الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
الحسن المثنى بن الحسن السبط (41 - 97 هـ / 661 - 715 م) من آل البيت تابعي من رواة الحديث النبوي الشريف. واسمه هو الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وكنيته أبو محمد، هاشمي (نسبة للبيت الهاشمي)، قرشي (نسبة لقبيلة قريش)، كبير الطالبيين في عهده (ويقصد البيت الطالبي، وآل أبي طالب عموما). ولد ب المدينة المنورة وقضى حياته فيها. وهو أحد أبناء الحسن السبط بن علي بن أبي طالب من زوجته خولة بنت منظور.
نسبه الشريف
من الشرفاء، الحسنيين (نسبة إلى أبيه الحسن السبط)، العلويين (نسبة إلى جده علي بن أبي طالب)، الهاشميين، فهو ابن الحسن السبط حفيد الرسول محمد بن عبدالله (ص). ونسبه كما يلي: الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبدالله رسول الله (ص).
شبهه برسول الله صلى الله عليه وسلم: قال صاحب عمدة الطالب: وكان يشبه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
والديه ومولده
أبوه: هو الحسن بن علي بن أبي طالب
أمه: هي خولة بنت منظور بن زيان بن حيان الفزاري و أمها مليكة بنت خارجة بنت سنان المرية.
مولده: في المدينة المنورة حوالي سنة 37هـ أو بعدها بأربع سنين على أقصى تقدير : بعد وقعة الجمل التي حدثت أيام خلافة جده علي بن أبي طالب سنة 36 هـ. ذلك أن والده الحسن السبط تزوج أمه خولة بنت منظور بعد مقتل زوجها محمد بن طلحة بن عبيد الله السجاد في موقعة الجمل. وكانت ولدت منه إبراهيم وداود والقاسم فهم إخوة الحسن المثنى لأمه، ومات عنها يوم وقعة الجمل وكان محاربا مع جيش أم المؤمنين ضد جيش علي بن أبي طالب. فتزوجها بعد ذلك الحسن السبط فولدت له الحسن المثنى.
إخوته من أمه: إبراهيم وداود والقاسم بنو محمد بن طلحة بن عبيدالله السجاد.
أما قصة زواجها من الحسن السبط فترويها كتب التاريخ والأخبار والسير على هذا النحو: قال صاحب عمدة الطالب: وكانت تحت محمد بن طلحة بن عبيد الله فقتل عنها يوم الجمل ولها منه أولاد فتزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب فسمع بذلك أبوها منظور بن زيان فدخل المدينة وركز رايته على باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يبق في المدينة قيسي إلا دخل تحتها،ثم قال: أمثلي يغتال عليه في ابنته؟ فقالوا: لا. فلما رأى الحسن ذلك سلم إليه إبنته فحملها في هودج وخرج بها من المدينة فلما صار بالبقيع ، قالت له: يا أبه أين تذهب إنه الحسن بن أمير المؤمنين علي وابن بنت رسول الله. فقال: إن كان له فيك حاجة فسيلحقنا. فلما صاروا في نخل المدينة إذ بالحسن والحسين و عبدالله بن جعفر قد لحقوا بهم فأعطاه إياها فردها إلى المدينة...
إخوته من أبيه
محمد الأكبر بن الحسن السبط
جعفر بن الحسن السبط
حمزة بن الحسن السبط
فاطمة بنت الحسن السبط
محمد الاصغر بن الحسن السبط
زيد بن الحسن السبط
ام الحسن بنت الحسن السبط
ام الخير بنت الحسن السبط
إسماعيل بن الحسن السبط
يعقوب بن الحسن السبط
القاسم بن الحسن السبط
أبا بكر بن الحسن السبط
عبدالله بن الحسن السبط
حسين الاثرم بن الحسن السبط
عبدالرحمن بن الحسن السبط
ام سلمة بنت الحسن السبط
عمر بن الحسن السبط
ام عبدالله بنت الحسن السبط
طلحة بن الحسن السبط
عبدالله الاصغر بن الحسن السبط
اليتم الموروث
ولما توفي الحسن السبط ترك ابنه الحسن المثنى في سن تتراوح بين عشر سنوات على أقل تقدير وثلاث عشر سنوات على أقصاه. وذلك اعتمادا على استنباط لتاريخ ولادته كما بينا ذلك في ا ترجمته. لقد عاش الحسن المثنى مأساة مقتل أبيه وتجرع من كأس اليتم هو بدوره وهو في سن الصبى دون الثلاث عشر ربيعا. وكان قد أوصى له والده بأمر صدقات جده علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم جميعا.
