أدبيات في حياة الحسن بن علي رضي الله عنه
أدبيات في حياة الحسن بن علي رضي الله عنه
أخرج الدارمي في مسنده والبيهقي مدخله من جهة شرحبيل بن سعد قال دعا الحسن بن علي بن أبي طالب بنيه وبني أخيه فقال يا بني وبني أخي إنكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين فتعلموا العلم فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو قال يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته [ المقاصد الحسنة للسخاوي 1/ 368 ] .
وكان الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يتمثل كثيراً ويقول:
يا أهل لذات دنيا لا بقال لها ... إن اغتراراً بظل زائل حمق [ إحياء علوم الدين للغزالي 2/403 ]
وقيل له: إن أبا ذر يقول: الفقر أحب إليّ من الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة، فقال: رحم اللّه أبا ذر، أما أنا فأقول: من اتكل على حسن اختيار اللّه عز وجل لم يتمن غير الحالة التي اختارها اللّه عز وجل. وهذا حد الوقوف على الرضا بما يصرف به القضاء.
ومن كلامه رضي اللّه عنه: كن في الدنيا ببدنك، وفي الآخرة بقلبك. [ سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 2/ 38 ]
وعن الحارث الأعور: أن علياً عليه السلام سأل ابنه الحسن عن أشياء من أمر المروءة فقال: يا بني ما السداد ؟ قال: يا أبه، السداد دفع المنكر بالمعروف.قال: فما الشرف ؟ قال: اصطناع العشيرة وحمل الجريرة.قال: فما المروءة ؟ قال: العفاف وإصلاح المرء حاله.قال: فما الدقة ؟ قال: النظر في اليسير ومنع الحقير.قال: فما اللؤم ؟ قال: إحراز المرء نفسه وبذله عرسه من اللؤم.قال: فما السماحة ؟ قال: العدل في اليسر والعسر.
قال: فما الشح ؟ قال: أن ترى ما في يديك شرفاً وما أنفقته تلفاً.قال: فما الإخاء ؟ قال: الوفاء في الشدة والرخاء.قال: فما الجبن ؟ قال: الجرأة على الصديق والنكول عن العدو.قال: فما الغنيمة ؟ قال: الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة.
قال: فما الحلم ؟ قال: كظم الغيظ وملك النفس.قال: فما الغنى ؟ قال: رضاء النفس بما قسم الله عز وجل لها وإن قل، فإنما الغنى غنى النفس.قال: فما الفقر ؟ قال: شره النفس في كل شيء.قال: فما المنعة ؟ قال: شدة البأس ومقارعة أشد الناس.قال: فما الذل ؟ قال: الفزع عند المصدوقة.قال: فما الجرأة ؟ قال: موافقة الأقران.قال: فما الكلفة ؟ قال: كلامك فيما لا يعنيك.قال: فما المجد ؟ قال: أن تعطي في الغرم وأن تعفو عن الجرم.قال: فما العقل ؟ قال: حفظ القلب كل ما استرعيته.قال: فما الخرق ؟ قال: معاداتك لإمامك ورفعك عليه كلامك.قال: فما السنا ؟ قال: إتيان الجميل وترك القبيح.قال: فما الحزم ؟ قال: طول الأناة والرفق بالولاة، والاحتراس من الناس بسوء الظن هو الحزم.قال: فما الشرف ؟ قال: موافقة الإخوان وحفظ الجيران.قال: فما السفه ؟ قال: اتباع الدناة ومصاحبة الغواة.قال: فما الغفلة ؟ قال: تركك المسجد وطاعتك المفسد.قال: فما الحرمان ؟ قال: تركك حظك وقد عرض عليك.قال: فما السيد ؟ قال: السيد: الأحمق في المال المتهاون في عرضه، يشتم فلا يجيب، المتحزن بأمر عشيرته هو السيد.قال: ثم قال علي رضي الله عنه : يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا حسب كحسن الخلق، ولا ورع كالكف، ولا عبادة كالتفكر، ولا إيمان كالحياء والصبر، وآفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، وآفة الظرف الصلف، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر. يا بني لا تستخفن برجل تراه أبداً، فإن كان أكبر منك فعد أنه أبوك، وإن كان مثلك فهو أخوك، وإن كان أصغر منك فاحسب أنه ولدك.
