بسم الله الرحمن الرحيم
منقول عن بحث للدكتور مصطفى حداد جامعة قسنطينة ( مع تصرف بسيط دون اخلال)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة :
يمكن اعتبار اتفاضة بوازيد العامري سنة 1876 م (قرية قديمة للبوازيد ) اهم انتفاضة شهدها القطاع القسنطيني في الربع الاخير من القرن 19 م من حيث العنف الذي صحب احداثها واعداد القوات الفرنسية التي شاركت فيها وجموع المقاومين (المجاهدين )من اهل الزاب (بسكرة) والأوراس, واساليب القمع التي اتبعها الفرنسيون في تشتيت الكثير من افراد عرش اولاد علي بن بوزيد(لبازيد بالعامية)بعد انتهاء المقاومة .
سكان الزاب :
كان عرش لبازيد يتبع اداريا للإدارة العسكرية توقرت(tougourt) فتسبب في تردي الاوضاع الإقتصادية للبوازيد فالقانون المشهور (السيناتوس كونسيلت 1863 م) الذي هدفه تجزئة المجموعات السكانية لخلق ظروف ملائمة للإستعمار لإعادة هيكلة المجتمع الريفي حسب المنظور الفرنسي ليسهل مراقبته والتحكم فيه وخنقه ,وجباية الضرائب
القايد (القومية) : حاكم مدني من أغنياء الأهالي يعينه الإستعمار سيفا مسلطا على السكان يرجعون اليه فيما يهمهم وهوبدوره يرفع تقاريره لاسياده الفرنسيين,وتصرفاته الرعناء واستفزازه الدائم للمواطنين من اسباب تفجر الانتفاضة
سبب الإنتفاضة :
استجاب زعيمي الإنتفاضة الأول الزعيم الروحي (محمدبن يحي من اولادادريس من ذرية الجد علي بن بوزيد) والثاني القائد العسكري ( بن عياش الجباري من ذرية علي بن بوزيد) لتظلمات ابناء عمومتهم من تسلط اذناب الإستعمار ( القياد جمع قايد) فألبوا السكان وحرضهم على المقاومة ضد الأعوان والإدارة المحلية ,فحاول القياد اسكات الإنتفاضة فلم يفلحوا في ذلك .
بداية شرار الإنتفاضة :
قام البوازيد بنصب كمين للقائد العسكري الفرنسي فعاد ادراجه الى بسكرة متخفيا واستنفر قواته من شرق البلاد وغربهاواعوانه الخونة,فاراد الإستعمار كسر شوكتهم لكي لاتقلدهم باقي العروش المجاورة للعامري, فتقدم الجنرال كارتيري(carteret) بقيادة قوامها 2000جندي مسلحين وبمساعدة القياد الخونة واستعراض القوة لاخافة الأهالي والقرى المجاورة و معهم قطع المدفعية لدك الحصون والبيوت .
بداية المناوشات:
صبيحة 11 أفريل (ابريل) 1876م خيمت القوات الفرنسية مقربة من الواحة فوجدت قبالتها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه من البوازيد الاشراف الاحرار الجزائريين تعدادهم 100 فارس على الاحصنة و2000 راجل ببنادقهم التقليدية
على بعد كيلومترين من واحة العامري واخذوا النساء والأطفال والشيوخ داخل غابات النخيل علها تحميهم من القصف
استغل البوازيد في اول يوم عاصفة رملية فهجموا على الأعداء قتلوا منهم الكثير وقتل منهم كذلك شهداء وهنا قتل محمد بن يحي الزعيم الروحي للإنتفاضة وبقي قائده بن عياش في الميدان فطلب من الرجال والنساء والشيوخ والاطفال إثارة الرمال والأتربة بأرجلهم ليعيدوا الكرة على العدو فكان لهم ذلك وهجموا على معسكر الكفر إلتحم الجيشان في 14 أفريل في معركة غير متكافئة استعمل فيها العدو المدفعية والحقد الصليبي بمساعدة الخونة من ابناء جلدتنا فتراجع المجاهدون لحصون الواحة لحماية النساء والأطفال والشيوخ وممتلكاتهم المدمرة فخلفت المعركة 400 شهيد واستسلم السكان حتى لا تحرق الواحة باكملها وقتل القائد بن عياش في 28 أفريل 1876م , وصادر الجيش البيوت والأراضي والأغنام وكل ما يصلح .