جريح كربلاء
أخبرنا محمد بن جعفر القرداني بإسناده عن أبي مخنف لوط بن يحيى أن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قاتل بين يدي عمه الحسين عليه السلام وهو فارس، وله يومئذ عشرون سنة، وقيل: تسع عشرة سنة، وأصابته ثمان عشرة جراحة حتى ارْتَث ووقع في وسط القتلى، فحمله خاله أسماء بن خارجة الفزاري، ورده إلى الكوفة وداووا جراحه، وبقي عنده ثلاثة أشهر حتى عوفي وسلم، وانصرف إلى المدينة، فبنى بعد انصرافه بسنة بفاطمة بنت الحسين بن علي بنت عمه، وكان عمه الحسين بن علي زوجه إياها.وتذكر مصادر التاريخ الإسلامي الأخرى: وكان قد حضر عمَّه الإمام الحسين ( عليه السلام ) في واقعة الطف ، فلمَّا قُتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأُسر الباقون من أهله جاءه أسماء بن خارجة ، فانتزعه من بين الأسرى وقال : والله لا يوصل إلى ابن خولة أبداً. فقال عُمَر بن سعد : دعوا لأبي حسان ابن أخته، وهكذا أُخلي سبيله. وروي أنه كان به جراح قد أُشفي منها.
زوجاته
1)تزوج من بنت عمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب. ،وعن كتاب "مقاتل الطالبيين" لأبي فرج الأصفهاني قال: « حدثني أحمد بن سعيد قال: حدثني يحيى بن الحسن قال: حدثنا إسماعيل ابن يعقوب قال: حدثني جدي عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن قال: خطب الحسن بن الحسن إلى عمه الحسين وسأله أن يزوجه إحدى ابنتيه فقال له الحسين اختر يا بني أحبهما إليك فاستحيى الحسن ولم يحر جوابا. فقال له الحسين: فإنى قد اخترت لك ابنتي فاطمة فهي أكثرهما شبها بأمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال حرمى بن العلاء عن الزبير بن بكار: أن الحسن لما خيره عمه اختار فاطمة. وكانوا يقولون: إن امرأة مردودة بها سكينة لمنقطعة القرين في الجمال...». وغني عن الإيضاح أن سكينة هذه هي سكينة بنت الحسين أخت فاطمة بنت الحسين بن علي السالفة الذكر خطيبة الحسن المثنى. ومات عنها ابن عمها الحسن بن الحسن بن علي، فتزوجها عبد الله الأكبر بن عمرو بن عثمان بن عفان. «... وقد كانت فاطمة تزوجت بعد الحسن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وهو عم الشاعر الذي يقال له العرجي فولدت له أولادا منهم محمد المقتول مع أخيه عبد الله بن الحسن، ويقال له الديباج، والقاسم، ورقية، بنو عبد الله بن عمرو.». (نفس المصدر). ومات عنها عبد الله بن عمرو، فأبت أن تتزوج من بعده إلى أن توفيت.
بيوتاته وأولاده وعقبه
له من الأولاد:
من زوجته فاطمة بنت الحسين بن علي:
1) عبد الله بن الحسن (الملقب بالمحض لمحض شبهه بالنبي (ص) والكامل لكمال نسبه من جهة أبيه وأمه)
2) وإبراهيم بن الحسن المثنى بن الحسن السبط،
3) والحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط (مكرر ثلاث مرات سمي أبيه وجده)
فهؤلاء هم بنو الحسن المثنى بن الحسن السبط ؛ أما بناته من فاطمة بنت الحسين كذلك فهن:
1) أم كلثوم بنت الحسن المثنى بن الحسن السبط.
2) و زينب بنت الحسن المثنى بن الحسن السبط.
ومن أم ولد: جعفر، و داود أمهما أم ولد،
ومحمد أمه بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.
عقبه: قال صاحب عمدة الطالب: وأعقب الحسن بن الحسن من خمسة رجال عبد الله المحض، وإبراهيم الغمر والحسن المثلث و داوود، وجعفر.
روايته الحديث
أبو محمد القرشي الهاشمي. روى عن أبيه، عن جده مرفوعا: ( من عال أهل بيت من المسلمين يومهم وليلتهم غفر الله له ذنوبه) وعن [عبد الله بن جعفر] ، عن علي في دعاء الكرب، وعن زوجته فاطمة بنت الحسين بن علي وعن ابنه عبد الله بن الحسن بن الحسن السبط وجماعة.