وقال المدائني: قال معاوية للحسن بن علي: ما المروءة يا أبا محمد ؟ قال: فقه الرجل في دينه، وإصلاح معيشته، وحسن مخالقته.قال: فما النجدة ؟ قال: الذب عن الجار، والإقدام على الكريهة، والصبر على النائبة. قال: فما الجود ؟ قال: التبرع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال والإطعام في المحل. [ مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 2/ 404 ]
ومن كلامه رضي اللّه عنه: كن في الدنيا ببدنك، وفي الآخرة بقلبك. وكان يقول لبنيه وبني أخيه: تعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يحفظه - أو قال يرويه - فليكتبه وليضعه في بيته.
ورأى سيدنا أبو بكر الحسن - رضي اللّه عنهما - وهو يلعب مع الصبيان، فحمله أبو بكر على عاتقه وقال: بأبي، شبيه بالنبي ليس شبيهاً بعلي، وعلي رضي اللّه عنه يتبسم. وقد كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يجله ويعظمه، ويحترمه ويكرمه، وكذلك عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه.
وقد جاء الحسن والحسين يوم الدار وعثمان محصور، ومعهما السلاح ليقاتلا عن عثمان، فخشي عثمان عليهما، وأقسم عليهما ليرجعان إلى منازلهما، تطييباً لقلب علي وخوفاً عليهما، وكان علي - رضي اللّه عنه وكرم وجهه - أرسلهما وأمرهما بذلك، وكان علي يكرم الحسن إكراماً زائداً، ويعظمه ويبجله. وكان ابن عباس يأخذ الركاب للحسن والحسين إذا ركبا، ويرى هذا مِنَ النعم. وكان إذا طافا بالبيت يكاد الناس يحطمونهما مِما يزدحمون عليهما للسلام عليهما، رضي اللّه عنهما وأرضاهما.
وروى الحافظ أبو نعيم وغيره عن الشعبي - رحمه اللّه تعالى - أنه قال: أما بعد، فإن أكيس الكيس التقي، وأحمق الحمق الفجور، وإن هذا الأمر الذي اختلفت عليه أنا ومعاوية إنما هو حق لامرئ، فإن كان له فهو أحق بحقه، وإن كان لي فقد تركته له إرادة صلاح الأمة وحقن دمائهم " وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين " " الأنبياء: 111 " ثم نزل.
وكان عبد اللّه بن الزبير يقول: واللّه ما قامت النساء عن مثل الحسن.
أدبيات في حياة الحسن بن علي رضي الله عنه
أخرج الدارمي في مسنده والبيهقي مدخله من جهة شرحبيل بن سعد قال دعا الحسن بن علي بن أبي طالب بنيه وبني أخيه فقال يا بني وبني أخي إنكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين فتعلموا العلم فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو قال يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته [ المقاصد الحسنة للسخاوي 1/ 368 ] .
وكان الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يتمثل كثيراً ويقول:
يا أهل لذات دنيا لا بقال لها ... إن اغتراراً بظل زائل حمق [ إحياء علوم الدين للغزالي 2/403 ]
وقيل له: إن أبا ذر يقول: الفقر أحب إليّ من الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة، فقال: رحم اللّه أبا ذر، أما أنا فأقول: من اتكل على حسن اختيار اللّه عز وجل لم يتمن غير الحالة التي اختارها اللّه عز وجل. وهذا حد الوقوف على الرضا بما يصرف به القضاء.
ومن كلامه رضي اللّه عنه: كن في الدنيا ببدنك، وفي الآخرة بقلبك. [ سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 2/ 38 ]
وعن الحارث الأعور: أن علياً عليه السلام سأل ابنه الحسن عن أشياء من أمر المروءة فقال: يا بني ما السداد ؟ قال: يا أبه، السداد دفع المنكر بالمعروف.قال: فما الشرف ؟ قال: اصطناع العشيرة وحمل الجريرة.قال: فما المروءة ؟ قال: العفاف وإصلاح المرء حاله.قال: فما الدقة ؟ قال: النظر في اليسير ومنع الحقير.قال: فما اللؤم ؟ قال: إحراز المرء نفسه وبذله عرسه من اللؤم.قال: فما السماحة ؟ قال: العدل في اليسر والعسر.
قال: فما الشح ؟ قال: أن ترى ما في يديك شرفاً وما أنفقته تلفاً.قال: فما الإخاء ؟ قال: الوفاء في الشدة والرخاء.قال: فما الجبن ؟ قال: الجرأة على الصديق والنكول عن العدو.قال: فما الغنيمة ؟ قال: الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة.
