشخصية المسهمة في إثراء الفضاء الديني الروحي، والثقافي بوطننا المفدّى، ارتأيت أن أقول عنه كلمة، فهو وإن عاش زهاء أربعة وستين عاما بحسابنا القاصر المقصر، فقد كانت كل لحظة من لحظات عمره مفعمة بجلائل الأعمال، ونوافع الأقوال، وفضائل الأحوال، لقد كرّس شبابه لحفظ كتاب الله تعالى والاغتراف من منابع العلوم الدّينية واللّغوية، وما إن بلغ سنّ الثامنة عشرة حتى أنيطت به مسؤولية جسيمة تمثلت في خلافة المرحوم والده في تسيير شؤون الزاوية ومنذئذ وهو يصول ويجول، ويسيح في الجزائر والبلدان الإسلامية ممثلا بلاده والصوفية معا تمثيل العارفين بالله، وقد وفقه الله سبحانه تعالى فوسّع الزاوية البوزيدية وأعاد بناء الزاوية القديمة بحي تيجديت الشهير، وشيّد زاوية ثانية بحي خروبة أضحت بفضل الله وجوده جوهرة تشعّ بالأسرار والأنوار.
وعلاوة على اضطلاعه بمهام التلقين، والتدريس، والتربية الروحية والمنافحة عن طريق القوم، فقد أكرمه المولى جلّ جلاله فأجرى على يديه صدقات جارية تمثلت في بناء زوايا أخرى بوسط البلاد وغربه وشرقه مع إسهامه في تنشيط الحياة الروحية بها، ولا عجب أن كانت آخر سياحة روحية له في شرق البلاد إذ زار الزوايا بكل من قسنطينة، الخروب، سطيف، ڤالمة وعنابة، مختتما زياراته الوداعية بالزاوية العلوية بحيدرة بالعاصمة، والتي طالما تحلق حوله فيها المحلقون من مريدين وأساتذة ليغترفوا من مناهل علمه الجامع بين الشريعة والحقيقة في حضرة شيخ الزاوية سيدي عبد الله بوحارة أمدّ الله في عمره.
ومن كرم الله وجوده علينا، أن عرّفنا به، فجالسناه وسافرنا معه في سياحات روحية داخل الوطن وخارجه، وأنعم المولى الوهاب علينا بتصدير مؤلفاته الأربعة، وها أنذا أذكرها مع جعل كل عنوان منها مقرونا بجملة أمدّنا الله بها في معرض التصدير:
1 - كتاب الضياء اللامع في تعريف منبع النور الساطع سيدي الشيخ العلوي المستغانمي (1869-1934)
2 - كتاب الأنوار القدسية الساطعة على الحضرة البوزيدية
3 - كتاب الجامع لأحكام الجمعة وأبطال تأويل المبتدعة
4 - كتاب الوصول إلى معاني و أسرار القول المقبول
إنها إذن نفحات لا يتذوق معانيها إلا من جاد عليه المولى سبحانه وتعالى بمحبة القوم رضوان الله عليهم، ومحبة إمامهم خاتم الأنبياء والمرسلين عليه وعليهم جميعا، أفضل الصلاة وأزكى التسليم ومحبة الحبيب الأكبر تبارك تعالى، مصداقا لقوله تعالى:{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} سورة آل عمران الآية 31).
فاللهم أفض عليه - عشية إحياء الذكرى الأسبوعية الأولى لوفاته، وفي كل وقت وحين- من كرمك وجودك ما يرضيه وفوق الرضا، وأسكنه في دار المزيد إلى جوار جدّه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
بلقاسم آيت حمّو