موقفه من الرافضة
وقال يوما لرجل من الرافضة: والله إن قتلك لقربة إلى الله، عز وجل. فقال له الرجل: إنك تمزح. فقال: والله ما هذا مني بمزح ولكنه الجد. وقال له آخر منهم: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه ؟ فقال: بلى، ولو أراد الخلافة لخطب الناس فقال: أيها الناس، اعلموا أن هذا ولي أمركم وهو القائم عليكم من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا، والله لئن كان الله ورسوله اختار عليا لهذا الأمر ثم تركه علي لكان أول من ترك أمر الله ورسوله. وقال لهم أيضا: والله لئن ولينا من الأمر شيئا لنقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لا نقبل لكم توبة، ويلكم غررتمونا من أنفسنا، ويلكم لو كانت القرابة تنفع بلا عمل لنفعت أباه وأمه. فلو كان ما تقولون فينا حقا لكان آباؤنا إذ لم يعلمونا بذلك قد ظلمونا وكتموا عنا أفضل الأمور، والله إني لأخشى أن يضاعف للعاصي منا العذاب ضعفين، كما إني لأرجو للمحسن منا أن يكون له الأجر مرتين، ويلكم أحبونا إن أطعنا الله، وأبغضونا إن عصينا الله.
توليه صدقات جده علي بن أبي طالب
كان الحسن المثنى وصي أبيه الحسن السبط ووليّ صدقة جده الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وكان الإمام قد شرط أن الصدقات في أبناء ابنيه الحسن والحسين دون سواهما. قال صاحب عمدة الطالب: وكان الحسن بن الحسن يتولى صدقات أمير المؤمنين علي ونازعه فيها زين العابدين علي بن الحسين ثم سلمها له... وفي المصابيح للإمام السيد أبو العباس أحمد بن إبراهيم عليه السلام 353 ه.ـ عند ذكر : الحسن بن الحسن وصدقات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأوقاف جده (ع)]:"وكان عليه السلام يلي صدقات رسول الله صلّى الله عَلَيْهِ وآله وسَلّم وأوقاف أمير المؤمنين، فلما مات ولاَّها عبد الله بن الحسن بن الحسن حتى حازها الدوانيقي لما حبسه وقتله في الحبس مع من قتل منهم.". فمن المعلوم إذا أن الحسن المثنى تولى بعد أبيه الحسن السبط أمر صدقات جده الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فأراد عمه عمر بن علي بن أبي طالب أن يدخل بدون حق في تلك الصدقات وهي بوصية مكتوبة من علي بن أبي طالب لذوي حقوقها. فرفض الحسن المثنى هذا الأمر، فما كان من عمه عمر إلا أن شكاه إلى الحجاج بن يوسف الثقفي آنذاك عاملا على المدينة. وأخبرنا أحمد بن محمد بن بهرام بإسناده عن الزبير بن بكار أن الحسن بن الحسن عليه السلام كان والي صدقات علي عليه السلام في عصره، وكان الحجاج بن يوسف قال له يوماً - وهو يسايره في موكبه بالمدينة والحجاج يومئذ أميرها: أدخل عمك عمر بن علي معك في صدقة علي فإنه عمك وبقية أهلك. قال: لا أغيَّر شرط علي، ولا أدخل فيها من لم يدخل. قال: إذن أدخله معك، فنكص عنه الحسن حين غفل الحجاج، ثم كان وجهه إلى عبد الملك بن مروان...
سيرته وأخلاقه
كان ينظم الشعر، ومن شعره:
لا خـيـر في الود ممن لا تـزال بـــــه *** في الود مستـشـعـراً من خـيـفة وجــلا
إذا تـغـيـب لم نـبـرح نـســــيءُ به *** ظـنّــاً .. ونسأل عـما قال أو فعــلا
وقد تقدم موقفه من الرافضة: كان الحسن المثنى جريئاً في قول الحق صادق اللهجة، وله مواقف جريئة مع الرافضة ولا يؤيدهم بأقوالهم وغلوّهم وكان يقول لهم : ((أحبّونا، فإن عصينا الله فأبغضونا، فلو كان الله نافعاً بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير طاعة لنفع أمه وأباه، قولوا فينا الحق، فإنه أبلغ فيما تريدون، ونحن نرضى به منكم)). وله فيهم أقوال أبلغ من ذلك.
أخلاقه: كان الحسن المثنى جليلاً فاضلاً ورعاً جواداً لم يطلب الخلافة ولا ادعاها له أحد.