النفي من أرض الأجداد والعقوبة :
فرضت غرامات على الذين لم ينفوا وصودرت ممتلكاتهم وطبق على الباقين شعارلاتيني الويل للمغلوب*حيث تم تشتيتهم عبر ارض الوطن الجزائري لامأوى لهم ولا خيام ولا مايأكلون فنفوا الى المناطق التالية :
أما اولاد ادريس نفوا الى :
سطيف -آقبو بمنطقة القبائل -وايغزر امقران -جيجل - القالة - عنابة - تلاغمة - ام البواقي- شلغوم العيد
أما البوازيد الجبابرة نفوا للغرب الجزائري: نواحي فرندة -وهران -مستغانم- وغيرها
وبعد مرور سنين عام 1882م عاد بعض المهجرين الى موطنهم الأصلي
أما المحكوم عليهم عسكريا بتورطهم بالإنتفاضة حبسوا في جزيرة(الكورس) وبعضهم بالجزائر .
- طبق عليهم قانون الأندجينا( الأهالي) وهو ضريبة الحرب والمقاومة
وطرد شيوخ البوازيد مثل شيخ اولاد ايوب واولاد سعود وشيخ اولادبوزيد بن احمدالجبابرة وشيخ اولاد سيدي سليمان سكان قرية الدوسن الاصليين بمنطقة زاوية مليلي وشيخ اولاد معتوق وشيخ اولاد الهامل.
وهكذا طبق الإستعمار على اشراف البوازيد الأدارسة سياسة فرق تسد , لكي لايتكرر هذا التجمع من نفس القبيلةأو غيرها من القبائل وفي 1906م طلب بعض البوازيد المنفيين حق العودة وشراء اراضيهم فتمت الموافقة لهم .
الخاتمة :
انتفاضة العامري من بين اهم الإنتفاضات العفوية التي شهدتها مناطق الشرق الجزائري والصحراء خلال القرن 19م الا ان هذه الانتفاضة لم تعطى حقها من البحث للأسف الا واحد هو (شال روبير هارون).وفي سنتي 1973-1974م طالب البوازيد باسترجاع ما انتزع منهم منذ حوالي قرن فلم تشملهم الثورة الزراعية والى اليوم سكان بوازيد الزاب يؤرخون بعام (النفية) اي الطرد والشتات و رحم الشهداء في كل زمان ومكان ارجو ان اكون اطلت عليكم فإظهار الحقائق واجب وكتمان العلم لايجوز وآسف على الإطالة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0
ادعو لوالدي بالرحمة اخوكم / خالد البوزيدي الدوسني
منقول عن بحث للدكتور مصطفى حداد جامعة قسنطينة ( مع تصرف بسيط دون اخلال)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة :
يمكن اعتبار اتفاضة بوازيد العامري سنة 1876 م (قرية قديمة للبوازيد ) اهم انتفاضة شهدها القطاع القسنطيني في الربع الاخير من القرن 19 م من حيث العنف الذي صحب احداثها واعداد القوات الفرنسية التي شاركت فيها وجموع المقاومين (المجاهدين )من اهل الزاب (بسكرة) والأوراس, واساليب القمع التي اتبعها الفرنسيون في تشتيت الكثير من افراد عرش اولاد علي بن بوزيد(لبازيد بالعامية)بعد انتهاء المقاومة .
سكان الزاب :
كان عرش لبازيد يتبع اداريا للإدارة العسكرية توقرت(tougourt) فتسبب في تردي الاوضاع الإقتصادية للبوازيد فالقانون المشهور (السيناتوس كونسيلت 1863 م) الذي هدفه تجزئة المجموعات السكانية لخلق ظروف ملائمة للإستعمار لإعادة هيكلة المجتمع الريفي حسب المنظور الفرنسي ليسهل مراقبته والتحكم فيه وخنقه ,وجباية الضرائب
القايد (القومية) : حاكم مدني من أغنياء الأهالي يعينه الإستعمار سيفا مسلطا على السكان يرجعون اليه فيما يهمهم وهوبدوره يرفع تقاريره لاسياده الفرنسيين,وتصرفاته الرعناء واستفزازه الدائم للمواطنين من اسباب تفجر الانتفاضة
سبب الإنتفاضة :
استجاب زعيمي الإنتفاضة الأول الزعيم الروحي (محمدبن يحي من اولادادريس من ذرية الجد علي بن بوزيد) والثاني القائد العسكري ( بن عياش الجباري من ذرية علي بن بوزيد) لتظلمات ابناء عمومتهم من تسلط اذناب الإستعمار ( القياد جمع قايد) فألبوا السكان وحرضهم على المقاومة ضد الأعوان والإدارة المحلية ,فحاول القياد اسكات الإنتفاضة فلم يفلحوا في ذلك .