قال: فما الحلم ؟ قال: كظم الغيظ وملك النفس.قال: فما الغنى ؟ قال: رضاء النفس بما قسم الله عز وجل لها وإن قل، فإنما الغنى غنى النفس.قال: فما الفقر ؟ قال: شره النفس في كل شيء.قال: فما المنعة ؟ قال: شدة البأس ومقارعة أشد الناس.قال: فما الذل ؟ قال: الفزع عند المصدوقة.قال: فما الجرأة ؟ قال: موافقة الأقران.قال: فما الكلفة ؟ قال: كلامك فيما لا يعنيك.قال: فما المجد ؟ قال: أن تعطي في الغرم وأن تعفو عن الجرم.قال: فما العقل ؟ قال: حفظ القلب كل ما استرعيته.قال: فما الخرق ؟ قال: معاداتك لإمامك ورفعك عليه كلامك.قال: فما السنا ؟ قال: إتيان الجميل وترك القبيح.قال: فما الحزم ؟ قال: طول الأناة والرفق بالولاة، والاحتراس من الناس بسوء الظن هو الحزم.قال: فما الشرف ؟ قال: موافقة الإخوان وحفظ الجيران.قال: فما السفه ؟ قال: اتباع الدناة ومصاحبة الغواة.قال: فما الغفلة ؟ قال: تركك المسجد وطاعتك المفسد.قال: فما الحرمان ؟ قال: تركك حظك وقد عرض عليك.قال: فما السيد ؟ قال: السيد: الأحمق في المال المتهاون في عرضه، يشتم فلا يجيب، المتحزن بأمر عشيرته هو السيد.قال: ثم قال علي رضي الله عنه : يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا حسب كحسن الخلق، ولا ورع كالكف، ولا عبادة كالتفكر، ولا إيمان كالحياء والصبر، وآفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، وآفة الظرف الصلف، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر. يا بني لا تستخفن برجل تراه أبداً، فإن كان أكبر منك فعد أنه أبوك، وإن كان مثلك فهو أخوك، وإن كان أصغر منك فاحسب أنه ولدك.
وقال المدائني: قال معاوية للحسن بن علي: ما المروءة يا أبا محمد ؟ قال: فقه الرجل في دينه، وإصلاح معيشته، وحسن مخالقته.قال: فما النجدة ؟ قال: الذب عن الجار، والإقدام على الكريهة، والصبر على النائبة. قال: فما الجود ؟ قال: التبرع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال والإطعام في المحل. [ مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 2/ 404 ]
ومن كلامه رضي اللّه عنه: كن في الدنيا ببدنك، وفي الآخرة بقلبك. وكان يقول لبنيه وبني أخيه: تعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يحفظه - أو قال يرويه - فليكتبه وليضعه في بيته.
ورأى سيدنا أبو بكر الحسن - رضي اللّه عنهما - وهو يلعب مع الصبيان، فحمله أبو بكر على عاتقه وقال: بأبي، شبيه بالنبي ليس شبيهاً بعلي، وعلي رضي اللّه عنه يتبسم. وقد كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يجله ويعظمه، ويحترمه ويكرمه، وكذلك عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه.
وقد جاء الحسن والحسين يوم الدار وعثمان محصور، ومعهما السلاح ليقاتلا عن عثمان، فخشي عثمان عليهما، وأقسم عليهما ليرجعان إلى منازلهما، تطييباً لقلب علي وخوفاً عليهما، وكان علي - رضي اللّه عنه وكرم وجهه - أرسلهما وأمرهما بذلك، وكان علي يكرم الحسن إكراماً زائداً، ويعظمه ويبجله. وكان ابن عباس يأخذ الركاب للحسن والحسين إذا ركبا، ويرى هذا مِنَ النعم. وكان إذا طافا بالبيت يكاد الناس يحطمونهما مِما يزدحمون عليهما للسلام عليهما، رضي اللّه عنهما وأرضاهما.
وروى الحافظ أبو نعيم وغيره عن الشعبي - رحمه اللّه تعالى - أنه قال: أما بعد، فإن أكيس الكيس التقي، وأحمق الحمق الفجور، وإن هذا الأمر الذي اختلفت عليه أنا ومعاوية إنما هو حق لامرئ، فإن كان له فهو أحق بحقه، وإن كان لي فقد تركته له إرادة صلاح الأمة وحقن دمائهم " وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين " " الأنبياء: 111 " ثم نزل.
وكان عبد اللّه بن الزبير يقول: واللّه ما قامت النساء عن مثل الحسن.