وفي الحسن بن الحسن قيل:
أبلغ أبا ذبان مخلوع الرسن *** أن قد مضت بيعتنا لابن الحسن /// ابن الرسول المصطفى والمؤتمن *** من خـير فتيان قريش ويمــــن /// والحجـة القـائم في هذا الـزمـن
وفادته على عبد الملك بن مروان
تذكر كتب التاريخ الإسلامي أنه وفد على عبد الملك بن مروان فأكرمه ونصره على الحجاج بن يوسف الثقفي، وأقره وحده على ولاية صدقة علي بن أبي طالب. وقد ترجمه الحافظ ابن عساكر فأحسن، وذكر عنه آثارا تدل على سيادته وعلمه وتسننه، رحمه الله. ودونك خبر ذلك: لما قدم الحسن بن الحسن بن علي على عبد الملك بن مروان، وقف ببابه يطلب الإذن، فمر به يحيى بن الحكم، فلما رآه عدل إليه وسلم عليه وسأل عن مقدمه فأخبره، فقال يحيى: إني سأنفعك عند عبد الملك. ودخل الحسن بن الحسن عليه السلام على عبد الملك فرحب به، وأحسن مساءلته، وكان الحسن قد أسرع إليه الشيب، فقال له عبد الملك: لقد أسرع إليك الشيب. فقال يحيى: ومَا يمنعه يا أمير المؤمنين شيبه أماني أهل العراق كل عام يقدم عليه منه ركب يمنونه الخلافة. فأقبل عليه الحسن بن الحسن وقال: بئس والله الرفد رفدت، وليس كما قلت ولكنا أهل بيت يسرع إلينا الشيب، وعبد الملك يسمع فأقبل عليه عبد الملك وقال: هلم ما قدمت له؟ فأخبره بقول الحجاج فقال: ليس ذلك له فاكتبوا إليه كتابا لا يجاوزه، ووصله وكتب له، فلما خرج من عنده لقي يحيى بن الحكم وعاتبه على سوء محضره، وقال: ما هذا الذي وعدتني. فقال له يحيى: إيهاً عنك، والله لا يزال يهابك، ولو لا هيبته إياك ما قضى لك حاجة، ومَا ألَوْتُك رفداً، أي: ما قصرت في معاونتك.
جور الوليد بن عبد الملك عليه
وقيل: إن الوليد بن عبد الملك كتب إلى عامله بالمدينة: إن الحسن بن الحسن كاتب أهل العراق، فإذا جاءك كتابي هذا فاجلده مائة ضربة، وقفه للناس، ولا أراني إلا قاتله. فأرسل خلفه فعلمه ابن عمه علي بن الحسين (زين العابدين) كلمات الكرب، فقالها حين دخل عليه فنجاه الله منهم، وهي: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض رب العرش العظيم.
موته
كان عبد الملك بن مروان يهاب الحسن المثنى. وقد اتهم هذا الأخير بمكاتبة أهل العراق وأنهم يمنُّونه ب الخلافة، فبلغ ذلك الوليد بن عبد الملك كما سبق ذكره، فأمر عامله ب المدينة بجلده، فلم يجلده العامل، وكتب الوليد يبرئه. ¬وقيل للحسن : ألم يقل رسول الله : «من كنت مولاه فعليّ مولاه».¬ فقال : بلى، ولكن والله لم يَعْن رسول الله بذلك الإمارة والسلطان ولو أراد ذلك لأفصح لهم به. (وقد سبق ذكره كذلك). قال صاحب عمدة الطالب: وكان عبد الرحمن بن الأشعث قد دعا إليه وبايعه، فلما قتل عبد الرحمن على إثر ثورته، توارى الحسن حتى دس إليه الوليد بن عبد الملك من سقاه سماً فمات وعمره إذ ذاك خمس وثلاثون سنة. (وفيه خلاف عن سن موته). ويروى أنه رأى في منامه قبيل وفاته، كأنَّ مكتوباً بين عينيه: ((قل هو الله أحد)) فاستبشر بذلك أهله وفرحوا، فعرضوا الرؤيا على سعيد بن المسيب، فقال: إن كان رآها قلّ ما بقي من عمره ، فلم يلبث قليلاً حتى مات، وكان ذلك في سنة (97هـ). توفي إذا ب المدينة المنورة ودفن ب ينبع وبالضبط في ينبع النخل ومزاره معروف بها بين المزرعة و ذي هجر. وقيل أنه دفن في مقبرة البقيع (وهو ضعيف).