بداية شرار الإنتفاضة :
قام البوازيد بنصب كمين للقائد العسكري الفرنسي فعاد ادراجه الى بسكرة متخفيا واستنفر قواته من شرق البلاد وغربهاواعوانه الخونة,فاراد الإستعمار كسر شوكتهم لكي لاتقلدهم باقي العروش المجاورة للعامري, فتقدم الجنرال كارتيري(carteret) بقيادة قوامها 2000جندي مسلحين وبمساعدة القياد الخونة واستعراض القوة لاخافة الأهالي والقرى المجاورة و معهم قطع المدفعية لدك الحصون والبيوت .
بداية المناوشات:
صبيحة 11 أفريل (ابريل) 1876م خيمت القوات الفرنسية مقربة من الواحة فوجدت قبالتها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه من البوازيد الاشراف الاحرار الجزائريين تعدادهم 100 فارس على الاحصنة و2000 راجل ببنادقهم التقليدية
على بعد كيلومترين من واحة العامري واخذوا النساء والأطفال والشيوخ داخل غابات النخيل علها تحميهم من القصف
استغل البوازيد في اول يوم عاصفة رملية فهجموا على الأعداء قتلوا منهم الكثير وقتل منهم كذلك شهداء وهنا قتل محمد بن يحي الزعيم الروحي للإنتفاضة وبقي قائده بن عياش في الميدان فطلب من الرجال والنساء والشيوخ والاطفال إثارة الرمال والأتربة بأرجلهم ليعيدوا الكرة على العدو فكان لهم ذلك وهجموا على معسكر الكفر إلتحم الجيشان في 14 أفريل في معركة غير متكافئة استعمل فيها العدو المدفعية والحقد الصليبي بمساعدة الخونة من ابناء جلدتنا فتراجع المجاهدون لحصون الواحة لحماية النساء والأطفال والشيوخ وممتلكاتهم المدمرة فخلفت المعركة 400 شهيد واستسلم السكان حتى لا تحرق الواحة باكملها وقتل القائد بن عياش في 28 أفريل 1876م , وصادر الجيش البيوت والأراضي والأغنام وكل ما يصلح .
النفي من أرض الأجداد والعقوبة :
فرضت غرامات على الذين لم ينفوا وصودرت ممتلكاتهم وطبق على الباقين شعارلاتيني الويل للمغلوب*حيث تم تشتيتهم عبر ارض الوطن الجزائري لامأوى لهم ولا خيام ولا مايأكلون فنفوا الى المناطق التالية :
أما اولاد ادريس نفوا الى :
سطيف -آقبو بمنطقة القبائل -وايغزر امقران -جيجل - القالة - عنابة - تلاغمة - ام البواقي- شلغوم العيد
أما البوازيد الجبابرة نفوا للغرب الجزائري: نواحي فرندة -وهران -مستغانم- وغيرها
وبعد مرور سنين عام 1882م عاد بعض المهجرين الى موطنهم الأصلي
أما المحكوم عليهم عسكريا بتورطهم بالإنتفاضة حبسوا في جزيرة(الكورس) وبعضهم بالجزائر .
- طبق عليهم قانون الأندجينا( الأهالي) وهو ضريبة الحرب والمقاومة
وطرد شيوخ البوازيد مثل شيخ اولاد ايوب واولاد سعود وشيخ اولادبوزيد بن احمدالجبابرة وشيخ اولاد سيدي سليمان سكان قرية الدوسن الاصليين بمنطقة زاوية مليلي وشيخ اولاد معتوق وشيخ اولاد الهامل.
وهكذا طبق الإستعمار على اشراف البوازيد الأدارسة سياسة فرق تسد , لكي لايتكرر هذا التجمع من نفس القبيلةأو غيرها من القبائل وفي 1906م طلب بعض البوازيد المنفيين حق العودة وشراء اراضيهم فتمت الموافقة لهم .
الخاتمة :
انتفاضة العامري من بين اهم الإنتفاضات العفوية التي شهدتها مناطق الشرق الجزائري والصحراء خلال القرن 19م الا ان هذه الانتفاضة لم تعطى حقها من البحث للأسف الا واحد هو (شال روبير هارون).وفي سنتي 1973-1974م طالب البوازيد باسترجاع ما انتزع منهم منذ حوالي قرن فلم تشملهم الثورة الزراعية والى اليوم سكان بوازيد الزاب يؤرخون بعام (النفية) اي الطرد والشتات و رحم الشهداء في كل زمان ومكان ارجو ان اكون اطلت عليكم فإظهار الحقائق واجب وكتمان العلم لايجوز وآسف على الإطالة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0
ادعو لوالدي بالرحمة اخوكم / خالد البوزيدي الدوسني