خطبة الإمام إدريس بن عبدالله بن الحسن (رضي الله عنه)قال في كتاب ((أخبار فخ)) لأحمد بن سهل الرازي رضي الله عنه ص321 - الطبعة الأولى 1995م : حدثني أبو العباس الحسني رضي الله عنه بإسناده عن إدريس بن عبدالله بن الحسن عليهم السلام, بسم الله الرحمن الرحيم, أما بعد : فالحمد لله رب العالمين لا شريك له الحي القيوم والسلام على جميع المرسلين, وعلى من اتبعهم وآمن بهم أجمعين أيها الناس إن الله ابتعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة وخصه بالرسالة وحباه بالوحي فصدع بأمر الله وأثبت حجته وأظهر دعوته وإن الله جل ثناؤه خصنا بولايته وجعل فينا ميراثه ووعده , فقبضه الله إليه محمودا لا حجة لأحد على الله ولا على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين فخلفه الله جل ثناؤه فينا بأحسن الخلافة , غذانا بنعمته صغارا وأكرمنا بطاعته كبارا وجعلنا الدعاة إلى العدل العاملين بالقسط المجانبين للظلم, ولم نمل من دفع الجور طرفة عين من نصحنا لأمتنا والدعاء إلى سبيل ربنا جل ثناؤه فكان مما خلفته أمته فينا أن سفكوا دماءنا وانتهكوا حرمتنا, وأيتموا صغيرنا وقتلوا كبيرنا وأثكلوا نساءنا وحملونا على الخشب, وتهادوا رؤسنا على الأطباق فلم نكل ولم نضعف, بل نرى ذلك تحفة من ربنا جل ثناؤه وكرامة كرمنا بها , فمضت بذلك الدهور واشتملت عليه الأمور , وربي منا عليه الصغير , وهرم عليه الكبير حتى ملك الزنديق أبو الدوانيق , وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ؛ويل لقريش من زنديقها يحدث أحداثا يغير دينها ويهتك ستورها ويهدم قصورها ويذهب سرورها«.
فسام أمتنا الخسف ومنعهم النصف وألبسهم الذل وأشعرهم الفقر , وأخذ أبي عبدالله شيخ المسلمين وزين المؤمنين وابن سيد النبيين صلى الله عليه وآله وسلم في بضعة عشر رجلا من أهل بيتي وأعمامي صلوات الله عليهم ورحمته وبركاته منهم : علي بن الحسن بن الحسن بن علي المجتهد والمحب وأبو الحسين المستشهد بفخ بالأمس صلوات الله عليهم أهل البيت إنه حميد مجيد, فأخرج بهم أبو الدوانيق الزنديق فطبق عليهم بيتا حتى قتلهم بالجوع وبعث أخي محمد بن عبدالله بن الحسن صلوات الله عليه إبنه عليا إليكم فخرج بمصر فأخذ فأوثق وبعث به إليه, فعلق رأسه بعمود حديد, ثم قتل أخوي محمدا وإبراهيم صلوات الله عليهما العابدين العالمين المجتهدين الذائدين عن محارم الله. شريا والله أنفسهما لله جل ثناؤه, فنصف رؤسهما في مساجد الله على الرماح حتى قصمه قاصم الجبارين.
ثم ملك بعده ابنه الضال , فانتهك الحرمات , واتبع الشهوات واتخذ القينات وحكم بالهوى واستشار الإمى ولعبت به الدنا, وزعم أنه المهدي الذي بشرت به الأنبياء فضيق على ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم وطردهم وكفل من ظهر منهم, وعرضهم طرفي النهار حتى إن الرجل ليموت من ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم فما يخرج به حتى يتغير ثم بعث إلي وقيدني وأمر بقتلي فقصمه قاصم الجبارين , وجرت عليه سنة الظالمين فخسر الدنيا والآخرة, ذلك هو الخسران المبين.
ثم ملك بعده إبنه الفاسق في دين الله, فسار بما لا تبلغه الصفة من الجرأة على رب العالمين , ثم بعث ليأخذ نفرا منا فيضرب أعناقهم بين قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, فكان من ذلك ما لا أظنه إلا قد بلغ كل مسلم ثم قتل أخي سليمان بن عبدالله, وقتل ابن عمي الحسين بن علي صلوات الله عليه في حرم الله, وذبح إبن أخي الحسن بن محمد بن عبدالله في حرم الله بعد ما أعطي أمان الله, وأنا ابن نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم , أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وأذكركم الله جل ثناؤه وموقفكم بين يديه غدا وفزعكم إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم تسألونه الشفاعة وورود الحوض وأن تنصروا نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم وتحفظونه في عترته , فوالله لا يشرب من حوضه ولا ينال من شفاعته من حادنا وقتلنا وجهد على هلاكنا , هذا في كلام طويل دعاهم فيه إلى نصرته.