الحسن المثنى بن الحسن السبط (41 - 97 هـ / 661 - 715 م) من آل البيت تابعي من رواة الحديث النبوي الشريف. واسمه هو الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وكنيته أبو محمد، هاشمي (نسبة للبيت الهاشمي)، قرشي (نسبة لقبيلة قريش)، كبير الطالبيين في عهده (ويقصد البيت الطالبي، وآل أبي طالب عموما). ولد ب المدينة المنورة وقضى حياته فيها. وهو أحد أبناء الحسن السبط بن علي بن أبي طالب من زوجته خولة بنت منظور.
نسبه الشريف
من الشرفاء، الحسنيين (نسبة إلى أبيه الحسن السبط)، العلويين (نسبة إلى جده علي بن أبي طالب)، الهاشميين، فهو ابن الحسن السبط حفيد الرسول محمد بن عبدالله (ص). ونسبه كما يلي: الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبدالله رسول الله (ص).
شبهه برسول الله صلى الله عليه وسلم: قال صاحب عمدة الطالب: وكان يشبه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
والديه ومولده
أبوه: هو الحسن بن علي بن أبي طالب
أمه: هي خولة بنت منظور بن زيان بن حيان الفزاري و أمها مليكة بنت خارجة بنت سنان المرية.
مولده: في المدينة المنورة حوالي سنة 37هـ أو بعدها بأربع سنين على أقصى تقدير : بعد وقعة الجمل التي حدثت أيام خلافة جده علي بن أبي طالب سنة 36 هـ. ذلك أن والده الحسن السبط تزوج أمه خولة بنت منظور بعد مقتل زوجها محمد بن طلحة بن عبيد الله السجاد في موقعة الجمل. وكانت ولدت منه إبراهيم وداود والقاسم فهم إخوة الحسن المثنى لأمه، ومات عنها يوم وقعة الجمل وكان محاربا مع جيش أم المؤمنين ضد جيش علي بن أبي طالب. فتزوجها بعد ذلك الحسن السبط فولدت له الحسن المثنى.
إخوته من أمه: إبراهيم وداود والقاسم بنو محمد بن طلحة بن عبيدالله السجاد.
أما قصة زواجها من الحسن السبط فترويها كتب التاريخ والأخبار والسير على هذا النحو: قال صاحب عمدة الطالب: وكانت تحت محمد بن طلحة بن عبيد الله فقتل عنها يوم الجمل ولها منه أولاد فتزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب فسمع بذلك أبوها منظور بن زيان فدخل المدينة وركز رايته على باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يبق في المدينة قيسي إلا دخل تحتها،ثم قال: أمثلي يغتال عليه في ابنته؟ فقالوا: لا. فلما رأى الحسن ذلك سلم إليه إبنته فحملها في هودج وخرج بها من المدينة فلما صار بالبقيع ، قالت له: يا أبه أين تذهب إنه الحسن بن أمير المؤمنين علي وابن بنت رسول الله. فقال: إن كان له فيك حاجة فسيلحقنا. فلما صاروا في نخل المدينة إذ بالحسن والحسين و عبدالله بن جعفر قد لحقوا بهم فأعطاه إياها فردها إلى المدينة...
إخوته من أبيه
محمد الأكبر بن الحسن السبط
جعفر بن الحسن السبط
حمزة بن الحسن السبط
فاطمة بنت الحسن السبط
محمد الاصغر بن الحسن السبط
زيد بن الحسن السبط
ام الحسن بنت الحسن السبط
ام الخير بنت الحسن السبط
إسماعيل بن الحسن السبط
يعقوب بن الحسن السبط
القاسم بن الحسن السبط
أبا بكر بن الحسن السبط
عبدالله بن الحسن السبط
حسين الاثرم بن الحسن السبط
عبدالرحمن بن الحسن السبط
ام سلمة بنت الحسن السبط
عمر بن الحسن السبط
ام عبدالله بنت الحسن السبط
طلحة بن الحسن السبط
عبدالله الاصغر بن الحسن السبط
اليتم الموروث
ولما توفي الحسن السبط ترك ابنه الحسن المثنى في سن تتراوح بين عشر سنوات على أقل تقدير وثلاث عشر سنوات على أقصاه. وذلك اعتمادا على استنباط لتاريخ ولادته كما بينا ذلك في ا ترجمته. لقد عاش الحسن المثنى مأساة مقتل أبيه وتجرع من كأس اليتم هو بدوره وهو في سن الصبى دون الثلاث عشر ربيعا. وكان قد أوصى له والده بأمر صدقات جده علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم جميعا.
جريح كربلاء
أخبرنا محمد بن جعفر القرداني بإسناده عن أبي مخنف لوط بن يحيى أن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قاتل بين يدي عمه الحسين عليه السلام وهو فارس، وله يومئذ عشرون سنة، وقيل: تسع عشرة سنة، وأصابته ثمان عشرة جراحة حتى ارْتَث ووقع في وسط القتلى، فحمله خاله أسماء بن خارجة الفزاري، ورده إلى الكوفة وداووا جراحه، وبقي عنده ثلاثة أشهر حتى عوفي وسلم، وانصرف إلى المدينة، فبنى بعد انصرافه بسنة بفاطمة بنت الحسين بن علي بنت عمه، وكان عمه الحسين بن علي زوجه إياها.وتذكر مصادر التاريخ الإسلامي الأخرى: وكان قد حضر عمَّه الإمام الحسين ( عليه السلام ) في واقعة الطف ، فلمَّا قُتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأُسر الباقون من أهله جاءه أسماء بن خارجة ، فانتزعه من بين الأسرى وقال : والله لا يوصل إلى ابن خولة أبداً. فقال عُمَر بن سعد : دعوا لأبي حسان ابن أخته، وهكذا أُخلي سبيله. وروي أنه كان به جراح قد أُشفي منها.
زوجاته
1)تزوج من بنت عمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب. ،وعن كتاب "مقاتل الطالبيين" لأبي فرج الأصفهاني قال: « حدثني أحمد بن سعيد قال: حدثني يحيى بن الحسن قال: حدثنا إسماعيل ابن يعقوب قال: حدثني جدي عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن قال: خطب الحسن بن الحسن إلى عمه الحسين وسأله أن يزوجه إحدى ابنتيه فقال له الحسين اختر يا بني أحبهما إليك فاستحيى الحسن ولم يحر جوابا. فقال له الحسين: فإنى قد اخترت لك ابنتي فاطمة فهي أكثرهما شبها بأمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال حرمى بن العلاء عن الزبير بن بكار: أن الحسن لما خيره عمه اختار فاطمة. وكانوا يقولون: إن امرأة مردودة بها سكينة لمنقطعة القرين في الجمال...». وغني عن الإيضاح أن سكينة هذه هي سكينة بنت الحسين أخت فاطمة بنت الحسين بن علي السالفة الذكر خطيبة الحسن المثنى. ومات عنها ابن عمها الحسن بن الحسن بن علي، فتزوجها عبد الله الأكبر بن عمرو بن عثمان بن عفان. «... وقد كانت فاطمة تزوجت بعد الحسن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وهو عم الشاعر الذي يقال له العرجي فولدت له أولادا منهم محمد المقتول مع أخيه عبد الله بن الحسن، ويقال له الديباج، والقاسم، ورقية، بنو عبد الله بن عمرو.». (نفس المصدر). ومات عنها عبد الله بن عمرو، فأبت أن تتزوج من بعده إلى أن توفيت.
بيوتاته وأولاده وعقبه
له من الأولاد:
من زوجته فاطمة بنت الحسين بن علي:
1) عبد الله بن الحسن (الملقب بالمحض لمحض شبهه بالنبي (ص) والكامل لكمال نسبه من جهة أبيه وأمه)
2) وإبراهيم بن الحسن المثنى بن الحسن السبط،
3) والحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط (مكرر ثلاث مرات سمي أبيه وجده)
فهؤلاء هم بنو الحسن المثنى بن الحسن السبط ؛ أما بناته من فاطمة بنت الحسين كذلك فهن:
1) أم كلثوم بنت الحسن المثنى بن الحسن السبط.
2) و زينب بنت الحسن المثنى بن الحسن السبط.
ومن أم ولد: جعفر، و داود أمهما أم ولد،
ومحمد أمه بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.
عقبه: قال صاحب عمدة الطالب: وأعقب الحسن بن الحسن من خمسة رجال عبد الله المحض، وإبراهيم الغمر والحسن المثلث و داوود، وجعفر.
روايته الحديث
أبو محمد القرشي الهاشمي. روى عن أبيه، عن جده مرفوعا: ( من عال أهل بيت من المسلمين يومهم وليلتهم غفر الله له ذنوبه) وعن [عبد الله بن جعفر] ، عن علي في دعاء الكرب، وعن زوجته فاطمة بنت الحسين بن علي وعن ابنه عبد الله بن الحسن بن الحسن السبط وجماعة.