وروى محمد بن علي بن خلف العطار وغيره عن سليمان بن سليمان الأسود, مولى آل حسن , قال: خرج إدريس بن عبدالله بن الحسن إلى المغرب بعد وقعة فخ ومعه ابن أخيه محمد بن سليمان بن عبدالله كان سليمان قتل بفخ فلما تمكن إدريس ببلاد المغرب, استعمل محمد بن سليمان على أدان المغرب من تاهرت , إلى فاس , قال: فبقي محمد بن سليمان بهذه النواحي إلى اليوم, وهي إلى إبراهيم بن محمد بن سليمان , وبينها وبين إفريقية مسيرة أربعة عشر يوما, ثم يتلوه أحمد بن محمد بن سليمان أخوه , ثم إدريس بن محمد بن سليمان ثم سليمان بن محمد بن سليمان, كل واحد من هؤلاء مملك على ناحية, لا يدعو واحد منهم لآخر, ثم يصيروا إلى عمل بني إدريس بن إدريس بن عبدالله بن حسن بن حسن إلى آخر المغرب.
فسام أمتنا الخسف ومنعهم النصف وألبسهم الذل وأشعرهم الفقر , وأخذ أبي عبدالله شيخ المسلمين وزين المؤمنين وابن سيد النبيين صلى الله عليه وآله وسلم في بضعة عشر رجلا من أهل بيتي وأعمامي صلوات الله عليهم ورحمته وبركاته منهم : علي بن الحسن بن الحسن بن علي المجتهد والمحب وأبو الحسين المستشهد بفخ بالأمس صلوات الله عليهم أهل البيت إنه حميد مجيد, فأخرج بهم أبو الدوانيق الزنديق فطبق عليهم بيتا حتى قتلهم بالجوع وبعث أخي محمد بن عبدالله بن الحسن صلوات الله عليه إبنه عليا إليكم فخرج بمصر فأخذ فأوثق وبعث به إليه, فعلق رأسه بعمود حديد, ثم قتل أخوي محمدا وإبراهيم صلوات الله عليهما العابدين العالمين المجتهدين الذائدين عن محارم الله. شريا والله أنفسهما لله جل ثناؤه, فنصف رؤسهما في مساجد الله على الرماح حتى قصمه قاصم الجبارين.
ثم ملك بعده ابنه الضال , فانتهك الحرمات , واتبع الشهوات واتخذ القينات وحكم بالهوى واستشار الإمى ولعبت به الدنا, وزعم أنه المهدي الذي بشرت به الأنبياء فضيق على ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم وطردهم وكفل من ظهر منهم, وعرضهم طرفي النهار حتى إن الرجل ليموت من ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم فما يخرج به حتى يتغير ثم بعث إلي وقيدني وأمر بقتلي فقصمه قاصم الجبارين , وجرت عليه سنة الظالمين فخسر الدنيا والآخرة, ذلك هو الخسران المبين.
ثم ملك بعده إبنه الفاسق في دين الله, فسار بما لا تبلغه الصفة من الجرأة على رب العالمين , ثم بعث ليأخذ نفرا منا فيضرب أعناقهم بين قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, فكان من ذلك ما لا أظنه إلا قد بلغ كل مسلم ثم قتل أخي سليمان بن عبدالله, وقتل ابن عمي الحسين بن علي صلوات الله عليه في حرم الله, وذبح إبن أخي الحسن بن محمد بن عبدالله في حرم الله بعد ما أعطي أمان الله, وأنا ابن نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم , أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وأذكركم الله جل ثناؤه وموقفكم بين يديه غدا وفزعكم إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم تسألونه الشفاعة وورود الحوض وأن تنصروا نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم وتحفظونه في عترته , فوالله لا يشرب من حوضه ولا ينال من شفاعته من حادنا وقتلنا وجهد على هلاكنا , هذا في كلام طويل دعاهم فيه إلى نصرته.
وروى محمد بن علي بن خلف العطار وغيره عن سليمان بن سليمان الأسود, مولى آل حسن , قال: خرج إدريس بن عبدالله بن الحسن إلى المغرب بعد وقعة فخ ومعه ابن أخيه محمد بن سليمان بن عبدالله كان سليمان قتل بفخ فلما تمكن إدريس ببلاد المغرب, استعمل محمد بن سليمان على أدان المغرب من تاهرت , إلى فاس , قال: فبقي محمد بن سليمان بهذه النواحي إلى اليوم, وهي إلى إبراهيم بن محمد بن سليمان , وبينها وبين إفريقية مسيرة أربعة عشر يوما, ثم يتلوه أحمد بن محمد بن سليمان أخوه , ثم إدريس بن محمد بن سليمان ثم سليمان بن محمد بن سليمان, كل واحد من هؤلاء مملك على ناحية, لا يدعو واحد منهم لآخر, ثم يصيروا إلى عمل بني إدريس بن إدريس بن عبدالله بن حسن بن حسن إلى آخر المغرب.