موقفه من الرافضة
وقال يوما لرجل من الرافضة: والله إن قتلك لقربة إلى الله، عز وجل. فقال له الرجل: إنك تمزح. فقال: والله ما هذا مني بمزح ولكنه الجد. وقال له آخر منهم: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه ؟ فقال: بلى، ولو أراد الخلافة لخطب الناس فقال: أيها الناس، اعلموا أن هذا ولي أمركم وهو القائم عليكم من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا، والله لئن كان الله ورسوله اختار عليا لهذا الأمر ثم تركه علي لكان أول من ترك أمر الله ورسوله. وقال لهم أيضا: والله لئن ولينا من الأمر شيئا لنقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لا نقبل لكم توبة، ويلكم غررتمونا من أنفسنا، ويلكم لو كانت القرابة تنفع بلا عمل لنفعت أباه وأمه. فلو كان ما تقولون فينا حقا لكان آباؤنا إذ لم يعلمونا بذلك قد ظلمونا وكتموا عنا أفضل الأمور، والله إني لأخشى أن يضاعف للعاصي منا العذاب ضعفين، كما إني لأرجو للمحسن منا أن يكون له الأجر مرتين، ويلكم أحبونا إن أطعنا الله، وأبغضونا إن عصينا الله.
توليه صدقات جده علي بن أبي طالب
كان الحسن المثنى وصي أبيه الحسن السبط ووليّ صدقة جده الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وكان الإمام قد شرط أن الصدقات في أبناء ابنيه الحسن والحسين دون سواهما. قال صاحب عمدة الطالب: وكان الحسن بن الحسن يتولى صدقات أمير المؤمنين علي ونازعه فيها زين العابدين علي بن الحسين ثم سلمها له... وفي المصابيح للإمام السيد أبو العباس أحمد بن إبراهيم عليه السلام 353 ه.ـ عند ذكر : الحسن بن الحسن وصدقات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأوقاف جده (ع)]:"وكان عليه السلام يلي صدقات رسول الله صلّى الله عَلَيْهِ وآله وسَلّم وأوقاف أمير المؤمنين، فلما مات ولاَّها عبد الله بن الحسن بن الحسن حتى حازها الدوانيقي لما حبسه وقتله في الحبس مع من قتل منهم.". فمن المعلوم إذا أن الحسن المثنى تولى بعد أبيه الحسن السبط أمر صدقات جده الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فأراد عمه عمر بن علي بن أبي طالب أن يدخل بدون حق في تلك الصدقات وهي بوصية مكتوبة من علي بن أبي طالب لذوي حقوقها. فرفض الحسن المثنى هذا الأمر، فما كان من عمه عمر إلا أن شكاه إلى الحجاج بن يوسف الثقفي آنذاك عاملا على المدينة. وأخبرنا أحمد بن محمد بن بهرام بإسناده عن الزبير بن بكار أن الحسن بن الحسن عليه السلام كان والي صدقات علي عليه السلام في عصره، وكان الحجاج بن يوسف قال له يوماً - وهو يسايره في موكبه بالمدينة والحجاج يومئذ أميرها: أدخل عمك عمر بن علي معك في صدقة علي فإنه عمك وبقية أهلك. قال: لا أغيَّر شرط علي، ولا أدخل فيها من لم يدخل. قال: إذن أدخله معك، فنكص عنه الحسن حين غفل الحجاج، ثم كان وجهه إلى عبد الملك بن مروان...
سيرته وأخلاقه
كان ينظم الشعر، ومن شعره:
لا خـيـر في الود ممن لا تـزال بـــــه *** في الود مستـشـعـراً من خـيـفة وجــلا
إذا تـغـيـب لم نـبـرح نـســــيءُ به *** ظـنّــاً .. ونسأل عـما قال أو فعــلا
وقد تقدم موقفه من الرافضة: كان الحسن المثنى جريئاً في قول الحق صادق اللهجة، وله مواقف جريئة مع الرافضة ولا يؤيدهم بأقوالهم وغلوّهم وكان يقول لهم : ((أحبّونا، فإن عصينا الله فأبغضونا، فلو كان الله نافعاً بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير طاعة لنفع أمه وأباه، قولوا فينا الحق، فإنه أبلغ فيما تريدون، ونحن نرضى به منكم)). وله فيهم أقوال أبلغ من ذلك.
أخلاقه: كان الحسن المثنى جليلاً فاضلاً ورعاً جواداً لم يطلب الخلافة ولا ادعاها له أحد.
وفي الحسن بن الحسن قيل:
أبلغ أبا ذبان مخلوع الرسن *** أن قد مضت بيعتنا لابن الحسن /// ابن الرسول المصطفى والمؤتمن *** من خـير فتيان قريش ويمــــن /// والحجـة القـائم في هذا الـزمـن
وفادته على عبد الملك بن مروان
تذكر كتب التاريخ الإسلامي أنه وفد على عبد الملك بن مروان فأكرمه ونصره على الحجاج بن يوسف الثقفي، وأقره وحده على ولاية صدقة علي بن أبي طالب. وقد ترجمه الحافظ ابن عساكر فأحسن، وذكر عنه آثارا تدل على سيادته وعلمه وتسننه، رحمه الله. ودونك خبر ذلك: لما قدم الحسن بن الحسن بن علي على عبد الملك بن مروان، وقف ببابه يطلب الإذن، فمر به يحيى بن الحكم، فلما رآه عدل إليه وسلم عليه وسأل عن مقدمه فأخبره، فقال يحيى: إني سأنفعك عند عبد الملك. ودخل الحسن بن الحسن عليه السلام على عبد الملك فرحب به، وأحسن مساءلته، وكان الحسن قد أسرع إليه الشيب، فقال له عبد الملك: لقد أسرع إليك الشيب. فقال يحيى: ومَا يمنعه يا أمير المؤمنين شيبه أماني أهل العراق كل عام يقدم عليه منه ركب يمنونه الخلافة. فأقبل عليه الحسن بن الحسن وقال: بئس والله الرفد رفدت، وليس كما قلت ولكنا أهل بيت يسرع إلينا الشيب، وعبد الملك يسمع فأقبل عليه عبد الملك وقال: هلم ما قدمت له؟ فأخبره بقول الحجاج فقال: ليس ذلك له فاكتبوا إليه كتابا لا يجاوزه، ووصله وكتب له، فلما خرج من عنده لقي يحيى بن الحكم وعاتبه على سوء محضره، وقال: ما هذا الذي وعدتني. فقال له يحيى: إيهاً عنك، والله لا يزال يهابك، ولو لا هيبته إياك ما قضى لك حاجة، ومَا ألَوْتُك رفداً، أي: ما قصرت في معاونتك.
جور الوليد بن عبد الملك عليه
وقيل: إن الوليد بن عبد الملك كتب إلى عامله بالمدينة: إن الحسن بن الحسن كاتب أهل العراق، فإذا جاءك كتابي هذا فاجلده مائة ضربة، وقفه للناس، ولا أراني إلا قاتله. فأرسل خلفه فعلمه ابن عمه علي بن الحسين (زين العابدين) كلمات الكرب، فقالها حين دخل عليه فنجاه الله منهم، وهي: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض رب العرش العظيم.
موته
كان عبد الملك بن مروان يهاب الحسن المثنى. وقد اتهم هذا الأخير بمكاتبة أهل العراق وأنهم يمنُّونه ب الخلافة، فبلغ ذلك الوليد بن عبد الملك كما سبق ذكره، فأمر عامله ب المدينة بجلده، فلم يجلده العامل، وكتب الوليد يبرئه. ¬وقيل للحسن : ألم يقل رسول الله : «من كنت مولاه فعليّ مولاه».¬ فقال : بلى، ولكن والله لم يَعْن رسول الله بذلك الإمارة والسلطان ولو أراد ذلك لأفصح لهم به. (وقد سبق ذكره كذلك). قال صاحب عمدة الطالب: وكان عبد الرحمن بن الأشعث قد دعا إليه وبايعه، فلما قتل عبد الرحمن على إثر ثورته، توارى الحسن حتى دس إليه الوليد بن عبد الملك من سقاه سماً فمات وعمره إذ ذاك خمس وثلاثون سنة. (وفيه خلاف عن سن موته). ويروى أنه رأى في منامه قبيل وفاته، كأنَّ مكتوباً بين عينيه: ((قل هو الله أحد)) فاستبشر بذلك أهله وفرحوا، فعرضوا الرؤيا على سعيد بن المسيب، فقال: إن كان رآها قلّ ما بقي من عمره ، فلم يلبث قليلاً حتى مات، وكان ذلك في سنة (97هـ). توفي إذا ب المدينة المنورة ودفن ب ينبع وبالضبط في ينبع النخل ومزاره معروف بها بين المزرعة و ذي هجر. وقيل أنه دفن في مقبرة البقيع (وهو ضعيف).